بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بين يدي آية في كتاب الله (( ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً ))
هذا القَبَس من كِتاب الله ورد ضِمن مشهد مِن مشاهِد يوم القِيامة، وهو مشهد
النَدم، قال تعالى:{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْت مَعَ
الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ
بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً }، وقد جاء
التعبير بلفظ الظَّالم دون الكَافر ـ والله تعالى أعلم ـ ليشمَل الكَافر وغيره
مِمَّن ينتسب إلى الإسلام، وقد ظَلم نفَسه بالذُّنوب والعِصيان، أو ظَلم غيره
بالإفْك والإعتِداء والغٍيبة والنَّميمة والبُهتان.. وعَضُّ اليدين جَميعاً كِناية عن
شِدّة الندم والألم والخُسران..
وهو في هذا المقام العَصيب يندم على فوات أمرين جليلين؛أحدُهما: اتخاذُ
سبيلٍ مع الرَّسول الكَريم وذلك باتِّباعه وطَاعته وسُلوك سبيله القويم..
والثاني: ترك رِفقة السُّوء الأشرَار الذين كانوا سَبباً في زيغِه وابتعِاده عن
سبيلِ الرَّسول، وتزيين الإنحرَاف له، سواء كان هذا الإنحِراف سُلُوكياً
أخلاقِياً، أو فِكرِياً وعَقدَياً، وهو الأسوأ.. ولقد أكثر الرَّسول ـ صلّى الله عليه
وسلّم ـ من التحذير مِن صاحب السُّوء في أحاديث كثيرة، وحثّ على
مُصاحبة الأخيار الصَّالحين، ذوي الأخلاق الحسنة والسُّلوك الحَسَن، والفِكر
النَّظيف الصَحيح، ومِن ذلك قوله:" المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل "..
ثُمّ في خِتام الآية تَجيء الِإشارة إلى العَدُّو الأوّل للإِنسان، والذي تخرّج في
مدرسته رُفقَاء السوء، وضُلّال البشر، ألا وهو الشَّيطان الرَّجيم: { وَكَانَ
الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً }: يَخذله في الحَياة الدُنيا حِين يُزيِّن له مُصاحبة
الأشرار، وعمل الفُجّار، واعتناقِ السيء من المبادىء والأفكار، ويخذله عند
الإحتِضار حين يصُدّه عن الرُّجوع والتَّوبة والإستغفَار، ويدعوه إلى الثَّبات
على الباطِل والإصرَار، ويخذله يوم القيامة حين يقوم خطِيباً في أصحابه
ويتبرأَ مِنهم، وفيما يلي نصّ خُطبته كما ذكرها الله ـ عزّ وجلّ ـ في كتابه
الكريم: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ
فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ
تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا
أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }..فيا من
تُصاحِب الأشرَار، أنتَ الآن فِي دار القرار، وقد علمتَ ما سيكون في الدار
الآخرة مِن النَّدم والإقرار، فهلاَّ اخترتَ لنفسكَ الرُّفقَاء الصَّالحين الطَّيِّبين،
الذين يُعينونك على الهِداية والثَّبات، ويحفظُونك ـ بإذنِ الله ـ من الزَّيغ
والضَّلال والإنحِراف، فلا تزال الفُرصة سانِحة، والأبواب مشرعة: { أَن
تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ
لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }.
- ديـننا يأمرنا ويحثـنا على مجانبة رفقاء السوء ،، ديـننا لم يقل لنا أنتظروا
منهم أن يسيؤو لكم ،، الايـه الكريمه التي تقول وتصف أحوال اهل النار
أعاذنا الله منها تقول (( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ..)
نفهم إذن انه صديق وخليل كما هو معروف ويقصد به اشد الاصدقاء بمعنى
انه
ليس عدو ،، لكنه لأنه صديق سوء ورفيق ضلاله ،، جر لأناسآ لم يُحسنوا
التصرف معه ،، إلا النـــــــار والعيــاذ بالله ..
- فنحن هنا بعالم المنتديات والايميلات وغيرها إذا لم نُحسن إختيار أصدقائنا
ولم ننتقيهم كما تُنتقى الزهره أو الورده من أجمل النباتات وأفضلها
فلا نلومـن يوم القيامه إلا أنفســنا ...
- عـندما تأتي يوم القيامه أيـها الإنسـان أو العضو أو المسلم وقـد
صاحبت أشخاصآ يـدعون إلى الكلام البذيئ وإلى الكلام الفاحش وإلى
سب المسلمين والقدح فيهم ،، وتراه أمامك وناصحته بكل صدق لكنه
لم يرتدع ،، واستمررت بصحبته وصداقته ،، فأنت ستكون ع خطر عظيم
ويُخشى أن تشملك هذه الايـات العظيمات .. الرسول يقول عليه الصلاة
والسلام (( المرء ع دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )) أتمنى من اخواني
الاعضاء التأمل بهذا الحديث جيدآ ،، ديننا ياإخوان لم يقل انتظر من صديقك
أن يسيء لك كي تتركه وتتجنبه ،، لا أبــــــــدآ هذا فهمٌ مغلوط ورأيٌ
مبتور وغير معقول ،، ولا يقول به إلا جــاهل أو مخـدوع ..
ديــننا ياأحبه وع ضوء ماقرأتم أعلاه من الايات والاحاديث يأمر بشده
بأن نترك اصحاب السوء ورفقائهم ،، ولا نقول هؤلاء اصحابنا ولنا
معهم صحبه ومحبه وعيش وملح ،، لا كلا وألف كلا ،، الصحابه
رضوان الله عليهم عندما جاء الاسلام ،، أسلموا وكان بعض زوجاتهم
لم يقبلوا بالاسلام ،، وهم من ومن اقرب من الزوجه ........؟
مباشرة الصحابه طلقوا هذه الزوجات ،، بل إن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه ،، ورد في سيرته عندما أسلم ،، كان له ثلاث زوجات لم يقبلن
بالاسلام ، ماذا عمل ...؟؟؟ لم يقل هذه زوجاتي وهذه حبيباتي لا ابدآ
حاشاه ،، لأنه يمتثل لكلام الله ولكلام رسوله ،، ولكلام الناصحين ممن
حوله ،، مباشرة طلقهن ثلاثتهن ............
- يامن يقول لي صديق وأحبه ولي معه اجمل الايام والذكريات ،، تذكر
جيدآ ،، هذا الصديق هل هو ممن يقربك إلى الجنه ..؟؟
هل هو ممن يلتمس العذر لإخوانه المسلمين ..؟؟
هل يتلفظ بكلامآ طيب ومبارك ،، أم يتلفظ بكلام بذيئ وفاحش ..؟
كيف هيا مسيرته بالحياة ،، كيف نظر الناس له ....؟؟؟
مثلآ فلنفترض بالمنتدى بحكم اننا بعالم المنتديات كيف هو صديقي هناك
كيف علاقته مع الجميع ..؟؟ كيف هيا مسيرته ؟؟ هل سبق وأوقف ؟؟؟
لماذا ماهي الاسباب ؟؟ هل سبق وتكلم بحق أحد من الناس ُظلمآ
وإفكآ ،، هل هو ممن يظهر بالمنتدى بشكل وبخارجه بشكلآ أخر ...؟
-هل هو ممن إذا رأك أخطأت وعصيت ربك ،، ناصحك ؟؟؟
هل هو عندما يراك تغتاب وتنشر فتنه بين اصحابك يأتي لكي يناصحك
ويذكرك بالله ؟؟ هل يذكرك بالجنه والنار ..؟؟
هل يدعو لك فيما بينكم بالخير بعيدآ عن مجاملات المنتدى ..؟
لســانه هو عنوانه ،، عندما يرى كلامآ لايعجبه كيف يتصرف ..؟
هل إستيقظنا من سباتنا أم ليس بـــــــــــــــعد ...........!
اللهم لا إله إلا انت ،، أنت الغني ونحن الفقراء إليك ...
اللهم أرزقنا الصالح من الاصحاب ،، والطيب من الاحباب
اللهم إهدي إخوة لي قد أخطأوا في اختيار بعض اصحابهم ،، اللهم
فأنر قلوبهم بالايمان ،، ووفقهم لمعرفة صديق الخير من السوء..
لقد أخذهم الجهل والشيطان ، فلم يعرفوا متى يُترك صديق السوء
ظنوا بأنه لِزامآ عليه أن يخطأ عليهم كي يتركوه وهذا منافيآ لما قاله
الله في الايات الحكيمات والرسول الكريم فيما ذكرناه آنفا ..
اللهم أحيينا ع الاسلام ،، وأمتنا ع الاسلام ،، واحسن خاتمتنا وأحسن
وقوفنا بين يديك ،، وامتنا وأنت راضآ عنا يارب العباد ..
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين
والحمد لله رب العالمين ...
الجنان غايتي @algnan_ghayty
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
صدى ألأأهــــآأت
•
مشكوره
الصفحة الأخيرة