لمسات أمل @lmsat_aml
عضوة فعالة
{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
قال تعالى :
{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين }
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : ( من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيّره في أي الحور شاء ) .
كثيرٌ منّا جُبلَ على الحقد وَ الحسد لكثرة مشاحناتهِ مع الناس
و لكثرة ما يتذكر مساوئهم وَ مواقفهم معه
ولا ينساها .. ليس لعدم قدرته على النسيآن .؛
بل لأنه يقنع نفسه مراراً ..بأن لا يمكن أن يعفو زلة أحدهم .. أو يغفل عن حقه !
فيزرع في نفسهِ الإنتقآم .. والعياذ بالله
والكثير منّا يفتخر بهذه الصفة . . الإنتقام ،، ويرى بتركهآ ضعف وَ جُبن
فأين نحنُ ومثل ذاك الإنسان من ( كظم الغيظ ) ؟
صفةٌ عظيمة .. لأن أشرف الناس وهم الأنبياء عليهم السلام ؛ إتصفوا بهآ
ومع مَن ؟ مع قوم كفار لغتهم استهزاء وَ سخرية وبماذا ؟ بدين الله الحنيف
وترانا نحنُ ببساطة مانمر به من مواقف لا تستدعي غضب ،، نجعلهآ مشكلة كبيرة
لنبحث عن إنتقآم ... أو سباب وشتم !
وبعد ذلك ندعي طيبة قلوبنآ كأول صفة نتميز بهآ !!!
كظم الغيظ .. .. صفةٌ عظيمَة .، إتصفَ بها الأنبياء عليهم السلام كما ذكرنآ
دعى لها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم
وَ وصف اصحابها بالمحسنين ... أليست صفةُ عظيمة .. ؟ =)
ولهذه الصفة .. إضاءات ثمآنية . .
أترككُم بين نورهآ ...
...
أولاً: درِب قلبك.
إن هذه العضلة التي في صدرك قابلة للتدريب والتمرين ، فمرّن عضلات القلب على كثرة التسامح، والتنازل عن الحقوق، وعدم الإمساك بحظ النفس، وجرّب أن تملأ قلبك بالمحبه فلو استطعت أن تحب المسلمين جميعًا فلن تشعر أن قلبك ضاق بهم، بل سوف تشعر بأنه يتسع كلما وفد عليه ضيف جديد، وأنه يسع الناس كلهم لو استحقوا هذه المحبة.فمرّن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم، وتسلم عينيك لنومة هادئة لذيذة.سامح كل الذين أخطؤوا في حقك، وكل الذين ظلموك، وكل الذين حاربوك، وكل الذين قصروا في حقك، وكل الذين نسوا جميلك، بل وأكثر من ذلك..انهمك في دعاء صادق لله -سبحانه وتعالى-بأن يغفر الله لهم، وأن يصلح شأنهم، وأن يوفقهم..؛ستجد أنك أنت الرابح الأكبر.عَنْأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) أخرجه مسلم.
ثانيًا: سعة الصدر وحسن الثقة؛ مما يحمل الإنسان على العفو.
ولهذا قال بعض الحكماء " أحسنُ المكارمِ؛ عَفْوُ الْمُقْتَدِرِ وَجُودُ الْمُفْتَقِرِ "
فإذا قدر الإنسان على أن ينتقم من خصمه؛ غفر له وسامحه
قال تعالى ( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
وقال صلى الله عليه وسلم لقريش: " مَا تَرَوْنَ أَنِّى صَانِعٌ بِكُمْ؟ "
قَالُوا : خَيْرًا! أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ: " اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ ".
ثالثًا: شرف النفس وعلو الهمة بحيث يترفع الإنسان عن السباب، ويسمو بنفسه فوق هذا المقام.فلا بد أن تعوِّد نفسك على أنك تسمع الشتيمة؛ فيُسفر وجهك، وتقابلها بابتسامة عريضة، وأن تدرِّب نفسك تدريبًا عمليًّاعلى كيفية كظم الغيظ
رابعًا: طلب الثواب من عند الله.
عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " مَنْ كَظَمَ غَيْظًا - وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ - دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُؤوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ مَا شَاءَ "
خامسًا: استحياء الإنسان أن يضع نفسه في مقابلة المخطئ.وقد قال بعض الحكماء: " احْتِمَالُ السَّفِيهِ خَيْرٌ مِنْ التَّحَلِّي بِصُورَتِهِ وَالْإِغْضَاءُ عَنْ الْجَاهِلِ خَيْرٌ مِنْ مُشَاكَلَتِه ".
سادساً: الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه، واللين معه والرفق به.
قال سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-:
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر )
وفي هذه الآية فائدة عظيمة وهي: أن الناس يجتمعون على الرفق واللين، ولا يجتمعون على الشدة والعنف وهؤلاء هم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من المهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم-، والسابقين الأولين؛ فكيف بمن بعدهم؟!
فلا يمكن أن يجتمع الناس إلا على أساس الرحمة والرفق.
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه لِرَجُلٍ شَتَمَه: " يَا هَذَا لا تُغْرِقَنَّ فِي سَبِّنَا وَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا فَإِنَّا لا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِينَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ ".
وَشَتَمَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ له الشَّعْبِيُّ: " إنْ كُنْتُ كمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لِي وَإِنْ لَمْ أَكُنْ كَمَا قُلْتَ فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ ".
فعليك أن تنظر في نفسك وتضع الأمور مواضعها قبل أن تؤاخذ الآخرين .
سابعًا: قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم، وهذا لا شك أنه من الحزم.
حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ : وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت وَاحِدَةً؛ لَسَمِعْت عَشْرًا !
فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً !
ثامناً: حفظ المعروف السابق, والجميل السالف.
ولهذا كان الشافعي - رحمه الله- يقول: " إِنَّ الْحُرَّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ وَانْتَمَى لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَة "
أخيراً ...أتذكرون ذالكا الصديقان اللذان يمشيان في الصحراء ..، ؟
تبدأ الحكاية أنهما خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه. الرجل الذي ضرب على وجهه تألم و لكنه لم ينطق بكلمة واحدة ولكنه كتب على الرمال : " اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي ".
استمر الصديقان في المشي إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن يستحموا. علقت قدم الرجل الذي ضرب على وجهه في الرمال المتحركة و بدأ في الغرق، و لكن صديقه أمسكه وأنقذه من الغرق. و بعد أن نجا الصديق من الموت قام و كتب على قطعة من الصخر : " اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي " .
الصديق الذي ضرب صديقه وأنقده من الموت سأله : " لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال و الآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟ "
فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا أن نكتب ما فعله على الرمال لأن رياح التسامح قد تأتي يوماً وتمحيها ، و لكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا ان نكتب ما فعل على الصخر لعدم وجود ريح تستطيع مسحها
منقوووووووووووووووووووووووول
2
418
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خوخة66
•
الله يجزاك خير
الصفحة الأخيرة