وجاء دور عمر الفاروق

الملتقى العام

سبحان الله



أتذكرون الحوار الأخير مع الشيخ حسين بن محمود، والذي تكلم فيه بخصوص تمثيل دور الصحابة، اقرأوا هذه الفقرة من الحوار، ثم اقرأوا الخبر الذي جاء في موقع الإسلام اليوم:





تمثيل دور الصحابة







س: البعض مرتاح لأن الخلفاء الراشدين لم يُشخّصوا في المسلسل.

ج: إيش الفرق بين تشخيص الخلفاء الراشدين وبين تشخيص غيرهم من الصحابة! أليس لغيرهم من الصحابة احترام! هذه التفرقة في حد ذاتها من التعدي على مقام الصحابة والإزدراء بمعظمهم. إذا استمروا في مثل هذا فسيشخّصون الخلفاء والأنبياء وربما أظهروا رب العزة في مسلسلاتهم وأفلامهم كما يفعل الغرب، إن لم يكن اليوم فغداً، والكل يحفظ حديث "حذو القذة بالقذة"، وإثم ذلك التشخيص على من سن لهم هذا الفعل: فعليهم وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة. الأمر ليس أمر مسلسل واحد. هؤلاء ليست لهم نظرة بعيدة. الكل ينتظر أن يُفتح هذا الباب، وقد فتحوه، وستذكرون ما أقول لكم.









الإعلان عن بدء العمل بمسلسل "عمر الفاروق"</SPAN>

الخميس 21 شوال 1431 الموافق 30 سبتمبر 2010















الإسلام اليوم / خاص

أعلنت "مجموعة MBC " اليوم الخميس، عن تعاون مشترك مع "المؤسسة القطرية للإعلام" لإنتاج وعرض أضخم عمل درامي تلفزيوني تاريخي يتطرّق لإحدى أهم حقبات التاريخ الإسلامي، إذ يجسّد سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك حضره رئيس مجلس إدارة "مجموعة MBC " الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، والشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني والسيد محمد عبدالرحمن الكواري- مدير تلفزيون قطر، بالإضافة إلى المشرف العام على "مجموعة MBC " الأستاذ علي الحديثي، وكبار المسئولين لدى الطرفيْن.

وقال آل إبراهيم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بإمارة دبي الإماراتية: "يَسرّني أن أرحّب بكم للإعلان، بكل فخرٍ واعتزاز، عن إنتاج وعرضِ أضخمِ عملِ دراميٍّ تلفزيونيٍّ تاريخيٍّ يتطرّق لأهم حِقبةٍ في التاريخ الإسلامي، ويعود لسيرة ثاني الخلفاء الراشدين الفاروق عمر بنِ الخطاب (رضي الله عنه).

وأضاف: "تكمُنُ أهميةُ هذا العمل الدرامي التلفزيوني التاريخي الإسلامي الضخم في رمزيّته والأسباب الموجبة التي أدّت إلى التصميم على إنتاجه فعرضه، إذ أنه يُقدّم مثالاً رائعاً للمسلم المؤمن، ساعياً في الوقت نفسه لإعادة عرض التاريخ وتصحيحهِ وحفظِهِ قدْرَ الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقةً وتدقيقاً لتلك المرحلة، داحضاً تعدد الروايات من قِبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع، عن قصد أو غير قصد، ومن مختلف الأطراف، في وقتٍ يدور فيه الجدل لدى بعضهِم حولَ القضايا أو المفاهيم المتعلقة بالإسلامِ أو حاضرهِ ومستقبلهِ ودورِه في الحياة العامة".

وتابع: "كذلك، تكمن الأهمية المُضافة لهذا العمل في توقيته ودَلالاته إذ أنه يُبرز الأهمية القصوى لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة العادل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، ليكون مرجعاً مرشداً وهادياً في عصرِنا هذا، وكذلك أُنموذجاً سامياً للحاكم المتواضع والحُكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية، ومفهوم المواطَنَة، والوسطية في الإسلام دون تطرّفٍ أو عنف... تلك الشخصية التي تحتاج إليها الأمة الإسلامية في يومنا هذا، أكثرَ مِن أي وقتٍ مضى، لاستلهامِها واقتفاءِ أثَرِها".

وأشار آل إبراهيم إلى "أننا نهدفُ إلى عرض مسلسل سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مبدئياً خلال شهر رمضان المقبل، دون أن يعني ذلك بالضرورة أننا سنضحّي بعامل الجودة الإنتاجية العالية على حساب الالتزام بوقت العرض، بل على العكس.. إذ أننا لن نوفّر جهداً أو وقتاً أو إمكانات كي يأتي هذا العمل الضخم على قدر الطموحات، ويَفي بالرسالة السامية التي يحملها".

وأعرب رئيس مجلس إدارة "مجموعة MBC "، عن سعادته بأن "هذا العمل الضخم المُزمَع إنتاجُه وعرضُهُ يأتي بالتعاون مع الإخوة في قطر - الذين أخص منهم الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، وكذلك كل من الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني والأستاذ محمد عبد الرحمن الكواري الحاضريْن بيننا اليوم، والذين لمسنا لديهم جميعاً اهتماماً بالأعمال الدرامية التلفزيونية التاريخية الإسلامية، وتوافقت الرؤى في ما بيننا للمُضيّ قُدُماً في مبادرتنا هذه".

وأضاف: "كما يأتي العمل بالتعاون مع الدكتور وليد سيف، الكاتب المُلهَم صاحب التجربة الدرامية العريقة، والمخرج حاتم علي، بخبرته الواسعة في الأعمال الدرامية التاريخية؛ وكذلك مع الهيئة الكريمة القائمة بمُراجعة النص التاريخي والتي تتألفُ من السادة الأجلاء: العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور سلمان العودة، والدكتور عبد الوهاب الطريري، والدكتور على الصلابي المؤلف التاريخي الشهير، والدكتور سعد مطر العتيبي، والدكتور أكرم ضياء العمري؛ وهم أستاذة متخصّصون في الشريعة والتاريخ الإسلامي".

وأنهى آل إبراهيم حديثه، بأنه ستتم دبلجة المسلسل باللغات الإسلامية المختلفة كالفارسية والأوردوية والمالاوية والتركية وغيرها، وكذلك باللغات الحيّة كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية وغيرها.







وهاكم الحوار كاملاً حول الموضوع للفائدة:



تمثيل دور الصحابة





س: حصل جدال حول تمثيل دور الصحابة في المسلسلات!

ج: هذا جدال قديم

س: هناك مسلسل جديد!

ج: عن أي الصحابة!

س: القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه

ج: اختلفوا في صحبته، ولعل الراجح أنه ليس من الصحابة.

س: مثلوا معه دور بعض الصحابة في المسلسل.

ج: لا يجوز تمثيل دور الصحابة.

س: لعل فيه مصلحة.

ج: مفسدته أكبر، من باب أنه يمثل أدوارهم أناس لا خلاق لهم ولا دين فتصغر منزلة الصحابة في أعين العامة بسببهم، والصحابة لهم منزلة خاصة في الأمة. وقد مثّل رجل نصراني دور حمزة في فيلم "الرسالة" باللغة الإنجليزية، والذين شاهدوا هذا الفيلم لا يملكون إلا أن يستحضروا وجه هذا النصراني كلما قرأوا عن حمزة رضي الله عنه، وهذه حقيقة أخبرني بها بعض من شاهد الفيلم. وقد تجد هذا الممثل الذي مثَّل دور الصحابي: في صورة أو مسلسل أو فيلم آخر يفعل الفواحش والمنكرات فلا يملك عقل العامي إلا أن يُشوَّش.

س: وماذا عن دور القعقاع؟

ج: القعقاع من كبار قادة الأمة وله دور كبير في الفتوحات الإسلامية، فمثله لا ينبغي أن يُزردى به في مثل هذه المسلسلات.

س: أشرف عليها بعض العلماء.

ج: من؟

س: الصلابي والعودة والقرضاوي والعمري وغيرهم.

ج: غفر الله لهم.

س: هل يجوز مشاهدة هذه المسلسلات؟

ج: إذا منعنا إحداثها فكيف نسمح بمشاهدتها!

س: من باب التثقيف والمعرفة.

ج: تكفيك الكتب والأشرطة.

س: الرؤية أبلغ.

ج: لكنها ليست أفضل، الأفضل الكتب المعتبرة، ثم أشرطة العلماء المعروفين الثقات، وهذه المسلسلات فيها من المنكرات والأخطاء الكثير، وفيها من الزيادات والحذف والتمييع لموافقة أهواء الناس وطباعهم في هذا الزمان، وهذه تجارة.

س: مَن مِن المشايخ تكلم في موضوع الفتوحات وحروب الردة وغيرها من تلك الحقبة!

ج: كثير، أذكر منهم الشيح حسن أيوب، والشيخ وجدي غنيم، ولعل غيرهم له أشرطة ولكن هؤلاء من يحضرني الآن. وقد كنت قبل الأحداث عازم على جمع مادة عن القعقاع بن عمرو لأني لم أجد من كتب عنه كتابة شافية، ولكن هذه الأحداث أشغلتني عنه.

س: قالوا بأن هذه المسلسلات تُظهر الوجه الحضاري للأمة الإسلامية عند الغير.

ج: هذا ما نخشاه. هذه الكلمة لا ضابط لها، وهي تعني عند البعض اليوم: تمييع ثوابت الإسلام لإرضاء الغرب، فالإسلام دين جهاد وغزو وفتوحات وقوة وقهر للأعداء، ودين فيه سبي وجزية وصغار للعدو، وفيه حب في الله وبغض في الله وولاء للمسلمين وبراءة من الكافرين، وكتابه يحث على ضرب الأعناق وضرب الرقاب وقتل العدو والتربص به والغلظة عليه، وهذه القيم لا بد منها عند إبراز حضارة الإسلام، فهي مؤججة نار الفتوحات، ومثل هذا الهدف المُعلن لا يمكن أن يُظهر هذه المعاني على حقيقتها، ومن هنا يكون التحريف والتزوير والتغيير لإرضاء الغرب والشرق والشمال والجنوب. فحقبة القعقاع كان فيها خالد بن الوليد رضي الله عنه، وحروب خالد معروف أن فيها تطبيق جميل وبديع لنصوص القرآن من إثخان في العدو وإرهابه وتشريد من خلفه، وهذه المعاني لا تتوافق وفهم أصحاب "إبراز الحضارة الإسلامية المسالمة"، فالأمر لا يمكن أن يستقيم لهم: فإما أن يُرضوا أعداء الله بإخفاء الحقائق الشرعية والتأريخية، وإما أن يُسخطوا أعداء الله بإظهار الحقائق الشرعية والتأريخية، ومن شاء فليقرأ أي كتاب للسلف ليعرف حقيقة حروب خالد العسكرية وحروب القعقاع ويقرأ تعليقات جهابذة المؤرخين على هذه الحروب (كالطبري وابن كثير والذهبي وابن الأثير وغيرهم) وليقارنها بهذه المسلسلات التي تريد إظهار الإسلام بصورة حضارية للغرب والشرق.

إن أي معركة لخالد بن الوليد تنسف هذه النظريات، فقد أقسم خالد في معركة مع الفرس أن يُجري النهر بدمائهم، فأوقف ماء النهر وأخذ يذبح أسرى الفرس على حافة النهر ويسكب دمائهم في النهر حتى قيل له بأن النهر لا يمكن أن يجري بدمائهم المتخثرة ولو قتل أهل فارس كلها حتى يُجري عليه الماء فيبر بقسمه. وقد روى ابن كثير أن خالداً رضي الله عنه لما قتل ابن نويرة احتز رأسه وجعل حصاتين ورأس مالك بن نويرة وجعل فوقها قدراً وطبخ فيه وأكل منه، فهل هذا وأمثاله في المسلسل! القعقاع لا يقل عن خالد في هذه الأمور، وهو صاحبه في الحرب ويده اليمنى.

س: البعض مرتاح لأن الخلفاء الراشدين لم يُشخّصوا في المسلسل.

ج: إيش الفرق بين تشخيص الخلفاء الراشدين وبين تشخيص غيرهم من الصحابة! أليس لغيرهم من الصحابة احترام! هذه التفرقة في حد ذاتها من التعدي على مقام الصحابة والإزدراء بمعظمهم. إذا استمروا في مثل هذا فسيشخّصون الخلفاء والأنبياء وربما أظهروا رب العزة في مسلسلاتهم وأفلامهم كما يفعل الغرب، إن لم يكن اليوم فغداً، والكل يحفظ حديث "حذو القذة بالقذة"، وإثم ذلك التشخيص على من سن لهم هذا الفعل: فعليهم وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة. الأمر ليس أمر مسلسل واحد. هؤلاء ليست لهم نظرة بعيدة. الكل ينتظر أن يُفتح هذا الباب، وقد فتحوه، وستذكرون ما أقول لكم.

س: البعض يقول بأن الأمر دعوي!

ج: الدعوة الإسلامية أدخلت مليارات البشر في الإسلام بدون مسلسلات وأفلام، وأهل الإسلام لا يعدمون الحجة في إدخال الناس في الدين، وما فائدة دعوة الناس بوسيلة فيها من المنكرات أضعاف أضعاف ما يرجى منها من الفوائد!

س: ما هي بعض المنكرات!

ج: أليس فيها اختلاط النساء بالرجال في هذه الأستوديوهات، وهذه من المُهلكات! أليس فيها تجسيد لصحابة رسول الله من أناس لا خلاق لهم ولا دين! أليس فيها تجسيد الصحابة من قبل نصارى كفار! أليس فيها تهجّم على الإسلام من قبل الممثلين الذين تكون أدوارهم أدوار كفار فتجد الواحد منهم يسب الله تعالى ويسب النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى التمثيل والفن والإتقان النصي، فيكفر من حيث لا يشعر! ناهيك عن تزوير الحقائق التاريخية لتُرضي الأذواق الغربية الكافرة بحجة إبراز الجانب المشرق من الحضارة الإسلامية، وهذه فرية عظيمة: إما على أنفسنا أو على أعدائنا، فالجانب المشرق في الحضارة الإسلامية كان على حساب دماء وأشلاء أجداد هؤلاء الغربيين والشرقيين والشماليين والجنوبيين.

سيقولون هذا كله يهون في سبيل أهداف أسمى!! ونقول: لقد قال الغرب الكلمات ذاتها عن الفن التشكيلي والتصويري في بداية الأمر، ثم ما لبث أن فتك بهم وبمجتمعاتهم وأوصلهم إلى ما هم عليه من إنحلال وانحطاط خلقي، الفن التشكيلي ثم المسرحي ثم التلفزيوني ثم هذه القنوات الفضائية، وهو مصداق قول الله تعالى {خطوات الشيطان}، والكل يهتف باسم الفن (العفن).

س: ألم يفتي أحد من العلماء المعاصرين بحرمة هذه الأعمال؟

ج: أفتى بها بعض العلماء الكبار، ولكن لا أذكر هذه الفتاوى الآن، وقالوا بحرمتها لرجحان مفاسدها على مصالحها ولإنتقاصها من الصحابة، هذا ما أذكره ولا يحضرني كلامهم الآن.

س: تحيلنا على المصادر؟

ج: لا أذكر مصادرها لبعد العهد بها، ولكنها موجودة.

س: أليست من المسائل الخلافية؟

ج: ليس كل شيء فيه خلاف نفتح بابه ونلج منه كما نشاء، لا بد للخلاف أن يكون معتبرا وأن لا يصادم النصوص الصريحة.

س: هل هناك نص في المسألة.

ج: ليس كل مسألة فيها نص بذاتها، والمُطالب بمثل هذا في كل مسألة جاهل لا يعرف الفقه ولا أصوله، هناك نصوص كلية وعامة تدخل تحتها الكثير من الأحكام والنوازل، فلا بد من إعمالها، ولا ينبغي الجري خلف من يُبطل الأحكام الشرعية - فيحل الحرام ويحرم الحلال - بدعوى عدم وجود نص في المسألة!

هناك نصوص عامة في منزلة الصحابة، وهي كثيرة في القرآن والسنة، ونصوص دفع الضرر والمفسدة، ونصوص حرمة الإختلاط والسفور. أليس يجعلون في المسلسلات نساء يمثلن دور الكافرات وهؤلاء لا يمكن أن يتحجّبن لأن هذا يخالف التوثيق التأريخي، ويختلط بهن الرجال ليلاً ونهاراً في أماكن التصوير. وقد يحصل زنى وشرب خمر في هذه الأماكن، وهذا أمر عادي جداً عند هؤلاء الممثلين لا يُنكرونه ولا يُخفونه ولا يستنكرونه فيما بينهم، فقد يكون الممثل مخموراً أو شارباً أو على جنابة ويتلوا آيات من كتاب الله أو أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الملأ. وقد تزني الممثلة ليلاً وتشرب الخمر ثم تأتي في الصباح لتكون صحابية جليلة!!

الذين اختلطوا بهؤلاء وعاشوا في جو هذه الأماكن يعرفون جيداً مجموعة الكوارث التي تحدث فيها، ثم يظهر من بين هذا الوسخ والنتن كله: أطهر وأشرف جيل خلقه الله تعالى على هذه البسيطة، وباسم الفن والحضارة والدعوة، وتحت مظلة الخلاف وترجيح المصالح!

س: ماذا لو قال شخص بأن هذه وسائل تأخذ حكم المقاصد؟

ج: المقاصد لا يوصل إليها بالوسائل المحرمة في ذاتها، فلا بد أن تكون الوسائل شرعية في ذاتها. مثلاً لو قال قائل: أنا أريد أن أُكثر سواد أمة محمد صلى الله عليه وسلم بإنجاب الذرية، فهذا مقصد شرعي، ثم زنى بامرأة وحملت منه، فهذه وسيلة غير شرعية لا تصلح للإتيان بالمقصد الشرعي. لا بد للوسيلة أن تكون شرعية. لو قال قائل: أنا عطشان وأريد أن أتقوى على الصلاة، هذا مقصد شرعي، ثم شرب الخمر وصلى، هذه وسلية غير شرعية وصلاته باطلة، ونقول له: الماء عندك. اشرب الماء ولا يحل لك شرب الخمر للتقوي على الصلاة.

نقول: عندكم وسائل كثيرة جداً للدعوة، وهي وسائل شرعية، دعوا هذا الأمر المليء بالمفاسد، وخذوا بالمتفق عليه ولا تحوموا حول الحمى. المشكلة أن كثير من الناس عاشوا في بيوت تربت على هذه المسلسلات، فهؤلاء عندما تأتيهم بمسلسل "إسلامي" فإنهم يقيسون بمقياسهم وبمحيطهم، فيرون أن هذا أفضل بكثير من المسلسلات الهابطة التي شاهدوها طيلة حياتهم، فلا يتصورون أن يأتي من يحرمهم ويُنكر على هذه المسلسلات! هذه مصيبة واقعة عند كثير من العامة، فهذا بالنسبة لهم: فتح كبير وعظيم، وبالنسبة لمن لم يتربى على المسلسلات والأفلام وأتى من بيت ملتزم: طامة كبرى.

أصحاب النية الحسنة يرون بأن هذا مكسب كبير: أن يصرفوا أمثال هؤلاء عن المسلسلات الهابطة إلى مثل هذه المسلسلات، ولكن نحن نقول: لم لا نصرفهم كلياً عن المسلسلات والأفلام إلى غيرها من الأمور الشرعية، ففي الشرع الكثير من الأمور التي تستوعب جميع الطاقات وجميع الإتجاهات، وقد وسِعت جميع الناس وجميع الأجيال.



منقول


5
537

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أمي عائشة
أمي عائشة
اقتباس:
قرار هيئة كبار العلماء رقم (13) وتاريخ 16\ 4 \ 1393 هـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن هيئـة كبـار العلمـاء فـي دورتهـا الثـالثـة المنعقـدة فيما بين 1\ 4 \ 1393هـ ، و 10\4\1393 هـ قد اطلعت على خطاب المقام السامي رقم (44\ 93\ 1) وتاريخ 1\ 1\ 1393 هـ ، الموجه إلى رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والذي جاء فيه ما نصه:
نبعث إليكـم مع هذا الرسالة الواردة إلينا من طلال ابن الشيخ محمود البسني المكي مدير عام شركة لونا فيلـم من بيروت بشأن اعتزام الشركة عمل فيلم سينمائي يصور حياة (بلال ) مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونرغب إليكـم بعد الاطلاع عليها عرض الموضوع على كـبار العلماء لإبداء رأيهم فيه وإخبارنا بالنتيجة:
وبعد اطلاع الهيئة على خطاب المقام السامي وما أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ذلك وتداول الرأي فيه- قررت الهيئة بالإجماع ما يلي:

1 - أن الله سبحانه وتعالى أثنى على الصحابة، وبين منزلتهم العالية، ومكانتهم الرفيعة. وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله تعالى عليهم

(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 329)
به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها. 2 - أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعا للسخرية والاستهزاء به، ويتولاه أناس غالبا ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة، والأخلاق الإسلامية، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعا مزريا، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر، وكما يتخذ هدفا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم، وكتاب ربهم، وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.

3 - ما يقال من وجود مصلحة، وهي: إظهار مكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب، مع التحري للحقيقة، وضبط السيرة، وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه؛ رغبة في العبرة والاتعاظ- فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع الممثلين، ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم.

4 - من القواعد المقررة في الشريعة: أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته

(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 330)
راجحة؛ فرعاية للمصلحة، وسدا للذريعة، وحفاظا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك. وقد لفت نظر الهيئة ما قاله طلال من أن محمدا صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين هم أرفع من أن يظهروا صورة أو صوتا في هذا الفيلم- لفت نظرهم إلى أن جرأة أرباب المسارح على تصوير ( بلال ) وأمثاله من الصحابة إنما كان لضعف مكانتهم، ونزول درجتهم في الأفضلية عن الخلفاء الأربعة، فليس لهم من الحصانة والوجاهة ما يمنع من تمثيلهم وتعريضهم للسخرية والاستهزاء في نظرهم، فهذا غير صحيح؛ لأن لكل صحابي فضلا يخصه وهم مشتركون جميعا في فضل الصحبة وإن كانوا متفاوتين في منازلهم عند الله جل وعلا، وهذا القدر المشترك بينهم وهو فضل الصحبة يمنع من الاستهانة بهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه .
هيئة كبار العلماء . . رئيس الدورة الثالثة . . محمد الأمين الشنقيطي عبد الله بن حميد عبد الله خياط عبد الرزاق عفيفي عبد المجيد حسن عبد العزيز بن صالح عبد العزيز بن باز إبراهيم بن محمد آل الشيخ سليمان العبيد محمد الحركان عبد الله بن غديان راشد بن خنين صالح بن غصون صالح بن لحيدان عبد الله بن منيع محمد بن جبير

هذا رابط من موقع اللجنة فيه عدة فتاوى تتعلق بنفس الموضوع وفيها فتوى الأزهر كذلك
http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaDetails.aspx?View=Tree&NodeID=331&PageNo=1&BookID=1
الياسمين sss
الياسمين sss
مشكوره يالغلا
بس الموضوع طويل ياليت تحاولين تختصرين
أمي عائشة
أمي عائشة
الغالية الياسمين أولا شكرا لك
ثانيا هذا المقال قصير لا يأخذ أكثر من خمس دقائق
وإذا مللنا قراءة هكذا مقال فكيف إذن سنقرأ الكتب
القراءة مهمة جدا يا غاليتي
شي من لاشي
شي من لاشي
والله انها مصالح ماديه ودنيويه
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه
الظاهر ياخذ الدور واحد شيعي او نصراني
ويردو بعدين يقولو عشان يتأثر بالشخصيه
رضي الله عنك وارضاك يا عمر بن الخطاب
أمي عائشة
أمي عائشة
جزاك الله خيرا شئ من لا شئ