::
هي لحظات ارتسمت في داخلي
وبدأت مشاهد مضت تعود إلى فكري
وأغرقني حنيني لأيام مضت
وحملني الشوق لاماكن كانت تُزهر الحب والمودة
ولحظات تميزت بالدفء والبساطة
وأشخاص كانوا قريبين ... فغابوا أو تغيبوا
وغاب معهم وصالهم ...
و كأن ماكان يربطنا لم يعُد له وجود
وحتى صلة الدم فقدت معناها ...
لم يعودوا كما كانوا ... تغيرت نفوسهم مع تغير ملامحهم وتغير الأزمان ...
أخذتهم الدنيا ومشاغلها بعيداً ...
فـباتوا لا يستحقون المحبة لأنهم فقدوا صناعتها وحجزوا قلوبهم في صدورهم وزرعوها بالقسوة واللامبالاة ....
تناثرت الأسئلة وتقافزت أمامي ...
تُرى ما سبب هذا التغير ؟؟
لماذا اختفت مشاعر الود والتراحم ليحلّ مكانها البُعد والجفاء؟؟
أصبحت العلاقات وكأنها مجرد واجبات يجب القيام بها لإزالتها من أجندة الأيام ....
وبات التصنع يكسو نفوس الكثيرين...
وأتقن المعظم ارتداء الأقنعة ...
فـأصبحت الابتسامات مشكوك فيها و غدت الضحكات مسروقة ....
نعيش في زمن لا مكان للمشاعر فيه وكل شيء يُقاس بالكم والقيمة .. لا بمعانيه ...
أمّا من لبس ماضيه ولم ينسلخ من بساطته
وبقي متمسكاً بسمو أخلاقه
أصبح كالغريب...
لا يجد مكاناً بين هؤلاء الأحياء الأموات
الذين باتوا يتعجبون وجود القيم في هذا الزمن ...
غريب .. في زمن التسارع والجمود
زمن غياب الأخلاق... وتحجر القلوب
وما أجملها من غربة ... حين يغترب المرء بتميزهـ ونقاءهـ وصفاء روحه
فيكون كالوردة بين الأشواك .. تجذب الأنظار فيسهل تمييزها.. تنثر المحبة وتسكب الإخلاص لتبدد ظلمة القسوة
التي تحاول إسدال سوادها على الوجود ...
فـطوبى لكل غريب يحمل معاني الوفاء ويسعى لسيادة الأخلاق ...
علّها تُغير واقع هذا الزمن الكئيب .
*ارجو ان ينال موضوعي اعجابكم
ما شاء الله
كلمات رووووووعة
لا حرمنا من ابداعك