]وسائل النقل قبل 60 عاماً.. «يوم لك ويوم عليك»!
رحالة لحظة وصولهم إلى بوابة المدينة في الخمسينات ميلادية تقريباً
مشاهدة «المعاويد» و «النجايب» و «القاري» داخل الحواري القديمة تعيد ذكريات «الزمن البسيط»
تاريخ سنة القضية أصبح حدثاً معلوماً يحسب فيه البعض أعمار مواليدهم وتحرير عقود البيع والشراء، واستحقاق دفع اقساطهم كما عده المدعى عليه نصراً لكل القرية، فهي قبل أن تكون ملكاً له هي ملك لكل أهالي قريته الذين اعتادوا أن يطلق كل واحدا منهم حماره أو بعيره يتسكع في الشوارع، أو يربطه أمام منزله، وأي رجل أو امرأة من أبناء القرية يحتاج إليه في جلب الماء مثلاً أو في التنقلات يفك رباطه وينطلق به دون أخذ الاذن من صاحبه.
وسائل النقل
لم يكن وحده وسيلة النقل الوحيدة وان كان اهمها في التنقلات القصيرة داخل المدن والقرى والبوادي؛ فقد كان هناك الابل سفن الصحراء التي كانت تبحر في الصحراء آلاف الأميال إلى العراق وفلسطين والشام، وتصل إلى افريقيا قبل اغلاق قناة السويس في رحلات التجارة، كما أن هناك نوعيات من الابل مخصصة للعمل في الحقول وأسواق المدن واستخراج الماء من الابار بما يعرف ب "المعاويد"، وكانت هناك خيول (القاري) المخصصة للنقل تجر عربات بعجلتين تسمى الكرو أو القاري، إلى جانب الحمير وهي تتجول داخل الحارات فجر كل يوم، تسبقها جلجلة السلاسل وصيحات السقائين أو باعة (القاز) أو (الرمادين) الذين ينقلون الرماد بعد استخراجه من المنازل إلى خارج أحياء المدينة، وكانت هي أساطيل النقل المتاحة بين الموانيء وأسواق المدن لإيصال البضائع مثلما يستخدمها البنائون والفحامون وباعة الحطب وفي كل مناحي الحياة حتى على المستوى الرسمي إلى منتصف الثمانينات الهجرية، حيث كانت تستخدم في نقل البريد وجرّ عربات النظافة للبلديات كما كانت تستخدم (النجايب) أنواع من الابل في العديد من المهام الرسمية وملاحقة المطلوبين وحراسة الحدود ورجال دوريات الجمارك.
طفل يمتطي الحمار بصحبة والده في لقطة تعود إلى أكثر من خمسين عاماً
ذكريات لا تنسى
قضية «قملة» حرّكت «قرى الجوار» وكشفت «شهود الزور».. وانتهت بحلق شعرها عند باب المحكمة
وقتها كانت ساحات المدن تضم أكبر الأسواق للبيع والشراء على غرار صالات ومعارض السيارات اليوم، وكانت الأحساء والرياض وبريدة وجدة تضم أكبرها، وعندما يصف لنا بعض كبار السن جانباً من نشاط وحركة تلك الأسواق فهم يتذكرون الابل والخيول وبقر الحرث وسلالات الحمير المصنفة أجلكم الله- التي يحرص عليها المشترون, مثل: المكسيكي, الايراني, النجدي، الحساوي, ثم ارداها وهو (الخكري) الذي يوصف عليه (خكارية البشر).
يتذكرون أيضاً عندما يؤتى به مصبوغاً بالحناء ومزيناً بالشرائط القماشية والسلاسل ثم (يلعلع) صوت المحرج وهو يمتطي صهوته داخل السوق بادئاً بتعديد أفضل مزاياه:
لا يعض, لا ينهق، لا يرفس, ولا يربض, حيث كان البعض منها يعض الأطفال والنساء ويستقصد منهن الفتيات الجميلات أما أسوأ العيوب فكانت (الرباضة) وهو نوع من العصيان أو الإضراب المتعمد يتوقف فيه الحمار فجأة، وينسدح على الأرض بحمله أو راكبه رافضاً التزحزح من مكانه أو الاستجابة للضرب أو الركل مهما وصل..
يذكرون أيضاً طريقة الفحص وقياس التحمل عندما يتوجه المشتري قبل دفع القيمة لمستنقع مائي، أو مجموعة حفر تكون قريبة من مكان الحراج لاختبار القدرات يتحدد من خلالها قبول او رد البضاعة.
الجمل أكثر الحيوانات قدرة على التحمل وقطع المسافات الطويلة
الطوفان الحضاري
تحولت اليوم إلى «تجارة استعراض» بمبالغ خيالية واحتفاء سينمائي مثل المشاهير
وسائل نقل كانت بسيطة ببساطة الحياة ومتطلباتها التهمها طوفان المد الحضاري بكل متناقضاته، ورفع بعضها إلى أعلى المقامات حتى تجاوز سعر الرأس الواحدة لبعضها (الدية الشرعية)، بل دية أكثر من مئة وثمانين رجلاً، كما تساق إلى ميادين المنافسة وحلبات العرض في مظاهر احتفالية على طريقة الاحتفاء بأشهر نجمات السينما.
فيما ألغي وجود ذلك الكائن الأسطوري الذي لازم الإنسان على مر العصور، وخدمه أكثر من أي كائن آخر متفوقاً عليها بالصبر المطلق والطاعة العمياء، ولم يبق في سجله الاّ ما كان يسقط عليه الأدب والأدباء من صفات الغباء والدناءة عندما كان أحد مصادر إثراء الأسطورة والأقصوصة الشعبية:
ذهب الحمار بأم عمرٍ
فلا رجعت ولا رجع الحمار
تاريخ منسي
الحمار لم يشفع له صبره، ولا عراقة أصله وهو ينتسب إلى فصيلة (الخيول) المعروفة، ولا حتى شجاعته عندما كان يدفع به أمام السرايا، وكاسحات الألغام في الحروب الحديثة لتطهير الخطوط الأمامية من الألغام في الوقت الذي كانت ترتعد فيه فرائص الجبناء.
«الكائن الأسطوري» تحمل الظلم والتحقير ولم يتوقع «نكران الجميل» ليموت جيفة في الصحراء
مع بداية سنوات الطفرة كانت احدى الدول التي تمتلك ثروات من الحمير تعقد اجتماعات متتالية مع المستشارين والساسة والاقتصاديين؛ للبحث عن مخرج ينقذ اقتصادها وانهيار العملة عندما قرروا في النهاية التضحية بتصدير عشرات الآلاف منها إلى دول كانت لا تزال تبحث عنها, وفي هذه الاثناء افتكت قيودها عندنا وطردت من محارم القرى والمدن، وبدأ ماعرف وقتها بين بعض بلديات المدن ب"حرب الحمير"، حيث كانت المدينة الفلانية تصحو صباحاً؛ لتجد جيوشاً منها قد انزلت عندها في ظلمة ليل البارحة، وتسد المنافذ والشوارع، وتقوم بعد ذلك بشحنها مضاعفة وتعيدها في الليلة الثانية إلى المكان الذي تعتقد انها جلبت منه..!!
لقد تحمل الحمار منا الظلم والتحقير، ووصفه بأقذع العبارات على مدى كل القرون الماضية؛ معتمداً على مخزون صبره الهائل حين تحمّل منا كل شيء، الاّ مشاعر التنكر للجميل، ونسيان الماضي عندما غادر مدننا الاسمنتية إلى فضاء الصحراء؛ يبحث عن موارد مياه لتشكل قطعان متوحشة تفر هاربة مجرد سماع هدير مركباتنا الفاخرة, نمت حوافرها مثل زلاجات الجليد حتى كبلتها وأعاقت حركتها إلى أن سقطت جيفا في مجاهل الصحراء!.
طفل يسير بحماره بين البيوت لقضاء احتياجات أسرته
الحمار وسيلة التنقل بين القرى والأسواق الشعبية
طفلان يتوقفان على عربة القاري قبل البدء في رحلة نقل جديدة
أطفال يمتطون الحمار بحثاً عن الترفيه والتسلية
صك قضية قملة انتهى بإرجاع الحمارة إلى صاحب الحق
م/ن
ام طيف المطيري @am_tyf_almtyry
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام طفل1
•
الدنيا دوارة
ياليتنا بهذاك الزمان حياة هنيئه ناس قلوبها على بعض...عفاف...مافيه حقد.مالت على هالتكنلوجيا مانبيها وهالتطور وصلنا لهالحياة اللي تخوووف
ياليتنا بهذاك الزمان حياة هنيئه ناس قلوبها على بعض...عفاف...مافيه حقد.مالت على هالتكنلوجيا مانبيها وهالتطور وصلنا لهالحياة اللي تخوووف
وانتي الصادقه
وانتي الصادقه
اشكركم على المرور بصفحتي
فالحياة البسيطة في زمن ليس ببعيد كثيرا
كانت ممتعة ورائعة لكن أكثر مالفت نظري هي الصور حيث يظهر فيها البسمة مرسومة على وجوه من إمتطوا الحمار مثلهم مثل من نراهم
يركبون السيارات الفارهه لأول مرة ولربما بسمة راكب الحمار أكثر بشاشة في زمن كانت الحياة ونفوس الناس
على طبيعتها .
فالحياة البسيطة في زمن ليس ببعيد كثيرا
كانت ممتعة ورائعة لكن أكثر مالفت نظري هي الصور حيث يظهر فيها البسمة مرسومة على وجوه من إمتطوا الحمار مثلهم مثل من نراهم
يركبون السيارات الفارهه لأول مرة ولربما بسمة راكب الحمار أكثر بشاشة في زمن كانت الحياة ونفوس الناس
على طبيعتها .
الصفحة الأخيرة