{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
:: من فوائد الدعاء ::
قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يغنى حذر من قدر ، والدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل ، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة )
وهذا الحديث يوضح أن الوقاية من المصائب تكون بالدعاء بينما لا ينجح الحذر فى رد هذه المصائب ولكن مع اعتبار قول الله ( وخذوا حذركم )
قال قتادة : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودواءكم فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم بالاستغفار،
وقال علىّ رضي الله عنه : ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه.
" من لم يسأل الله يغضب عليه "
وعن عمر بن الخطاب : " أنا لا أحمل همّ الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فمن ألهم الدعاء فإن الإجابة معه "
فالدعاء سبب مقتضِ للإجابة إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع أي إذا راعى العبد آداب الدعاء،
ها هو الإمام الشافعي رحمه الله يرسل تحذيراً من الاستهانة بأمر الدعاء في بيتين شهيرين
أتهزأُ بالدعـاء وتزدريــه *** وما تدري بما فعل الدعـاءُ
سهام الليل لا تخطئ ولكن *** لها أجلٌ وللأجل القضـاءُ
هكذا يستحثك بأن تحمل هم الدعاء ، وتُخلص مناجاتك لله ، وكأنه يواصل ما أرشدنا إليه أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه في حكمته البصيرة لما قال :(إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء).
من أقوال السلف في الدعاء
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: إني لا أحمل همّ الإجابة ولكن همّ الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه -
وعنه رضي الله عنه قال: بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح -
وعن عبد الله بن مسعود قال: إن الله لا يقبل إلا الناخلة من الدعاء، إن الله تعالى لا يقبل من مسمِّع، ولا مراء، ولا لاعب، ولا لاه، إلا من دعا ثبتَ القلب -
وعن أبي الدرداء قال: ادع الله في يوم سرائك، لعله يستجيب لك في يوم ضرائك -
وعن الحسن أن أبا الدرداء كان يقول: جِدوا بالدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له
وعن حذيفة قال: ليأتينَّ على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريِق
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دعوة المسلم مستجابة ما لم يدع بظلم أو قطيعة رحم أو يقول: قد دعوت فلم أجب
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: يكفي من الدعاء مع البر، كما يكفي الطعام من الملح
وعن محمد بن واسع قال: يكفي من الدعاء مع الورع اليسير، كما يكفي القدر من الملح
وعن طاووس قال: يكفي الصدق من الدعاء، كما يكفي الطعام من الملح
وعن عبد الله بن أبي صالح قال: دخل علي طاووس يعودني فقلت له: ادع الله لي يا أبا عبد الرحمن، فقال: ادع لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه
وعن أبي بكر الشبلي في قوله تعالى: {ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} قال: ادعوني بلا غفلة، أستجب لكم بلا مهلة - وكان يحيى بن معاذ الرازي يقول: إلهي أسألك تذللا، فأعطني تفضلا.
ويقول: كيف أمتنع بالذنب من الدعاء، ولا أراك تمتنع بالذنب من العطاء.
ويقول: لا تستبطئن الإجابة إذا دعوت، وقد سددت طرقها بالذنوب
وعن غالب القطان، أن بكر بن عبد الله المزني عاد مريضا، فقال المريض لبكر: ادع الله عز وجل لي، فقال: ادع لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه .
عن الحسن في قوله عز وجل: {ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، قال: اعملوا وأبشروا، فإنه حق على الله عز وجل أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله .
وعنه قال: كانوا يجتهدون في الدعاء ولا تسمع إلا همسا .
وعن حبيب أبي محمد قال: الترياق المجرب الدعاء .
وعن داود بن شابور قال: قال رجل لطاووس: ادع لنا، فقال: ما أجد لقلبي خشية فأدعو لك .
وعن سعيد بن المسيب قال: إن الرجل ليُرفع بدعاء ولده من بعده .
وعن إبراهيم التيمي قال: كان يقال: إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد وجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء .
وعن النخعي قال: كان يقال: إذا دعوت فابدأ بنفسك، فإنك لا تدري في أي دعاء يستجاب لك .
وعن وهب بن منبه قال: مثل الذي يدعو بغير عمل، مثل الذي يرمي بغير وتر .
وعنه قال: من سره أن يستجيب الله دعوته فليطب طعمته .
وعن محمد بن حامد قال: قلت لأبي بكر الوراق: علمني شيئا يقربني إلى الله تعالى ويقربني من الناس، فقال: أما الذي يقربك إلى الله فمسألته، وأما الذي يقربك من الناس فترك مسألتهم .
وعن الأوزاعي قال: أفضل الدعاء الإلحاح على الله عز وجل والتضرع إليه .
وعن مُورِّقٍ العجلي قال: ما وجدت للمؤمن مثلا إلا كمثل رجل في البحر على خشبة، فهو يدعو: يا رب، يا رب، لعل الله عز وجل أن ينجيه .
وعن هلال بن يساف قال: بلغني أن العبد المسلم إذا دعا ربه فلم يستجب له كتبت له حسنة .
وعن السري السقطي قال: كن مثل الصبي، إذا اشتهى على أبويه شهوة فلم يمكناه، فقعد يبكي عليها، فكن أنت مثله، فإذا سألت ربك فلم يعطكه، فاقعد فابك عليه .
وعن ابن عيينة قال: لا تتركوا الدعاء، ولا يمنعكم منه ما تعلمون من أنفسكم، فقد استجاب الله لإبليس وهو شر الخلق، قال: {قَالَ أَنظِرْنِى إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلمُنظَرِينَ} .
وقال بعض العباد: إنه لتكون لي حاجة إلى الله، فأسأله إياها، فيفتح علي من مناجاته ومعرفته والتذلل له والتملق بين يديه، ما أحب معه أن يؤخر عني قضاءها، وتدوم لي تلك الحال .
وقال بعض العارفين: ادع بلسان الذلة والافتقار، لا بلسان الفصاحة والانطلاق .
الدعاء إلهام من الله
1_ لما عصى آدم ربه جل وعلا وأكل هو وزوجته من الشجرة المحرمة شعر بالندم فألهمه الله صيغة الاعتذار (سبحان الرحيم الغفور يخطىء عبده فى حقه وهو الذى ييسر له ماذا يفعل ) يقول ربنا جل وعز ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )
وكانت هذه الكلمات هى : ( ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .
2_ يقول عمر رضى الله عنه أنا لا أحمل هم الإجابة ( لأنه يوقن أن الله يجيب لأنه هو الذى وعد من دعا بذلك فى قوله _ وقال ربكم ادعونى أستجب لكم _ ) و إنما أحمل هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء كانت الإجابة معه .
وهذا كلام نفيس فمن ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة ، فإن الله تعالى قال ( ادعونى أستجب لكم ) ( وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) فإذا خرج الدعاء من قلب ناظر إلى الله راغب فيما عنده زاهد عمن سواه لم يكن بينه وبين الإجابة حائل .
آوى عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى كومة من الرمل بعد أن أجهده الطواف والسعى من مصالح المسلمين ، فلما وجد مس الراحة على الرمال قال : اللهم كبرت سنى وووهنت قوتى وفشت رعيتى ، فاقبضنى إليك غير مضيع ولا مفتون واكتب لى الشهادة فى سبيلك والموت فى مدينة رسولك .
هل فى هذا الدعاء طلب من عمر أن يزداد مالا أو تتحقق له شهوة ؟
هل فى هذا الدعاء شىء للدنيا ؟
وهل دعا بهذا الدعاء لأنه يئس من الحياة ؟ أم قاله وهو يسوس الشرق والغرب ويسعى فى مصالح المسلمين ؟
والدعاء قدر الله .. وما أرى عمر سأل الله إلا ما قدره الله له .. من منا يحب أن يطعن فى بطنه فتتمزق الأحشاء حتى يندلق منها الطعام والشراب ؟ هذا الحادث القاسى كان قدرا من أقدار الله التى خبأها لعمر فألهم الله عمر هذا الدعاء لتصبح هذه الميتة أمنية من أمنياته .. إنه لم ير الحادثة بهذه الصورة التى أوضحناها و إنما رآها شهادة فى سبيل الله توجب له الجنة ..
صورة أخرى توضح الإلهام فى الدعاء :
فى دعاء سعد بن معاذ رضى الله عنه .. تطابق كامل بين صيغة الدعاء وبين خطوات القدر حينما يقول ( اللهم إن كنت قد أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقنى .. فإنه لا قوم أحب إلى من أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك وكذبوه و أخرجوه ، و إن كنت وضعت الحرب بينه وبينهم فاجعل ما أصابنى اليوم طريقا للشهادة ولا تمتنى حتى تقر عينى من بنى قريظة ) .
وهذا ما حدث لقد انتهت الحرب مع قريش .
وحكمه الله فى بنى قريظة فحكم بقتل الرجال وسبى الذرارى والنساء وتقسيم الأموال حتى هتف النبى صلى الله عليه وسلم لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات ....
فيا أخى عليك أن تطرق باب الله قالباب مفتوح حتى لو أن الإجابة تأخرت فاعلم أن الله قال ( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) واعلم أن قدر الله لا يأتى بشر بل إن قدر الله كله خير حتى ولو كان ظاهره غير ذلك .
وقديما قالوا : من أدمن قرع الباب أوشك أن يفتح له وهل من باب يدمن العبد قرعه إلا باب الله
لا تسألن بنى آدم حاجة وسل الذى أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله وبنى آدم حين يُسأل يغضب
ومرة أخرى ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ، والله هو الغنى الحميد )
فيا أيها المؤمنون أكثروا من سؤال الله تعالى ودعائه في الشدة والرخاء والسراء والضراء
فإن الدعاء عبادة جليلة يرفع الله بها الدرجات ويحط الخطيات وتحصل بها المأمولات والمطلوبات
وقد قال صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس: ((تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة))
فاجتهدوا يا من ترجون النوال وتؤملون جواب السؤال اجتهدوا في دعاء الله تعالى
تحروا أوقات الإجابة كساعة يوم الجمعة وجوف الليل الآخر وبين الأذان والإقامة
وأدبار الصلوات المكتوبات وغير ذلك من الأوقات الفاضلة
ادعوا الله بقلوب حاضرة خاشعة منكسرة ذليلة ألحوا في الدعاء رغبة ورهبة
توسلوا إليه جل وعلا بأسمائه وصفاته
ارفعوا أيديكم حال دعائكم – إلا في الأحوال التي لم يرد فيها رفع اليدين – استقبلوا القبلة حال الدعاء
احمدوا الله تعالى وأثنوا عليه بكل خير
صلوا في دعائكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسنوا الظن بالله تعالى
وأملوا منه الخير ثم اعلموا بارك الله فيكم أن دعاء توفرت فيه هذه الصفات لا يكاد يرد أبداً
لاسيما إذا حرص العبد على الأدعية النبوية فإن فيها الخير كله
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك. إذ أقبل غلام عليه قطعتا خيش قد اتزر بإحداهما و ألقى الأخرى على عاتقه فجلس إلى جانبي فسمعته يقول: إلهي أبلت الوجوه عندك الذنوب و مساوئ الأعمال وقد حبست عنا الغيث لتؤدب عبادك بذلك فأسألك يا حليماً ذا أناة ويا من لا يعرف عبده منه إلا الجميل أن تسقيهم الساعة الساعة فلم يزل يقول: الساعة حتى اكتست السماء بالغمام وأقبل المطر من كل جانب.
ما أحوجنا ونحن نسير على درب الهدى والمجاهدة مع قلة الناصر ، واعتزاز الظالم، أن نعتز بهذه الشعيرة العظيمة : شعيرة الدعاء واستغاثة الله السميع القريب .... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
starbaby @starbaby
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاك الله خير ونفع الله بك
من مواضيعي
رسالتي اليك يازوجي الحبيب
اساليب مفيدة جدا لتربية الابناء
تريدين ان تصبحي أسيرة قلب زوجك الحل سهل؟؟!!
نصائح هامة جدا جدا للازواج والمقبلين على الزواج رفقاً بالقوارير
هل انت وشريك حياتك ..( زعلانين / متضايقين / مو فاهمين بعض(( مميزجداو رائع ))
زوجك يسهر مع الشباب... يرجع متأخر و المشاكل زايدة تعالي شوفي وتعلمي صديقتي وش عملت؟؟
من مواضيعي
رسالتي اليك يازوجي الحبيب
اساليب مفيدة جدا لتربية الابناء
تريدين ان تصبحي أسيرة قلب زوجك الحل سهل؟؟!!
نصائح هامة جدا جدا للازواج والمقبلين على الزواج رفقاً بالقوارير
هل انت وشريك حياتك ..( زعلانين / متضايقين / مو فاهمين بعض(( مميزجداو رائع ))
زوجك يسهر مع الشباب... يرجع متأخر و المشاكل زايدة تعالي شوفي وتعلمي صديقتي وش عملت؟؟
الصفحة الأخيرة
أسأل المولى أن ينفع بك
__________________