همسات لأهل البلاء
في الحياة الدنيا مصائب ورزايا.. ومحن وبلايا.. متاعب جمة.. وشدائد ملحة.. آلام تضيق بها النفوس..
ومزعجات تورث الجزع.. وخواطر وأفكار تجلب الهم والغم.. تضحك وتبكي.. تجمع وتشتت.. شدة
ورخاء.. سراء وضراء..(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونباو أخباركم),
(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملا), وهكذا تغلب الأقدار من لدن حكيم عليم الذي
أعطى كل شيء خلقه ثم هدى..
ولأجل التذكير بفرج الله ومشاركة لاخواننا المهمومين وبقصد التخفيف من آلام المنكوبين وبث روح
التفاؤل والأمل في النفوس تأتي هذه الهمسات..
همسات لليائسين الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم..
همسات لمن غشيتهم نيّر الزمان ونوائب الدهر..
همسات لمن أشتدت عليهم الغموم وحاصرتهم الهموم.. لا تيأسوا(ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).
آن أن تداووا الشك باليقين ومرارة الأسى بحلاوة الرضى.. آن أن تتبعوا منهج الله الذي لا منقذ غيره من
الشقوة والعذاب والحيرة والاضطراب.. آن أن تتعبد القلوب باليقين بقدر الله القائل قل لن يصيبنا إلا ما
كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
ما قُضي كان.. وما سُطر منتظر.. وكل شيء بسبب.. ولن يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم
يكن لخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من
قبل أن نبرأها).
أن وراء كل نجم يبزغ وكل برعم يترعرع.. قدر الله..
أن وراء كل نبضة قلب وكل خلجة عين.. قدر الله..
أن وراء كل حي يولد أو يموت في هذا الكون العريض.. قدر الله..
ولولاه ما كان شيء ولا يكون.. فكل شيء بقضاء وقدر.. والكل في أم الكتاب مستطر والله لا يضع أمرا
إلا في موضعه إنه حكيم عليم..
ما حدث مؤلم يحل إلا بحكمة الله لتتعزى النفوس وتظهر الحقائق ويميز الله الخبيث من الطيب يبتلي عباده
المؤمنين ليستخرج عبوديتهم وذلهم وافتقارهم إليه إنه حكيم عليم.. يقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله(لقد
تركتني هؤلاء الدعوات ومالي في شيء من الأمور كلها أرب إلا في مواقع قدر الله وكان كثيرا ما يدعو
اللهم ارضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء عجلته)
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كانت حياته كفافا لم يعرف الدور ولا القصور لم يعرف لذة المناكح
ولا متعة الأبناء ومع ذلك يقول إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة).. الدنيا بكل همومها
وغمومها فيها جنة.. إنها الجنة حينما يعيش الإنسان في كنف الإيمان بالله.. تأمل يا من أحسست بالضيق
والهم.. تأمل كلمات المحبين لله.. تأمل أخبارهم.. فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه..
فيا كل مبتلي.. وطّن نفسك على المكروه تهن عليك الشدائد, فالدنيا سجن المؤمن والجنة حفت بالمكاره,
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى من خلقه الله للجنة لم تزل هدايا الجنة تأتيه وهي المكارة).. إذا المت بك
الخطوب وتكالبت عليك الأيام وأحاطت بك دوائر الإبتلاء فاقطع العلائق بأسباب الأرض وفر إلى الله
وارفع أكف الضراعة إليه وألق كنفك بين يديه فلعله يصادف أوقات النفحات وساعات الإجابة فالله
قريب مجيب حيي كريم, كل يوم هو في شأن.. من الذي دعاه فما لباه؟ من الذي سأله فما أعطاه؟ من الذي
لجاء اليه فما كفاه؟.. أما كفى إبراهيم الخليل وقد ألقى في النار.. أما أنجى يونس من لج البحار.. أما
كشف الضر عن أيوب.. أما رد يوسف إلى أبيه يعقوب..سبحانه لا إله إلا هو الصمد الغني عما سواه
وكل ما سواه فقير محتاج إليه.. النواصي بيده والخلائق في تصرفه والمقادير في قبضته والأرزاق بيده
ما كان لك أتاك على ضعفك, وما كان لغيرك لم تنله بقوتك, ورزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص,
ولا يرده عنك كراهية كاره, وما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا. له الحكمة البالغة في عطائه ومنعه فهو
سبحانه لم يمنع أحدا شيئا من الدنيا إلا لحكمة بالغة وتقدير سليم يدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إن
الله إذا أحب عبدا حماه عن الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيه الماء) وعن بعض السلف قوله: (إن منع الله
عبده من بعض محبوباته هو عطاء منه له لأن الله تعالى لم يمنعه منها بخلا وإنما منعه لطفا).. فيا أصحاب
الحاجات.. أيها المرضى.. أيها الأيامى.. أيها المكروب والمظلوم.. لتعلموا أن ما أصابكم إنما تم بعلم الله
وحكمته والعاقبة للمتقين فلا يأس ولا استسلام وإنما دفع لقدر الله بقدر الله وفرار من قدر الله إلى قدر
الله مع ثقة بوعد الله وجزم بقرب الفرج من الله فإذا قضي الأمر ولم تنفع المدافعة وجب التسليم مع
رجاء الخير العظيم( لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم),
( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
{{ام حسن }}
(ام حسن) @am_hsn_9
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
(ام حسن)
•
ربي اغفرلي ::26: :26: :26: أختي في الله:ام حسن أبي اللسان الا ان يقول: اللهم اغفر لها ماتقدم من ذنبها و ما تأخر وقها عذاب القبر وقها عذاب النار وارزقها بالفردوس الأعلي واجعلها مستجابة الدعاء اللهم امين جزاكي الله كل خير أختك في الله نورة :26: :26::26: :26: :26: أختي في الله:ام حسن أبي اللسان الا ان يقول: اللهم اغفر لها ماتقدم من ذنبها و...
جعلك الله ممن يناديهم المنادي يوم القيامة :
لكم النعيم سرمدا ..
تحيون ولا تموتون أبدا ..
تصحون ولا تمرضون أبدا ..
تنعمون ولا تبتئسون أبدا ..
يحل عليكم
رضوان ربكم ولا يسخط عليكم أبدا ..
:26: :26: :26:
لكم النعيم سرمدا ..
تحيون ولا تموتون أبدا ..
تصحون ولا تمرضون أبدا ..
تنعمون ولا تبتئسون أبدا ..
يحل عليكم
رضوان ربكم ولا يسخط عليكم أبدا ..
:26: :26: :26:
(ام حسن)
•
(ام حسن) :جعلك الله ممن يناديهم المنادي يوم القيامة : لكم النعيم سرمدا .. تحيون ولا تموتون أبدا .. تصحون ولا تمرضون أبدا .. تنعمون ولا تبتئسون أبدا .. يحل عليكم رضوان ربكم ولا يسخط عليكم أبدا .. :26: :26: :26:جعلك الله ممن يناديهم المنادي يوم القيامة : لكم النعيم سرمدا .. تحيون ولا تموتون أبدا .....
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تظلم الدنيا فى عينيك
اعلم أن ما أصابك هو من أمر الله) قال تعالى:إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) يسن الآية 82
* اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك و أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن . وأنه لا حول ولا قوة لك الابالله .. فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل أن يخلق السموات الارض وماقدره فهو كائن لامحالة.. ان الاختبار والابتلاء سنة الهية وقانون يجرى فى الحياة البشرية , ولابد لكل انسان من أن يبتلى ويمتحن فى حياته , وعليه أن يواجه المحن والشدائد بعزيمة قوية وارادة صلبة وصبر ثابت .. قال تعالى : ( مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ.) الحديد22 (مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) التغابن 11.. ان الايمان القوى بالله هوالمفتاح الوحيد لتداعى معانى الايمان وأفكاره الواحدة تلو الاخرى فتثبت أقدام المؤمنين حين تذل أقدام الكافرين وضعاف الايمان يقول تعالى : ( يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ) ابراهيم 27
اعلم أن ما حدث لك هو من صنع الله الذى أتقن كل شىء وليس هنالك فى هذا الوجود من ثغرة أو نقص أو عبث أو جهل فحياة الانسان وما يجرى عليها من آلام و أفراح وغيره مقدر تقديرا متقنا فى علم الله جل وعلا..... قد تصل البشرية الى مستوى عال من الجودة فى الصناعة ونسبة خطأ ( واحد فى المليون لكل وحدة) فما بالك بالذى أتقن كل شىء تعالى الله عن الخطأ علوا كبيرا فلا يقع فى كونه الاما أراد فقد أحاط بكل شىء علما وأحصى كل شىء عددا.. قال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ) الحجر 21( وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل الآية 88 ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )القمر 49
تمسك بدينك وواصل كفاحك حتى وأنت فى أشد الساعات يأسا وظلاما واعمل على انقاذ ما يمكن انقاذه موقنا بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب (فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً) (إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً) الآية 5و6 سورة الشرح . .واعلم أنك ان تركت التمسك بدينك عندما تظلم الدنيا فى عينيك فقد ضيعت فرصة أن تثبت أن الدين غالى عندك , وأنه لا يمكن أن تتنازل عنه لعارض دنيوى كائنا ما كان.. وانتبه ربما حان أجلك وأوشكت على المفارقة فالغاية من الابتلاء والامتحان هى الكشف عن حقيقة الانسان وعن مدى ثقته بالله سبحانه وتعالى والتمييز بين صادق الايمان وبين مضطرب الايمان والعقيدة ويختبر الانسان بالمحن والشدائد والآلام كما يختبر بالنعم كالعلم والقوة والمال والجاه ...الخ وعلى المؤمن أن يصبر فى مواضع الصبر ويشكر فى مواضع الشكر فمن الناس من يوحى ظاهره بالاخلاص والتفانى عندما يحيطه ظرف من اليسر والرخاء ولكنه سرعان ما ينكص ويتراجع ويغير موقفه عندما يواجه المحن والشدائد فهو انتهازى يتحين شتى الفرص لصالحه المادى المزيف فهو يقدم مصلحته الشخصية على مصلحته المبدئية ويستخدم المبادىء الدينية لتحقيق هواه ومآربه الشخصية المخالفة للدين فتتكشف حقيقته فى مواقف الشدة والمحنة .. ان أعظم البلاء هو بلاء المجاهدين الدعاة الى الله حينما يواجهون الطغاة وأعداء الله فيبتلون بالا رهاب والتعذيب والسجن والقتل و الاخراج من الديار ونهب الاموال وهدر الكرامات وبالأقاويل الباطلة والتهم الكاذبة والدعاية المضللة فيواجهون بذلك امتحانا صعبا وبلاء عظيما وفى هذه المواقف تتكشف حقيقة الصادقين والصابرين , ويتساقط النفعيون وضعاف العقيدة والارادة قال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة 214 ( أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ) العنكبوت الآية 2و3 ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ ) محمد 31 .
اعلم أنه لاملجأمن الله -( دنيا وآخرة )- الا اليه قال تعالى : ( وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ) التوبة الآية 118 ويقول تعالى أيضا :( ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ ) الشورى الآية 47 وأن البلاء المقدر يجرى على الانسان سواء عليه صبر أم جزع وانهار , فان صبر واعتصم بالله فله الأجر والظفر وان جزع وتداعى أمام المحنة فان البلاء يجرى عليه ويخسر الأجر والرضى الالهى كما يخسر أهدافه التى يصبو اليها فى الحياة فان ضعيف الارادة يخسر الدنيا والآخرة معا .. قال تعالى :(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ).الحج 11
عليك بالاقبال على الله بالدعاء قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة الآية 186. والاستجابة لله هى: أن نعلم أن لله سننا كونية و آدابا شرعية يجب العمل بها والاستجابة لها والتأقلم معها ليحقق لنا ما ندعو اليه دينا ودنيا وآخرة. والايمان به هو : ان نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى على كل شىء قدير وأن ما شاءه كان وما لم يشأ لم يكن قال تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ) الآية 44 سورة فاطر والرشد هو : أن يوفقك الله الى ادراك الوسائل الصحيحة الموصلة لتحقيق هدفك ( أو ما تدعو اليه ) وتوفيقك للعمل بها فلاتكتفى بالدعاء ولا تستغنى عنه بل اعمل بالأسباب مع الدعاء فالأسباب التى تؤثر فى احداث الأشياء وايجادها ليست محصورة الوجود فى العلاقة بين الاشياء الطبيعية وحدها , بل ان صحة العلاقة بين الله وعبده هى أقوى الأسباب المؤثرة فى ايجاد الأشياء واحداثها , لأن الله سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده وهو على كل شىء قدير لذا فان التوكل ووسيلته القوية المتمثلة فى الدعاء يكون سببا للتوفيق الالهى , وللتأثير فى مجارى الأمور ودفع الأقدار بالأقدار مثله مثل الاسباب المعروفة للناس و اعلم أن وسائلك الموصلة لهدفك ليست سرمدية أبدية بل أن بأمكانك أن تغيرها أو تزيد عليها أو تقويها حتى يتحقق لك ما سبق وفشلت فيه أو أوشكت على تحقيقه أو تسعى اليه... وبالله التوفيق .
:26: :26: :26:
عندما تظلم الدنيا فى عينيك
اعلم أن ما أصابك هو من أمر الله) قال تعالى:إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) يسن الآية 82
* اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك و أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن . وأنه لا حول ولا قوة لك الابالله .. فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل أن يخلق السموات الارض وماقدره فهو كائن لامحالة.. ان الاختبار والابتلاء سنة الهية وقانون يجرى فى الحياة البشرية , ولابد لكل انسان من أن يبتلى ويمتحن فى حياته , وعليه أن يواجه المحن والشدائد بعزيمة قوية وارادة صلبة وصبر ثابت .. قال تعالى : ( مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ.) الحديد22 (مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) التغابن 11.. ان الايمان القوى بالله هوالمفتاح الوحيد لتداعى معانى الايمان وأفكاره الواحدة تلو الاخرى فتثبت أقدام المؤمنين حين تذل أقدام الكافرين وضعاف الايمان يقول تعالى : ( يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ) ابراهيم 27
اعلم أن ما حدث لك هو من صنع الله الذى أتقن كل شىء وليس هنالك فى هذا الوجود من ثغرة أو نقص أو عبث أو جهل فحياة الانسان وما يجرى عليها من آلام و أفراح وغيره مقدر تقديرا متقنا فى علم الله جل وعلا..... قد تصل البشرية الى مستوى عال من الجودة فى الصناعة ونسبة خطأ ( واحد فى المليون لكل وحدة) فما بالك بالذى أتقن كل شىء تعالى الله عن الخطأ علوا كبيرا فلا يقع فى كونه الاما أراد فقد أحاط بكل شىء علما وأحصى كل شىء عددا.. قال تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ) الحجر 21( وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) النمل الآية 88 ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )القمر 49
تمسك بدينك وواصل كفاحك حتى وأنت فى أشد الساعات يأسا وظلاما واعمل على انقاذ ما يمكن انقاذه موقنا بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب (فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً) (إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً) الآية 5و6 سورة الشرح . .واعلم أنك ان تركت التمسك بدينك عندما تظلم الدنيا فى عينيك فقد ضيعت فرصة أن تثبت أن الدين غالى عندك , وأنه لا يمكن أن تتنازل عنه لعارض دنيوى كائنا ما كان.. وانتبه ربما حان أجلك وأوشكت على المفارقة فالغاية من الابتلاء والامتحان هى الكشف عن حقيقة الانسان وعن مدى ثقته بالله سبحانه وتعالى والتمييز بين صادق الايمان وبين مضطرب الايمان والعقيدة ويختبر الانسان بالمحن والشدائد والآلام كما يختبر بالنعم كالعلم والقوة والمال والجاه ...الخ وعلى المؤمن أن يصبر فى مواضع الصبر ويشكر فى مواضع الشكر فمن الناس من يوحى ظاهره بالاخلاص والتفانى عندما يحيطه ظرف من اليسر والرخاء ولكنه سرعان ما ينكص ويتراجع ويغير موقفه عندما يواجه المحن والشدائد فهو انتهازى يتحين شتى الفرص لصالحه المادى المزيف فهو يقدم مصلحته الشخصية على مصلحته المبدئية ويستخدم المبادىء الدينية لتحقيق هواه ومآربه الشخصية المخالفة للدين فتتكشف حقيقته فى مواقف الشدة والمحنة .. ان أعظم البلاء هو بلاء المجاهدين الدعاة الى الله حينما يواجهون الطغاة وأعداء الله فيبتلون بالا رهاب والتعذيب والسجن والقتل و الاخراج من الديار ونهب الاموال وهدر الكرامات وبالأقاويل الباطلة والتهم الكاذبة والدعاية المضللة فيواجهون بذلك امتحانا صعبا وبلاء عظيما وفى هذه المواقف تتكشف حقيقة الصادقين والصابرين , ويتساقط النفعيون وضعاف العقيدة والارادة قال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة 214 ( أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ) العنكبوت الآية 2و3 ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ ) محمد 31 .
اعلم أنه لاملجأمن الله -( دنيا وآخرة )- الا اليه قال تعالى : ( وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ) التوبة الآية 118 ويقول تعالى أيضا :( ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ ) الشورى الآية 47 وأن البلاء المقدر يجرى على الانسان سواء عليه صبر أم جزع وانهار , فان صبر واعتصم بالله فله الأجر والظفر وان جزع وتداعى أمام المحنة فان البلاء يجرى عليه ويخسر الأجر والرضى الالهى كما يخسر أهدافه التى يصبو اليها فى الحياة فان ضعيف الارادة يخسر الدنيا والآخرة معا .. قال تعالى :(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةَ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ).الحج 11
عليك بالاقبال على الله بالدعاء قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة الآية 186. والاستجابة لله هى: أن نعلم أن لله سننا كونية و آدابا شرعية يجب العمل بها والاستجابة لها والتأقلم معها ليحقق لنا ما ندعو اليه دينا ودنيا وآخرة. والايمان به هو : ان نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى على كل شىء قدير وأن ما شاءه كان وما لم يشأ لم يكن قال تعالى : (أَوَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً ) الآية 44 سورة فاطر والرشد هو : أن يوفقك الله الى ادراك الوسائل الصحيحة الموصلة لتحقيق هدفك ( أو ما تدعو اليه ) وتوفيقك للعمل بها فلاتكتفى بالدعاء ولا تستغنى عنه بل اعمل بالأسباب مع الدعاء فالأسباب التى تؤثر فى احداث الأشياء وايجادها ليست محصورة الوجود فى العلاقة بين الاشياء الطبيعية وحدها , بل ان صحة العلاقة بين الله وعبده هى أقوى الأسباب المؤثرة فى ايجاد الأشياء واحداثها , لأن الله سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده وهو على كل شىء قدير لذا فان التوكل ووسيلته القوية المتمثلة فى الدعاء يكون سببا للتوفيق الالهى , وللتأثير فى مجارى الأمور ودفع الأقدار بالأقدار مثله مثل الاسباب المعروفة للناس و اعلم أن وسائلك الموصلة لهدفك ليست سرمدية أبدية بل أن بأمكانك أن تغيرها أو تزيد عليها أو تقويها حتى يتحقق لك ما سبق وفشلت فيه أو أوشكت على تحقيقه أو تسعى اليه... وبالله التوفيق .
:26: :26: :26:
الصفحة الأخيرة
أختي في الله:ام حسن
أبي اللسان الا ان يقول:
اللهم اغفر لها ماتقدم من ذنبها و ما تأخر
وقها عذاب القبر وقها عذاب النار
وارزقها بالفردوس الأعلي واجعلها مستجابة الدعاء
اللهم امين
جزاكي الله كل خير
أختك في الله
نورة
:26: :26: