وقفة مع نهاااااااااااااااااااية العاااااااااااااااام

ملتقى الإيمان








رحل العام ، ورحل فيه آخرون ، رحل رجل كان يبني المجد ، وآخر يبحث في هوى النفس ، وكلاهما رحل ، رحل رجل بنى بعروسه ولم يدخل بها ، وآخر بدأ في بناء بيته ولم يسكنه ، وثالث ينتظر وظيفته أو تخرجه ، ورابع ، وخامس رحلوا وهم غارقون في الأمنيات ، لاهون في معترك الحياة ، كانوا يأملون أن الحياة أفسخ من أحلامهم ، وأكبر من أمنياتهم ، ونسوا أنها أضيق على قوم من ثقب أبره ، وأنها مليئة بكثير من المفاجآت ،


رحلوا ولا زالت أيديهم لم تمتلئ من الدنيا بعد . لكنهم رحلوا ، رحل من هؤلاء من سطّر كلمته وكتب اسمه بحروف من ذهب ، وأشهد التاريخ أنه مر في ذاكرة الأيام وهذه آثاره ، ورحل آخرون دون أن يعرفهم أحد ، ولدوا صغاراً ، وعاشوا صغاراً ، ورحلوا حين رحلوا وهم صغاراً وثمة سؤال يبعثه الوداع : كم هم الذين أهيل عليهم التراب من أهلينا ؟ أما سآلت الأيام كم حفظت لهم الأرض من آثار ؟ وكم حفظت لهم المجالس من أقوال ؟ ثم ما ذا ؟ هاهم هناك في بيوت أخرى ، معالم مختلفة ، ومآثر قديمة ، لم يبق من آثارهم إلا ذكراً فقط ، ولم تبق من معالمهم إلا أجراًُ أو وزراً . وهكذا هي الأيام !

إننا نقدم على الله تعالى فإذا بنا بين طيات أعمالنا ، ولا تتصوّر حال أولئك المذنبين حين يصوّر الله تعالى حالهم ، قال تعالى " يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضراً ، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ، ويحذركم الله نفسه "

الأعوام تتصرّم ، والأيام تتوالى ، والأقدار مجهولة ، ولا ندري متى نقدم على الله تعالى ؟ فما أحرانا بوقفة صادقة نستجلي فيها حياتنا ، ووقفاتنا ، وأعمالنا . وقفة نتأمّل فيها دقائق أعمالنا وصغائر أخطائنا .

لو استعرض الواحد منا حديثه ، وما يبثه لسانه ، وحاسب نفسه عليه لأدرك أن القضية خطيرة جداً ، وأن الإنسان إن لم يتنبّه للخطر اليوم فقد يغرق غداً ، كيف لا . والله تعالى يقول " مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "فأي شيء تكلمت به منذ خلقك الله تعالى إلى يوم القيامة محفوظ في صحائف الملائكة التي أخبر الله تعالى عنها بقوله : " وإن عليكم لحافظين ، كراماً كاتبين " وإذا كان اللسان يراقب هذه المراقبة فما بالك بسائر جوارحك ؟!


اعلموا أيها الأحبة ... أن بانقضاء العام انقضاء للأعمار ... قال أحد السلف ..(( كيف يفرح في هذه الدنيا .. من يومه يهدم
شهره ، وشهره يدم سنته ، وسنته تهدم عمره ..... كيف يفرح من عمره يقوده إلى أجله ، وحياته تقوده إلى مماته ...)) فكم ودعنا في هذا العام إخوانا لنا وأقارب .. كم ودعنا من عالم وإمام .. وسرى بهم البلى ، ونحن في الطريق سائرون
وعلى الدرب ماضون ، وعلى ما قدموا إليه قادمون ... فلنختم أخي عامنا هذا بالتوبة النصوح ، فلا ندري لعلنا نكون من أموات هذا العام ؟؟؟؟



منقوووووووول



6
395

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نور نور الدنيا
أسأل الله سبحانه وتعالى ان يتجاوز عنا وان يغفر لنا
ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات
وان يجعل خير اعمالنا خواتمها أنه سميع مجيب

الله لا يحرمك من الأجر على كل حرف في موضوعك الكريم
رائع جداً ما سطره قلمك الذهبي
دمتِ لنا مبدعة
زهورفواحة 2009
زهورفواحة 2009
زهرة النرجس 99

نور نور الدنيا
حكايه صبر
حكايه صبر
جزاك الله خير على الطرح القيم
وغفر الله لك ولوالديك ورزقك الله الفردوس الاعلى
زهورفواحة 2009
زهورفواحة 2009
حكاية صبر
الله يجزاك خير على المشاركة
التي اسعدتني بارك الله فيك