هل يملك أحد الإخبار بنوع الجنين ؟؟

الحمل والإنجاب

بسم الله الرحمن الرحيم

هل يملك أحد الإخبار بنوع الجنين

هل يملك أحد الإخبار بنوع الجنين ؟؟


تطالعنا فى هذه الأيام كثير من الاستفسارات والتساؤلات التى تسأل عما إذا كان علم الطب قد وصل إلى معرفة الجنين قبل وضعه ، أهو ذكر أو أنثى ! أم أن هذا من قبيل التخمين والمصادفة ؟

هذه قضية مزمنة اختلفت فيها الأنظار بين ناف ومثبت. فيقول النفاة : إن الإصابة فى معرفة نوع الجنين ما هى إلا محض صدفة من الصدف .

بينما يمضى آخرون إلى إثبات هذه المعرفة ويؤكدون وصول الطب إلى معرفة أحوال الحوامل معرفة دقيقة وبصورة أكثر بكثير من اقتصارها على معرفة الجنين ذكر هو أم أنثى

ومن هنا ثارت الشبهة حول ما إذا كانت أخبار الأطباء بتلك الأمور تعتبر تدخلا فى علم الله ، لأن القرآن صريح فى أن ما فى الأرحام هو من علم الله سبحانه. فيقول فى سورة الرعد: 8

) الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شىء عنده بمقدار)


ويقول جل شأنه فى موضع آخر :

) إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام ... ( (سورة لقمان : 34 )

هذا هو ملخص ما دار وما يدور حول قضية العلم بما فى الأرحام .



الغفلة عن السنة سبب الخطأ :
إننا فى الواقع نجد أن بعضهم قد نظر إلى الآيتين المذكورتين نظرة محدودة المدى ، فجعلوا علم الله لما فى الأرحام مقصورا على كون الجنين ذكرا أو أنثى ، واحداً أو أكثر .... تام الخلقة أم ناقصها ...

وكل هذه الأحوال مما تجرى به عادة الحوامل فيما ألفه الناس مع أن علم الله لما فى الأرحام أوسع مدى من هذا المعنى الذى ذهبوا إليه .

ذلكم لأن البيان النبوى قد بين حقائق عجيبة عن علم الله سبحانه فى هذا الشأن. عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أحدكم يجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد)
(صحيح الإمام مسلم)
وللبخارى فى هذه القضية رواية عن ابن مسعود أيضا ، وهى متفقة مع ما فى صحيح مسلم ولكنها تفيد أن نفخ الملك للروح يقع بعد كتابة ما أمر الله بكتابته من شؤون هذا المخلوق ونص ما فى هذه النقطة من ترتيب: ( ... ثم يبعث الله ملكا بأربع كلمات ، فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقى أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح ) ( صحيح البخارى ) .

فتبين أن الملك الموكل بنفخ الروح هو نفسه لا يعلم مصير هذا المخلوق لا إجمالاً ولا تفصيلاً ، فلا يدرى أيستكمل مدة الحمل أولا ، ولا يدرى كم سيعيش فى الدنيا ، ولا يدرى أين سيتوفاه الله ، ولا يدرى ما هى المسالك التى سيختارها هذا الجنين لنفسه فى حياته ، ولا يدرى أيختم له بالشقاوة أو السعادة ...

إن كل هذه الحقائق وما يتفرع عنها قد أحاط الله بها وأمر الملك بكتابتها على وفاق ما فى علم الله سبحانه .

وأوضح أنه جلت حكمته - مستأثر بعلمها دون غيره وأنه : )عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول( سورة الجن : (26-27).

فالجنين الواحد أو الأجنة المتعددة فى الرحم قد بينت السنة أن علم الله قد أحاط بكل منه إحاطة لا مزيد عليها . وما أعجز البشر عن أن يتطاولوا إلى إدعاء أنهم استطاعوا الوصول إلى ما استأثر الله بعلمه من كل مافى الأرحام ... وأين الثريا من يد المتطاول ؟!

وليس ما تبين هو غاية ما يحمله اللفظ القرآنى من معنى ، لا بل إن لفظ " تحمل " من قوله تعالى " الله يعلم ما تحمل كل أنثى " يدل على التكرار وهو ما يصفه علماء البيان بالحدوث والتجدد . فدل ذلك على أن كل أنثى متى خلقها الله أنثى كان سبحانه عالما بأنها ستحمل طول حياتها مرة واحدة ، أو مرات قليلة أو كثيرة ، كما يعلم أن أنواع أجنتها ذكوراً أو إناثاً
أو مختلطون ، وأنهم توائم أو مفردون ، وهم أسقاط أو متممون أو متنوعون … وهؤلاء جميعا على اختلاف أوضاعهم مشمولون بعلم الله فى كل شئونهم رزقا وأجلا وشقاوة أو سعادة )ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير( ( سورة الملك : 14 ) .

ويعلم ما فى الأرحام
إن الله سبحانه وتعالى أعطانا العلم لكى نفيد البشرية به لا لتشويه البشرية . وكما قرأنا فى الطب الحديث فإن معرفة نوع الجنين يتم عن طريق ثلاث محاولات :

الأولى : عن طريق تحليل السائل الأميونى ( membraneAmniotic) فى الأسبوع السادس عشر من بدء الحمل ويتم ذلك بإدخال حقنة فى الرحم عن طريق البطن بعد تحديد مكان الجنين والمشيمة بواسطة الموجات فوق الصوتية، ثم قياس نسبة هرمون الذكر إلى هرمون الأنثى فى السائل الأميونى. ولكن قد ينتج عن ذلك مضاعفات مثل الإجهاض أو إصابة الجنين فى بعض الحالات .
الثانية : أخذ عينة من الغشاء الكريونى ( Chirionic Membrane) فى الشهور الأولى من الحمل .
الثالثة : استخدام الموجات فوق الصوتية فى الفترة الأخيرة من الحمل لتصوير الجهاز التناسلى للجنين .

فهذه الحالات الثلاث تعتمد على التحليل أو التصوير ، وتتم هذه المحاولات بعد تكوين الجنين ، ولا دخل لأحد فى تغيير الوضع القائم . وفوق هذا فإن هذه النتائج ظنية وحتى لو كانت النتائج بنسبة 100% فإنها لا تتعارض مع قوله تعالى .: )ويعلم ما فى الأرحام( .

إن ما يفعله الطبيب حينئذ عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية أو عن طريق التحليل ليس معرفة بالغيب ولكنه كالذى يقوم بإدخال منظار ليرى من خلاله الحصو أو ليرى قرحة المعدة . أو كالذي يفتح البطن ليقوم بعمل استكشاف عن مرض معين .

وإن معرفة نوع الجنين لو نظرنا إليه لوجدناه واحد من ملايين المعلومات عن هذا الجنين .

فهناك التركيب الخلقى من حيث التصوير والأوصاف الخاصة بأعضائه الخارجية والداخلية ، وهناك الأسرار الكامنة فى علم الوراثة وهناك العديد من الأسرار فى الأوردة والشرايين والجهاز العصبى والغدد، وهل سُيكتب له البقاء أم سيولد ميتا أم يولد مشوها ....الخ هذه الأمور التى لا يعلمها إلا الله عز وجل .

إننى أهيب بكل عالم وباحث وأستاذ متخصص أن يكون ما يتوصل إليه أو ما يحاول أن يصل إليه فى هذا الصدد ضمن المحددات القرآنية . إذ ينبغى أن يكون أى بحث أو نظرية علمية مأخوذة عن صاحب العلم المطلق جل جلاله . لأننا مهما أوتينا من علم أو معرفة فهولا يساوى ذرة أمام علم الله تعالى. وأى نظرية أو بحث علمى خارج المحددات القرآنية لم تكن ثابتة بالضرورة من الناحية العلمية لأنه لا يمكن مطلقا أن تتصادم حقيقة مع حقيقة قرآنية .

ودون أدنى إشارة إلى تعجيز أحد من هؤلاء الباحثين هل يعلم أحد تحديد الصفات التى سيكون عليها الجنين ؟ أم هل يمكن التنبؤ بالمستوى العقلى الذى سوف يكون عليه مستوى ذكائه بناء على مستوى
ذكاء والديه ؟
إن كان ما توصل إليه الطب الحديث هو معرفة السبب الذى على أساسه تنتقل بعض المواصفات من الأبوين للأبناء ولكن هل يمكن وضع حدود فاصلة فى هذا الصدد ؟

وتحت عنوان " المغيبات الخمس وأثرها فى حياة الإنسان " كتب الدكتور عبد الحى الفرماوى فى العدد السادس للسنة السادسة عشر بمجلة "منار الإسلام" الظبيانية يقول :

ويعلم ما فى الأرحام : أى عنده فقط علم ما فى الأرحام لا عند غيره
وليس بمستبعد أن تكون الأرحام عامة فى الإنسان وفى غيره من ذوات الأرواح. فالطيور لها أرحام وذوات الأربع لها أرحام والزواحف لها أرحام وإناث الإنسان لها أرحام وكل هذه الأرحام يعلم الله وحده ما فيها على اختلاف أنواعه وأعداده وأحواله . يعلم ذلك كله فى وقت واحد بل يعلم ذلك كله على تجدده فى كل وقت وآن سبحانه وتعالى :


)يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور( ( سورة غافر : 19)


وقد يعلم بعض الناس - بما آتاهم الله من علم بعض ما فى هذه الأرحام - لكن علمهم لهذا البعض لا يكون إلا فى حالات معينة وأوقات محددة منه ... كأن يعلم بعض العلماء أن الأنثى حامل أو غير حامل قبل أن تظهر ملامح ذلك لغير المختص ، وذلك بواسطة التحاليل المعملية أوقد يعلم بعضهم مثلا وضع الجنين فى بطن أمه مقلوبا أو غير مقلوب وذلك بواسطة الأجهزة الحديثة التى تبين ذلك وهى الأشعة ... أوقد يعلم فريق ثالث نوع الجنين أذكر هو أم أنثى ؟ وهو ما يزال فى بطن أمه أو. أو.. إلى آخر هذه الأشياء التى يحاول الإنسان معرفتها والتى مازال يبحث حول معرفتها سواء أكان بالنسبة للأجنة فى أرحام الطيور أو أرحام الحيوانات أوفى أرحام الإنسان والتى مازال يبحث حول معرفتها كل يوم.

لكن علم الله تعالى بذلك يفوق وصفنا القاصر وعلمنا العاجز وخيالنا المحدود فالله سبحانه وتعالى يعلم ما فى أرحام الحيوانات جميعها. ويعلم ما فى أرحام أمهات بنى الإنسان على اختلاف أجناسها وتعدد أشكالها وألوانها وتباين ألسنتها وتباعد أوطانها .

يعلم سبحانه وتعالى ما فى الأرحام فى كل لحظة وفى كل طور وهل يوجد حمل أم ليس هناك حمل - دون معامل ولا مختبرات - حين لا يكون للحمل حجم ولا جرم .

ويعلم نوع هذا الحمل ذكراً أم أنثى حين لا يُعلم عن ذلك شيئا فى اللحظة الأولى لاتحاد الخلية والبويضة ويعلم كذلك ملامح الجنين وخواصه وحالته واستعداداته .... ويعلم فوق ذلك ما يمكن أن يخطر على عقل الإنسان التفكير فى معرفته أبدا ، وهو علمه تعالى بما سيكون عليه هذا الجنين من حياة أو موت قبل الولادة أو بعدها ومن سعادة أو شقاء أو غباء أو ذكاء أو فقر أو غنى أو استقامة أو انحراف ، وهل سيكون شخصا مشهورا أو مغمورا أو متواضعا أم مغرورا .... إلى غير ذلك من الصفات التى يكون عليها الجنين بعد أن يخرج للوجود
إنسانا سويا .

وعلمه سبحانه وتعالى فى كل ذلك ولكل ذلك هو يسير جدا جدا جدا عليه ... ليس بالعلم الظني الناقص غير المستوعب ولا المستقصى .

¦نعود فنقول : اختص الله تعالى بعلم ذلك كله على هذا النحو الذى ذكرناه ... واختصاصه سبحانه وتعالى به من أجًّل نعمه وعظيم فضله سبحانه على عباده.

وبيان ذلك : أن العلماء لو عرفوا كل شئ عن الجنين وهو فى رحم أمه كعلم الله تعالى بذلك أى علموا بعض ما سيكون عليه من ذكاء أو غباء، سيصبح ناجحا يحمل الزهو والفخر لأهله أم فاشلا يجلب العار ... الخ هذه الصفات والحالات الموجودة فى أفراد بنى الإنسان . أتنكر أنه سيوجد بعض الناس بل كثيرا منهم يتوجهون إلى الأطباء للتخلص من هذا الجنين الذى علموا أنه سيصبح مجرما أو فاشلا أو صاحب عاهة ، أو للتخلص من هذا الجنين الذى يعرف أنه أنثى عند من لا يريد إنجاب الأنثى مثلا ليصبح العالم كما يريدون وكما يحلو لهم حينها - كله ناجحا مشهورا غنيا ذكيا سعيدا ... الخ هذه الصفات المنتقاة والتى يفضلونها ؟

قبل أن ينكر ذلك أحد !! أحب أن أنبه إلى ما يحدث اليوم من تخلص بعضهم من الجنين لعدم رغبتهم فى الإنجاب بحجة رغبتهم فى تكوين أنفسهم ماديا قبل الإنجاب أومن تخلص بعضهم من الجنين لأى سبب آخر مما يعرفه المختصون .

تعالوا الآن نتخيل ما يحدث على الخريطة البشرية لو أن الإنسان علم ما فى الأرحام علم الله تعالى به دون أن يتحلى هذا الإنسان برحمة الله تعالى وحكمته .

وأترك لكم حرية الخيال فيما سيكون عليه الحال من انقلاب الموازين واختلاف المقاييس وتباين الأهواء وصيرورة العالم إلى حال لا يستقيم معها الحال .

فهل يُظهر الذكى إلا الغبى ؟ وهل يُعرف السخى إلا
بوجود البخيل ؟
وهل تُدرك عز الغنى إلا بذلة الفقر ؟
وهل تشعر بنعمة الصحة إلا بعد المرض .

إنها حكمة الله تعالى فى امتلاء الحياة الدنيا بالأضداد والمتناقضات ؟! لكنى أسارع فأقول : أليس اختصاص الله تعالى بعلم ذلك من أجل نعمه وعظيم فضله على عباده ؟؟

هل يمكن التحكم فى جنس الجنين ؟؟
بعد التقدم العلمى فى مجال الطب والتقدم التكنولوجى تمكن الإنسان من إجراء التلقيح بين النطاف والبيضيات فى أنابيب الاختبار . وكثر الحديث عن أطفال الأنابيب . والحقيقة أن التسمية مضللة فالبيضة يتم تلقيحها فى الأنابيب بتهيئة الوسط الكيميائي بشكل مماثل لوسط قناة فالوب فى جسم المرأة . وبعد عدة انقسامات تعاد للرحم المهيىء للتعشيش فيتم تطور الجنين . وليس فى هذا العمل ما ينافى قدرة الله ، فالإنسان يتصرف فى الطبيعة وفى الجماد والنبات والحيوان كما يشاء ، فكل ما فى السموات والأرض مسخر للإنسان ، والمحذور هو مخالفة القضايا الشرعية . وقد أبدى العلماء والفقهاء رأيهم فى أكثر من ندوة دينية وأفتوا بما هو جائز وما هو محرم ولا مجال للعرض هنا .. وسنتعرض لذلك فى مكانه إن شاء الله تعالى

والسؤال الآن هو: هل يمكن أن يتحكم الإنسان فى تعيين جنس الجنين ؟؟

أى إذا تمكن من فصل النطاف (Y) عن النطاف (X) وأحاط البويضة فى أنبوب الاختبار بأحد النوعين فقط .. فهل سيتحدد جنس الجنين ؟

لقد أجريت تجارب على الحيوانات .. ففى عام 1932 أجرى الدكتور ( ف.ن. شرودر) فى الاتحاد السوفيتي ( سابقا) تجربة على السائل المنوى للأرانب ، ووضعه فى محلول ضبط تركيزه وأيونه الهيدروجيني (ph)، وأدخل المحلول فى جهاز الحمل الإلكتروني(Electrophoresis)، وبنهاية التجربة وجد أن معظم النطاف حاملة (X) اتجهت نحو القطب الموجب (الأنود) فهى تحمل شحنات سالبة .

أما النطاف حاملة (Y) تجمعت حول القطب السالب (الكاثود) فهى تحمل شحنات موجبة .

وعندما أخصب (شرودر) إناث الأرانب بالسائل المأخوذ من حول الأنود كانت معظم الأجنة إناثاً والعكس ذكوراً.

واستطاع (شيرى لوين) فى إنجلترا عزل نوعى النطاف فى منى الإنسان بنفس الطريقة .

ويمكن فصل النطاف بطرق كيميائية بشل حركة أحد النوعين أوترك السائل المنوى فترة من الزمن تموت حاملة (Y) قبل حاملة(X) والمهم هل يتحكم الإنسان فى جنس الجنين ؟

هناك جملة عوائق ومحاذير تحول دون إقدام الإنسان على توسيع نطاق هذه التجارب بعضها تكتيكي وبعضها أخلاقى . وإذا تمكن الإنسان فعلا من تحديد نوع الجنس فالله يهيئ الأسباب وإذا شاءت أن لا يتم التلقيح لبويضة معينة ، ترفض كل نطفة مهما تهيأت الظروف الأخرى، وهذا ما يلاحظه الأطباء الذين يجرون التجارب فى أنابيب الاختبار .

)لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء ، يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ، ويجعل من يشاء عقيما ، إنه عليم خبير( ( الشورى : 49- 50)

ويمكن القول هنا أن الإنسان يقف دوره فى حدود التعامل مع الموجود من الممكن . وهو بالتالى لا يملك قدرة الخلق من عدمه .. وهذه لله وحده خالق كل شئ .. وحتى فى حدود هذا المناخ الممكن نتمنى أن يقف الإنسان فى حدوده حتى لا يفسد فى الأرض .




وخلاصة القول :
أن علم الله تعالى بما فى الأرحام علم شامل . وفى الوقت نفسه علمه يقينى لا ظنى فالله تعالى يعلم المولود قبل أن يولد بل قبل أن يتكون أصلا يعلم علما شاملا ، ويخبر الملائكة ببعض ما يعلم عنه ، وهم لا يعلمون عنه شيئا قبل أن يخبرهم الله تعالى به .. كما قال سبحانه عنهم:

)قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا( ( البقرة : 32)


ولا ينافى هذا ما يقال من أن بعض الناس توصلوا لمعرفة نوع الجنين قبل أن يولد من بطن أمه وهو ما يزال فى الرحم فى شهوره الأولى . فإذا عرف الإنسان نوع الجنين فهل يعرف ما بقى من رزقه وأجله وما تنتهى إليه حياته من سعادة وشقاء ؟

على أن معرفة نوع الجنين لا تتيسر فى كل الأوقات بل فترة بعينها .
يقول الأطباء : إن معرفة نوع الجنين لا تتأتى إلا بواسطة الكشف بالأشعة ابتداء من الشهر الرابع لا قبله .

د. محمد السقا عيد
10
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سكرررر2008
سكرررر2008
جزاكى الله خيرآ
وردهاجوري
وردهاجوري
سبحان الله

مشكوووره يالغلا ع الطرح

دمتي بود
فراشة حيرانة؟؟
جزاك الله خير
سمالمروج
سمالمروج
طرح رائع شكرا لك
احلى زوجين
احلى زوجين
الله يعطيك العافيه