والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ...

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة *أم حفص الحضرمية العدنية* لشهر شوال 1438
بعنوان:
🔴 *خير ما تعمل* 🔴
قال الله تعالى: *{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}* ، بين سبحانه في هذه الآية ما هو خير لنا، فالإنسان في هذه الدنيا يتزين بالمال ويتفاخر بالأبناء، ويعمل جاهدًا في صرف الأوقات والطاقات للحفاظ عليها، والانشغال بها، فيصرف عما هو خير له في آخرته، وهو: الباقيات الصالحات، فهي خير عند ربك، وهي خير ما تعمله لآخرتك.
⁉ *فما هي الباقيات الصالحات؟*
جاء عن غير واحد من السلف أنها ذكر الله، وأنها: *(سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) زاد بعضهم: (ولا حول ولا قوة إلا بالله)* فهي خير ما تعمل.
ففي صحيح مسلم (2695) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: _«لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ»._
وفيه أيضًا (2137) عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: _«أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ»._
وهي غراس الجنة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا، فَقَالَ: _«يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا الَّذِي تَغْرِسُ؟» قُلْتُ: غِرَاسًا لِي، قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى غِرَاسٍ خَيْرٍ لَكَ مِنْ هَذَا؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «قُلْ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، يُغْرَسْ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ»._ رواه ابن ماجه (3807).
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: _«الا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ»؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى»._ رواه الترمذي (3377).
⤵ *والذكر من العبادات العامة التي يفعلها جميع المخلوقات:*
الجمادات، والحيوانات، والملائكة. قال تعالى: *{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}* ، وقال تعالى: *{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}* .
👈🏻 *وقد أمرنا الله بالإكثار من هذه العبادة،* قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}* ، وقال تعالى: *{وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}* ،
🔘 *وقد امتدح الله سبحانه الذين يذكرون الله كثيرًا،* ووعدهم بالمغفرة والأجر العظيم، فقال سبحانه: *{وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}* ، وقال تعالى: *{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}* ،
🔘وقال عن الشعراء إنهم يتبعهم الغاوون، إلا من ذكر الله كثيرًا، فقال سبحانه: *{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا}* ،
🔘ولما طلب موسى عليه الصلاة والسلام من ربه أن يجعل له وزيرًا من أهله، لم يرد بذلك جاهًا أو تفاخرًا، إنما قال: *{كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا }* .
*⁉بالذكر تحقق لنا أمور قد نعجز عن تحقيقها، فماذا تريد أيها الإنسان؟*
🔻تريد النصرة على الأعداء، والثبات على الحق والفلاح؛ اذكر الله كثيرًا، قال الله تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}* .
🔻تريد تسبق غيرك إلى الخير، اذكر الله كثيرًا، في صحيح مسلم(2676) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ جُمْدَانُ، فَقَالَ: _«سِيرُوا، هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ»._
🔻تريد إبعاد الغفلة عن قلبك، اذكر الله، قال تعالى: *{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}* .
🔻تريد الطمأنينة في قلبك، اذكر الله، قال تعالى: *{أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}* .
🔻تريد حصنًا منيعًا من الشيطان، اذكر الله، قال تعالى: *{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}* . وروى الترمذي (2863) عن الحَارِثِ الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه -، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: _«إِنَّ اللهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا، وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا...» وفيه: «وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللهَ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللهِ»._
والشيطان يصد عن ذكر الله بتزيين المعاصي؛ لأن الذكر سدٌّ منيع في وجهه، قال تعالى: *{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ}* .
🔻تريد تتصدق وما عند مال، اذكر الله، روى مسلم(1006) عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: _«أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً»_ الحديث.
وله (720) عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: _«يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ»_ الحديث.
🔻تريد تحيي بيتك، اذكر الله فيه، في صحيح مسلم(779) عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: _«مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ»_. وللبخاري (6407) _«مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ»._
🔻تريد أن يذكرك الله⁉ اذكر الله، قال تعالى: *{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}* ، وفي الصحيحين: خ(7405)، م(2675) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: _«يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»._
👈🏻قوله: (ذكرني في نفسه) الذكر لابد فيه من حركة اللسان، فهو ذكر، يعني شيء يذكر، قال - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : _«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ»_ رواه الترمذي (3375) من حديث عبدالله بن بسر - رضي الله عنه - . وإن كان الذكر بالقلب لا يخلو من الأجر، ويسمى تدبرًا. قال *ابن القيم:* والله تعالى لا يضيع أجر ذكر اللسان المجرد، بل يثيب الذاكر، وإن كان قلبه غافلًا، ولكن ثواب دون ثواب. اﻫ
وقال الشيخ *ابن عثيمين* في قوله تعالى: *{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}* ، قال: وفي هذه الآية إشارة إلى أهمية حضور القلب عند ذكر الله، وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنْزَع البركة من أعماله وأوقاته حتى يكون أمره فُرطًا عليه، تجده يبقى الساعات الطويلة ولم يحصل شيئاً، ولكن لو كان أمره مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله. اﻫ
وقال *شيخ الإسلام ابن تيمية:* فَالسُّكُوتُ بِلَا قِرَاءَةٍ وَلَا ذِكْرٍ وَلَا دُعَاءٍ لَيْسَ عِبَادَةً، وَلَا مَأْمُورًا بِهِ، بَلْ يَفْتَحُ بَابَ الْوَسْوَسَةِ، فَالِاشْتِغَالُ بِذِكْرِ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ السُّكُوتِ.
*وقال* : وَالْقُرْآنُ أَفْضَلُ مِنْ الذِّكْرِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: *{وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ}* الأنبياء:50]، وَقَالَ تَعَالَى: *{وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا}* . اﻫ
وطلب العلم الشرعي أفضل ما يتقرب به إلى الله، حتى *قال بعض السلف:* مذاكرة العلم تسبيح. فالمشتغل بالعلم تضع له الملائكة أجنحتها، ويستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، قال تعالى: *{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}* .
*🔘تنبيه:*
ولا يكون الذكر بشكل جماعي كما يفعله المبتدعة والجهلة. ولا بإرسال الرسائل في قنوات التواصل: أرسل كذا بنية كذا.
🔻إذا نسيت، اذكر الله، قال تعالى: *{وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}* .
*🔘تنبيه:*
بعض الناس إذا نسي شيئًا يصلي على النبي، والأولى أن يذكر الله.
🔻إذا وعدت بفعل أمر في المستقبل، اذكر الله، قال تعالى: *{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ}* .
⬅ *الذكر في كل وقت وفي جميع الأحوال:*
قال الله تعالى: *{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}* .
وفي صحيح مسلم(373) عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: _(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ)._
👈🏻وحتى بعد انقضاء العبادة، لا ينتهي الذكر، قال تعالى: *{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}* .
▪ولا تعارض بين أن يأخذ الإنسان نصيبه من الدنيا، مما أباح الله له مع كثرة الذكر، قال تعالى: *{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}* .
*⁉وهل بنيت المساجد إلا لذكر الله؟*
قال تعالى: *{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ}* ، وقال تعالى: *{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}* .
⤵ *والأذكار التي تقال في اليوم والليلة كثيرة:*
ولكن الباقيات الصالحات تقال في أي وقت، فلنتحدث عنها قليلًا لنستشعر عظمتها.
💥 *سبحان الله:*
معناها تنزيه الله عن النقائص، وما لا يليق بعظمته وكماله. وإذا رأى الإنسان ما يعجب منه يقول: سبحان الله؛ وبهذا يستشعر عظمة من خلق هذا الأمر الذي تعجب منه، فهي كلمة تقديس. وتأتي بمعنى الصلاة: فلان يسبح، أي: يصلي السبحة، وهي النافلة. وسميت الصلاة ذكرًا لاشتمالها عليه، ومنه قوله تعالى: *{فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}* ، أي: اذكروا الله.
💥 *الحمد لله:*
الحمد هو وصف المحمود بالكمال؛ محبةً وتعظيمًا. وقد استفتح الله كتابه العزيز بالحمد. ونحمد الله عند الطعام، ونحمد الله عند الاستيقاظ. والحمد يكون في السراء والضراء، وفي كل حال. وأفضل الدعاء الحمد، فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ - رضي الله عنهما - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: _«أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ»_ رواه الترمذي (3383). قال *شيخ الإسلام:* فَسَمَّى الْحَمْدَ لِلَّهِ دُعَاءً وَهُوَ ثَنَاءٌ مَحْضٌ... فَنَفْسُ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ مُتَضَمِّنٌ لِأَعْظَمِ الطَّلَبِ فَهُوَ دُعَاءٌ حَقِيقَةً. اﻫ ]. كما لو إنسانًا بالغ في الثناء على شخص، ما يكون ذلك إلا أنه يرجو منه شيئًا؛ إما ماديًّا وإما معنويًّا، ولله المثل الأعلى. والحمد لله تملأ الميزان.
💥 *لا إله إلا الله:*
معناه: لا معبود حق إلا الله، قال تعالى: *{ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}* . و(لا إله إلا الله) ركن الدين الأعظم، وهي أفضل الذكر، وهي مفتاح الجنة، لأجلها نقاتل، وأول ما يدعى إليه الناس، ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة، ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
💥 *الله أكبر:* التكبير ذكر لله وتعظيم له سبحانه، وجاء مكررًا في الأذان في أوله وآخره، وبه تبدأ الصلاة _«تحريمها التكبير»_، ويقال في كل رفع وخفض، والتكبير شرع لدفع العدو من شياطين الإنس والجن، وفي الأعياد *{وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}* ، وهو ذكر مأثور عند كل أمر مهول وعند كل حادث سرور؛ شكرًا لله تعالى، قال تعالى: *{وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ }* ، وقال تعالى: *{وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}* .
💥 *لا حول ولا قوة إلا بالله:* وهي اعتراف العبد بعجزه عن القيام بأي أمر إلا بتوفيق الله له وتيسيره، وهي كلمة استعانة،
*🔘تنبيه:*
ويخطئ بعضهم فيقولها عند حلول المصائب، فهي ليست للاسترجاع، إنما يسترجع الإنسان بقوله: *(إنا لله وإنا إليه راجعون)،* وإنما تقال إذا دهم الإنسان أمر عظيم يصعب عليه القيام به، وهي كنز من كنوز الجنة، ففي صحيح مسلم(2704) عَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - ، أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال له: _«أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟»، فَقُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «قُلْ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»_، وروى الترمذي (3581) عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: _«أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ؟» قُلْتُ: بَلَى؟ قَالَ: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ»_.
وبهذا أذكر نفسي وإياكن بهذه العبادة السهلة، التي قل من يوفق إليها، نسأل الله التوفيق والسداد، والله الموفق.
تمت والحمد لله📚
8
541

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أم عمير وعمار
أم عمير وعمار
ارجو من المشرفات تغيير عنوان الموضوع إلى
( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ... )
وجزاكم الله خيرا
danyar_twana
danyar_twana
جزاكي الله خيرا ربي يكثر من امثالك
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
بارك الله بك أختي الكريمة على اختيارك القيم
وجزاك كل الخير .
أم عمير وعمار
أم عمير وعمار
آمين
وإياكن يارب
ورده الجوري
ورده الجوري