(وفوق كل ذى علم عليم)

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم


(وفوق كل ذى علم عليم)


صدق الله العظيم!!


**********


روى فى الأثر أن الله قسّم الأرزاق بين عباده فلم يرضى أحد عن رزقه إلا من رحم وقسم العقول بينهم فأعجب كل بعقله إلا من رحم....فى ضوء هذه المروية أتوجه بالحديث إلى نفسى قبل من يقرأهذه السطورمذكرانفسى وإياكم بقول الله(وفوق كل ذى علم عليم)حتى نسير فى حواراتنا حول حق كل منا فى إبداءرأيه دون أن يحجر على أحد ولا يحجر عليه أحدوفى ظل أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا الرسول صلى الله عليه وسلم لالشىء إلا لكونه(ماينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى)وفى الحديث الشريف الذى يرويه البخارى ومسلم يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم(إن أخوف ما أخاف عليه من أمتى شح مطاع ..وهوى متبع ....وإعجاب المرء بنفسه)وفى ظل قبول كل مناللآخر والإستماع لقوله ومناقشة الرأى حت نصل لقناعة من حوار جدى وليس سفسطة وجدال ومراء وتسفيه أحلام وتحقير آراء ورؤية لالشىء إلا لكون أحدنا يدعى إمتلاك المعرفة ويحتكر الصواب ناسين أو متناسين أن الله (يؤتى الحكمة من يشاء)والفهم أيضا لمن يشاء...وفى قصة سيدنا داوود وابنه سليمان نجد العبرة والعظة فى حادثة الحكم فى الحرث(وداوودوسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنّا لحكمهما شاهدين*ففهمناها سليمان وكل آتينا حكما وعلما وكنّا لحكمهما عالمين)والقصة لمن لايعرفها أن رجلين إختصما لدى نبيين من أنبياء الله داوود وسليمان حيث تعدت أغنام أحدهما على زرع للآخر وأكلت بعضه وأتلفت البعض ....فقضى سيدنا داوود بأن يأخذ صاحب الحقل الغنم مقابل الزرع ...ولكن هذا الحكم الذى شهده الله لم يكن فيه العدل المنشود ففهم سليمان لحكمة يعلمها وقضى سليمان الإبن بحكم آخر وهو أن يأخذ صاحب الحرث الغنم لفترة يرعاها ويستفيد منها على أن يقوم صاحب الغنم بحرث الأرض وزراعتها من جديد حتى إذا وصلت للمرحلة التى كانت عليها قبل أن تنفش فيها الغنم فتأكل ماأكلت وتتلف ما أتلفت ....عاد كل شىء لأصله فأخذ صاحب الأرض أرضه وتعود الغنم لصاحبها ...غير أن الله عبر أن كل منهما آتاه الله حكما وعلما ....فلا ينتقد أحد حكم أحدهما وإن كان الله فضل بعض الرسل على بعض لكن يبقى لكل منهما شخصيته وإعتباره وقدسيته...وهذا يؤدى بنا لمعرفة أن العلم والفهم من الله يؤتيه من يشاء.. ويؤدى بنا للتعلم من القصص القرآنى وأخذ القدوة والمثل فى الإمتثال لحكم الله ومعرفة أن درجة العقول متفاوته والفهم منّة منه جلّ شأنه....فيجب علينا إدراك المعرفة وتحصيل العلم قدر المستطاع ولا يحقر بعضنا بعضا ويقبل كل منا الآخر ويسمع له وفى الحديث الشريف يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم(رحم الله رجلا سمع مقالتى فأداها فربّ مبلغ أوعى من سامع)...كما أن العلم لايجب أن يطلب بمعصية الله لأنه نور يستضاء به وهدية من الخالق وقد روى أن الإمام الشافعى رضى الله عنه قال:-


شكوت إلى وكيع سوء حفظى


فأرشدنى إلى ترك المعاصى


وأخبرنى أن العلم نورونور


الله لايهدى لعاصى


ويجب علينا أن لاندعى إحتكار العلم والمعرفة لأنه(و فوق كل ذى علم عليم)والعليم إسم من أسماء الله الحسنى ..وقد روى أن موسى عليه السلام وهو كليم الله سئل هل يوجد على ظهر الأرض من هو أعلم منك ؟؟؟قال لا!!!ظنا منه أن العلم التام والكامل يحتكره الأنبياء والمرسلين ....فأوحى الله إليه أن ياموسى يوجد من هو أعلم من وهو ليس بنبى ولكنه(عبدا صالحا من عبادنا آتيناه حكما وعلما)وكانت حكاية الخضر المذكورة فى سورة الكهف ونعلمها جميعا..


خلاصة القول أن العلم والمعرفة منّة وهدية وهبة من الله العلى القدير ..لذا يجب علينا تحصيلها والسعى إلى إدراكها بطاعة الله على أن لا يحقر بعضنا بعضا ولانسفّه أحلامنا ونتحاور ونتناقش بهدف الوصول إلى قناعة تجمعنا وتدفعنا إلى العمل من أجل أنفسنا وأوطاننا دون جدال عقيم ومراء سقيم وسفسطة لاتسمن ولا تغنى من جوع وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول(أنا كفيل بيت بأعلى الجنّة لمن ترك المراء وهومحق)فما بالنا بمن هو ليس محق وليكن لنا فى قول الشافعى نصيب (قولى صواب يحتمل الخطأ وقول غير ى خطأيحتمل الصواب )وهو على عكس مايفهمه الكثير فهو يعنى كما أورده تلاميذه أن لاينتصر لرأيه ويعتز به لأنه قد يحتمل الخطأ ولا يحقر رأى الغير ويسفهه لأنه قد يحتمل الصواب....


هدانا الله وإياكم ورزقنا جميعا الحكمة والعلم والفهم ومحبة بعضنا إنه على مايشاء قدير.


...................

د / محمدعبدالغنى حسن حجر




يروى : أن الإمام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته

يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر .... ثم بعدها يصلى الفجر

فأراد الأمام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه

وقال : بلغني عنك أنك تفعل كذا وكذا ...

فقال : نعم يا إمام

قال له : إذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن

وكأنك تقرأه علي .. أي كأننى أراقب قراءتك ... ثم أبلغني غدا

فأتى اليه التلميذ فى اليوم التالي وسأله الأمام فأجاب:

لم أقرأ سوى عشرة أجزاء

فقال له الأمام : إذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على

رسول الله

فذهب ثم جاء إلى الأمام في اليوم التالي وقال

....... لم أكمل

حتى جزء عم كاملا

فقال له الأمام : إذن اذهب اليوم .. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل

فدهش التلميذ ... ثم ذهب..

فى اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد

فسأله الأمام : كيف فعلت يا ولدى ؟

فأجاب التلميذ باكيا : يا امام ...

والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل !!!!!!



إن الإنسان الضعيف الذي إذا سلبه الذباب شيئًا لا يستطيع أن يستنقذ هذا الشيء من ذلك الذباب.. ضعف الطالب والمطلوب ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) .

إن هذا الإنسان الضعيف الذي سيبلى جسده، وتأكله الديدان قد أعانه الله على إقامة «مدن إعلامية» تبث منها آلاف الفضائيات، وملايين وبلايين الأصوات والصور والألوان أناء
الليل وأطراف النهار.. وذلك دون أن تختلط هذه الأصوات ولا كلماتها ولا حروفها ولا نبراتها.. وكذلك الحال مع الصور والألوان..
فهل يجوره مع هذا الذي صنعه المخلوق الضعيف الشك في شمول علم الله وسمعه على كل ما في الوجود دونما اختلاط ولا تشويش ؟!.

وإن جهاز التلفاز يستقبل عبر الأثير ملايين وبلايين الأصوات والصور والألوان والنبرات دون أن يحدث اختلاط بين هذه الأصوات ولا هذه الصور والألوان والنبرات، وإن الأثير الذي يشبه كتاب شفرة كونى -تسجل فيه كل الأصوات- أصوات البشر وغير البشر منذ بدء الخلق وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها، وذلك دونما أي اختلاط أو تشويش بين هذه الأصوات ونبراتها ونغماتها وبصماتها التي ستكون شاهدة على أصحابها يوم الدين..
وإذا كانت هذه هي قدرة الإنسان النسبية المحدودة في عالم الإرسال والاستقبال في “الفضائيات” فما بالنا بقدرة الخالق المبدعة، والذي أقدر الإنسان على صنع هذه العجائب التي ما كان يتصورها الأقدمون، وفوق كل ذي علم عليم، ويخلق
ما لا تعلمون
سبحانه وسع كل شيء علمًا..

ولقد أقامت أمريكا وكندا ونيوزلندا أجهزة للرصد والتنصت على كل المكالمات التي تبث عبر أجهزة الاتصال في العالم، وهي تسجل كل المكالمات لكل الأمم والشعوب دون أن تختلط فيها الأصوات أو النبرات، وهي تفرز المكالمات التي ترد فيها ألفاظ ومفردات قد تراها مستحقة للمراقبة والمتابعة والفحص والتحليل والاستخلاص..
فإذا كانت هذه هي قدرة العلم الإنساني المحدود أو المخلوق فما بالنا بقدرة الخالق لهذا الإنسان والواهب هذا العلم لهذا الإنسان؟!.. سبحانه وتعالى ليس كمثله شىء وهو السميع البصير..
إن وسوسة الشيطان تستغل الجهل بالعلم الإسلامي في أصول الدين، وهو العلم الذي ينزه الذات الإلهية عن مشابهة المخلوقات، فيصور الشيطان لهؤلاء الجاهلين الذات الإلهية وكأنها إنسان ثم يتساءل: كيف يعلم الله كل هذه الجزئيات التي لا تحصى من المخلوقات؟!..

والحل هو في إدراك معنى.. سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقات.. فهو الصانع لكل شيء جزئيًّا كان أو كليًّا، ومن ثم فهو العالم بكل شيء .. وسبحان الله لقد ورد الرد القرآني لهذه الوسوسة “وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور.. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير”.

6
680

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

احاسيس32
احاسيس32
سبحانك ربي ما أعظمك ..

بارك الله فيك يالغلا ..
الامــيــرة01
الامــيــرة01




ام حكوم
ام حكوم

جزاك الله خير
محبوبة رنودة
محبوبة رنودة
جزاك الله خير
جزاك الله خير
بارك الله فيكم حبيباتي وشكرا على المرور الرائع
وردة~حايل
وردة~حايل