هوس الرجيم والحمية يقض مضاجع طالبات الجامعة

علاج السمنة والنحافة




هي من عشاق قراءة المجلات ومتابعة كل ما هو جديد في الأزياء والماكياج والرشاقة ، تفحصت الصفحة مليا وتوقفت عند هذا الإعلان " سيدتي : إذا أردتِ إنقاص وزنك بطريقة سريعة اتجهي إلى مركز (...) للياقة البدنية والتجميل " تبسمت وفكرت وأخيرا قالت : أنا وزني الآن (52) كيلو يعني في أسبوع أصير (45) كيلو وهيك أحلى وزن " وأخذت على نفسها وعداً بالذهاب إلى هذا المركز بعد الدوام الجامعي ، انه هوس الرجيم وعمل التمارين الرياضية في مراكز اللياقة البدنية لإنقاص الوزن ، فهل هوس الرجيم والحمية يقض مضاجع طالبات الجامعة ، لماذا طالبات الجامعة على وجه الخصوص ؟ هل هي غيرة أم اقتناع ذاتي ؟ لذلك كان لنا أن نكشف عن خبايا أولئك الطالبات وأسرارهم وراء الاتجاه للرجيم وخلصنا بتلك النتائج ..


75% يلجئون لمراكز اللياقة البدنية

إن المتردد على تلك المراكز المتخصصة بالتجميل واللياقة البدنية يرى أن النسبة الكبيرة من هؤلاء هم من طالبات الجامعة أي بنسبة ما يقارب 75% نظرا لما تحمله تلك المرحلة من تغيرات على حياة الطالبة سلوكيا وفي علاقاتها اجتماعية التي ستتوسع بمعرفة الكثير من زميلات الدراسة لذلك توجهت إلى إحدى المراكز المتخصصة باللياقة البدنية وكان هذا اللقاء الصريح مع تلك الفتاة والتي يظهر عليها الوزن المفرط ففاجأتني بقولها : الكل ينتقدني بزيادة وزني حتى أمي في البيت تنتقدني قائلة (انك سوف لا تتزوجين) ولم اسلم من تعليقات زميلاتي في الجامعة وهذا ما دفعني إلى التردد على هذا المركز وعن سؤالنا لها عن النتائج الايجابية فأجابت : لقد عملت رجيم قاسي جدا ومنعت نفسي من الأكل ما يقارب الشهر حتى شعرت بصحتي تتدهور ولا من نتائج أما الآن فإنني أشعر بالرضا عما أقوم به لأنني اشعر بشي من الايجابية في تلك التمارين .


اقتناع ذاتي بضرورة الرجيم

فتوجهنا الى الجامعة لمعرفة أراء الطالبات هناك فتقدمت من مجموعة من الطالبات وأخبرتهم بالموضوع فالكل تهرب وبالإصرار توصلت معهم إلى حل بعدم ذكر أسمائهم وتحدثت مع الطالبة (م) والتي يظهر عليها الوزن المفرط جدا ((ما يزيد عن 70 كيلوجرام )) وهي مازالت في السنة الأولى حيث أجابت بصراحة : أنا لا اخجل من نفسي ولا من وزني فانا راضية عن وضعي هكذا مع أن زميلاتي نحيفات جدا وكثيرا ما نصحوني بالذهاب إلى مراكز اللياقة البدنية وعمل رجيم قاسي إلا أنني ارفض وبشدة تلك الأفكار وأخيرا بعد الإلحاح اقتنعت بعمل الرجيم ومنعت نفسي عن الطعام ما يقارب الأسبوع ولكنني لم انجح فيه وبالإلحاح الشديد من الأسرة ذهبت إلى مراكز العلاج بالإعشاب وأتمنى من الله أن أوفق فيما أريد .

وبدأت الاعترافات من الطالبات تنهمر حيث ذكرت الطالبة (أ.ي) : أنا بصراحة اذهب إلى مركز لياقة بدنية واعمل رجيم حتى أصبح نحيفة ووجدت نتيجة ، وعن سبب ذهابها إلى تلك المراكز أجابت : إن خطيبي أكثر من مرة طالبني بعمل رجيم مع أنني راضية على وزني فانا وزني 58 كيلو جرام وخطيبي يريدني اقل من ذلك .

وراودنا الجوع ونزلنا إلى كافتيريا الجامعة ووجدنا ضالتنا هناك ، الكل يتناول إفطاره حديث هنا وضحك متواصل هناك فتقدمت من مجموعة طالبات يبدو أنهن كن يتحدثن عن الزواج والخطوبة والرجيم فتقدمت لهن بالموضوع ففاجأتني إحداهن بطريقتها القاسية : يعني أنتي ما عملتي رجيم أيام ما كنتي في الجامعة ؟؟ استغربت من سؤالها وبادلتها ذلك بالابتسام وقلت لها : كنت أيامها نحيفة وأخيرا تداركت الوضع وأجابت : إن مرحلة الجامعة مرحلة انتقالية لأي فتاة جامعية تتغير فيها الوجوه والسلوكيات الاجتماعية وتكثر العلاقات مع فتيات من كل الأماكن لذلك نحتاج للتجدد في كل شي حتى في أشكالنا وأحجامنا فنجد تلك الفتاة تعمل رجيم وأخرى تتجه لتجميل البشرة وكذلك تنوع الملابس والألوان فهذا شي ضروري في نظري وهذا ليس من اجل الحصول على رضا الشباب ولكن إرضاء ذاتها وحتى لا ينظر لها الجميع بأنها بدائية وغير جميلة .

بينما ترجع الطالبة (ف. أ) من جامعة الأزهر سبب لجوء الطالبات إلى الرجيم قائلة : نجد الكثير من الفتيات والتي وزنهن لا يزيد عن 60 كجم يقومون بعمل الرجيم حتى يلاقينَ الإعجاب والإطراء من شباب الجامعة وتجد الطالبة نفسها جميلة بينهم فلا يتركها احدهم من الإطراء حتى تجد الأخر يغازلها لنحافتها وجسمها الممشوق فالطالبة السمينة تجد نفسها ميتة بين تلك النحيفات فتلجا إلى النحافة حتى ترى الإعجاب في عيون الشباب .


انتقادات من المحيطين

أما د. فضل أبو هين مدير مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات فقد ارجع أسباب لجوء الفتيات إلى الرجيم والتردد على مراكز التجميل قائلا : هناك أسباب نفسية دفعت الفتاة إلى الرجيم لان أي إنسان من المهم أن يشكل صورة للذات لائقة وجيدة وبالتالي فحينما تسمع الفتاة من المحيطين بها بعض الانتقادات المتعلقة بالجسد فلا تسلم من الأسرة والشارع والجامعة فبالتالي يؤدي إلى إساءة نفسية للفتاة وإساءة صورة الفتاة لذاتها فتقوم بعض الطالبات بحملة مسعورة لأجل إنقاص الوزن ليكون بشكل لائق وعن المرحلة الجامعية ودروها في تغيير الفتاة فقد أجاب : إن المرحلة الثانوية كانت محدودة العلاقة فالاهتمام مقتصر على الدارسة فقط دون النظر لأشياء أخرى بينما المرحلة الجامعية والأكاديمية هي ملتقى كثير من الفتيات والشباب واثبات الرأي وحرية أوسع في التعامل مع الآخرين فهذا كله سيجعل الفتاة تهتم بمظهرها وشكلها الخارجي وتحسين صورة الجسد عما قبل فتقوم بشكل سريع بإنقاص الوزن حتى يظهر بشكل لائق أمام الآخرين مؤكدا هنا : إن الفتاة في تلك المرحلة تكون أكثر نضجا وتفاعلا مع الآخرين وأنها تقف على عتبات أبواب المستقبل الاجتماعي الزواجي أو الاجتماعي الوظيفي ويصف لنا د. أبو هين حالة مريضة لديه فيقول : لدي حالة فتاة أدركت ذاتها في المرحلة الجامعية فهي سمينة وتجد تعليقات لاذعة من الأم في تأخر الزواج وان قطار العمر قد فاتها لسمنتها الزائدة ، فعملت الفتاة على عداء جسدها ودخلت في عالم الرجيم والحمية بشكل غير طبيعي وغير موزون فقد انتقمت من جسدها بالحجب عن الطعام حتى وصلت إلى التعب الجسدي .

ويعلق د. أبو هين على غيرة الفتيات من بعضها في اللجوء إلى الرجيم قائلا : إن مرحلة الجامعة بها نماذج واختلاط فتيات مع بعضهم فتشاهد الفتاة أجسام متعددة وتستطيع أن ترى الأمور التي تثير لديها الفضول والغيرة من الأخريات لأنها ترى المحيطين يمتدحون الفتاة لجمال جسمها وتلاقي الاحترام والإطراء فهذا قد يؤدي إلى شعورها بالنقص وتحتاج لخطوات كبيرة أهمها بالدرجة الأولى القيام بالرجيم القاسي لأجل الوصول إلى الكمال الجسدي لتدخل في قلوب وعيون الرجال ولكن هذه الفتاة لا تنظر إلى غيرها وتغار لما وصلت إليه من مكانة أكاديمية أو علمية بل تنظر إلى من تفوقها جمالا ورشاقة وقد تغار الفتاة وتأخذ الشكل العدائي بالإضافة إلى النقد اللاذع وإثارة بعض النعرات وإلصاق التهم لتشويه السمعة وهذا قد يؤدي في النهاية إلى أمراض نفسية للفتاة تتلخص في عدم التركيز وتأثر الوضع الدراسي بالإضافة إلى التغيرات النفسية التي قد تطرأ وتتمثل في التوتر الدائم والقلق ولمفاداة تلك الأمراض يؤكد د.أبو هين : لابد من بث الوعي داخل الفتيات لان كل إنسان يمتلك بعض الخواص التي تميزه عن غيره فان النواحي الجسدية سريعا ما تزول فالفتاة تحتاج هنا إلى التوجيه والإرشاد والإقناع الوعي المستمر أما إذا زاد لجوء الفتيات للرجيم فانه يؤدي إلى تدهور وعيها واهتماماتها وتبدأ تتقهقر على ذاتها وتصبح صورة الجسد هي الشاغل الوحيد فعلى الفتاة أن تهتم أكثر بتطوير قدراتها العقلية وتوسع مدراها وتهتم بمتطلبات الجامعة من دراسة واهتمام في التحصيل العلمي المتميز لتصل على مستقبل أفضل .
1
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دلوعة الرياض**
الله يعطيك العافيه