هنيئاً لكِ الحياة بالقرآن يا جدة
لقد انتصر صوت الحق انتصر صوت القران
كما كان واحسن مماكان
انتصر وعاد ابى الله سبحانه وتعالى
الا ان يعود ويرتل القران كما كان
ابى الله الا ان يتم نوره
سبحانك ربي سبحانك
هذا الشي يوكد بأن القران محفوظ
ولا يستطيع اي قرار أن يوقفه
كان مساء الثلاثاء الخامس عشر من شهر الله المحرم مساء مختلفاً في جدة ..
امتزجت فيه دموع الفرحة مع بسمات اللقاء حين رأى أبناء حلقات القرآن معلميهم الذين فقدوهم قرابة ثلاثة أشهر
شوهدت عيون الجميع فيه دامعة ، حينما تبادلت عبارات التهاني بعودة هذا الخير العميم إلى سابق عهده . وكان اللقاء حاراً ، تعانقت فيه القلوب قبل الأبدان ، وتصافحت فيه المشاعر قبل الأكف ، وهتفت فيه النفوس قبل الألسنة
لقد شهد الكل بروعة اللقاء ولوعة الاشتياق التي ملأت نفوس أولئك الفتية إلى مجالس القرآن التي طالما تعطرت بها قلوبهم، وإلى المعلمين الذين أناروا شموع الخير في دروبهم ، وإلى الرفقاء الصالحين الذين جمعتهم بهم محبة الله في ظلال الإيمان
شملت الفرحة مجتمع جدة كله رجالاً ونساء ، صغاراً وكباراً ، شيباً وشباناً ، وشهد الجميع بعظيم أثرها على القلوب ، وسجدت فيها الأفئدة قبل الجباه ؛ شكراً لله على هذه النعمة ، ولم تتوقف الهواتف المحمولة في تلك الليلة عن استقبال المكالمات والرسائل المهنئة بالعودة المباركة
لقد أوقدت في تلك الليلة شموع الخير مرة أخرى ، وأنيرت مصابيح الدجى ، ودبَّت الحياة من جديد في جنبات هذه المدينة الطيبة، وعاد كل شيء إلى ما كان عليه . .
ارتجَّت سماء جدة بأصوات القراء من أبناء الحلقات في ذلك المساء ، ولسان حالهم يقول : كم اشتقنا لمجالسك الإيمانية أيها الكتاب العزيز ؟ وكم كانت لحظات الحرمان والانقطاع مؤلمة لقلوبنا وموحشة لصدورنا حين فارقناك ؟وها نحن نعود إليك من جديد ؛ لنملأ سماء جدة بآيات البارئ ، ونعطر أجواءها بآيات الذكر ؛ ليعرف العالم أجمعه أننا أمة القرآن ، به نحيا ، وعليه نعيش ، وعليه نموت بإذن الله تعالى
لا يخطئك وأنت تسير في طرقات جدة تلك الليلة آيات الله وهي تتجلجل بين نواحيها ، وتتردد بين جنباتها ، ويُسمع صداها من كل اتجاه
فهذا صوت قارئ قادم من حي الحمراء يردد قول الله تعالى
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا
وهذا طفل من البلد يُسمع صوته وهو يتلو قوله تعالى
" .. وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
وهذا صوت شبل من حلقات الصفا يجود قوله تعالى :
" وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
وتتوجه بقلبك لحي الجامعة لتسمع شاباً يتلو بخشوع قوله تعالى :
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا "
ويشق الفضاء صوت يجهش بالبكاء من الشرفية وهو يتلو قوله تعالى :
" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار "
ويهفو قلبك لذلك الناشئ الذي يسمع صوته من العزيزية وهو يتلو قوله تعالى :
" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير "
ومن قويزة تسمع صوت ذلك الشيخ الوقور الذي يتلو قوله تعالى :
" يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون "
وفي السلامة يتدارس اثنان كتاب الله تعالى .. فيتلو أحدهما قوله تعالى :
" ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون "
ويقرأ الآخر قوله تعالى
" أو لما أصبتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير "
وفي كيلو 14 يقرأ الشيخ قوله تعالى
" عم يتساءلون " ويردد خلفه الطلاب بصوت واحد " عم يتساءلون " ويقرأ " عن النبأ العظيم " ليرددوا خلفه
عن النبأ العظيم " ويقرأ " الذي هم فيه مختلفون " ليرددوا وراءه " الذي هم فيه مختلفون "
وفي غليل والثعالبة والكويت والمحجر أصوات القراء يرتج بها المكان . .
وفي النزهة والمروة والبوادي والنعيم تمتلئ الآذان والأسماع بآيات الله . .
وفي النهضة والمحمدية والبساتين والمرجان تتلذذ النفوس بآيات الله وهي ترتل . .
وفي السامر والربيع والأجواد تتردد أصداء الآيات على ألسنة طلاب الحلقات . .
وفي الفيحاء والنسيم والسليمانية تراتيل الأبناء تبعث الخشية والخشوع في المكان كله ..
وهكذا تشعر وأنت تسير في مدينة الخير جدة أنك في حلقة قرآنية كبرى تضم آلاف الطلاب ، تكتنف جدة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ، وقد تنزلت عليها السكينة ، وحفتها الملائكة ، وغشيتها الرحمة ، وذكر الله أهلها في الملأ الأعلى .
لقد كان مساء الثلاثاء مساء ليس كأي مساء ، وعرساً يختلف عن بقية الأعراس ، وفرحة لا تعدلها أي فرحة . إنها فرحة الأرض حين تجدب وتقفر ثم يأتيها المطر ليبعث فيها الحياة من جديد . . هكذا كانت جدة قبل أن يزفَّ إليها الخبر ، وهكذا أصبحت بعد أن زُفَّ
لقد سطر أبناؤك يا جدة لوحات الضياء في سماء الكون حينما كانت تلاواتهم تعطر آذان المصلين في صلاة التراويح في جدة وغيرها من مدن الداخل والخارج .
لقد أرسلت يا جدة رسالة لكل من يريد المزايدة على القرآن وأهله ، وقلت إن القرآن فوق المزايدات وفوق الشعارات وفوق النعرات وأن العاقبة لكتاب الله مهما كانت المسوغات والذرائع .
لقد أثبت لكل من يريد تدنيس تاريخك الناصع وإسهاماتك الكبرى في الحفاظ على رسوم الدين ومعالمه ، أنك لست مطية لكل مشرِّق ومغرِّب ، وأنك أنقى من ذلك وأطهر .
لقد قلت يا جدة إن القرآن هو حياتك وروحك وشعارك ونسيمك ، إليه تأوين ، وبه تتبركين ، وعليه تعيشين ، و بنبراسه تهتدين ، ومن خلاله تفهمين الحياة ..
لقد عادت إليك الحلقات يا جدة . . لقد عادت إليك البركة . . وعاد إليك النور . . وعاد إليك الضياء . .
لقد عادت لك الحياة من جديد . .
فهنيئاً لك الحياة بالقرآن يا جدة .
أبو أنس عثمان المطوع
هذا رد لكل من اسأت لي بخصوص هذا الموضوع
ولكل من كان لها سبب في انزال دمعتي و شكك في وفي مصداقيتي بل ووصل بهم الامر الا طردي من موطني الاصلي
جزاكم الله خير جميعاَ
:angry2::angry2:
15
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ماماحبيبتي :لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
جزاك الله خير اختي بالفعل كان الخبر مفرح للجميع
شيهانه® :سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيمسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة
الف شكرلك