الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)
سورة الطلاق ٣
كان صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته يقول: (بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله) يقال له- لمن قال هذه العبارة –(هديت، وكفيت، ووقيت).. (هديت، ووقيت) وقيت من كل شر، (وكفيت) كفيت كل عدو.
التوكل على الله عز وجل عمل جليل لا يستغني عنه العبد في سائر أحواله
والتوكل على الله عمل قلبي لا يطلع عليه إلا الله عز وجل .. وكثيرا ما نجد شخص يقول أنا متوكل على الله .. ولكنه مهموم ومغموم لذلك الأمر الذي هو متوكل على الله فيه .. هو ليس كلاما يقال بل هو عمل جليل جدا يقوم به القلب من تسليم وتفويض الأمر لله عز وجل وحده بعد أخذ الأسباب التي قد يجعله يتحقق ..
ومن جملة التوكل على الله أيضا أن يحسن الظن بالله عز وجل في تحقيق الأمر والدعاء له واليقين الجازم بأن الأمر كله لله ..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم على ناقةٍ له فقال يا رسول الله أدعها وأتوكل. فقال صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكل» (رواه الترمذي).
والتوكل على الله هو سعادة في القلب بأن هناك من تعتمد عليه في أمر حياتك فالله عز وجل أقرب إلينا من كل قريب في هذه الحياة وهو أحق من نعتمد ونتوكل عليه ..
أخيرا ... قصة موقف عظيم في حسن التوكل على الله :
أحمد بن طولون أحد ولاة مصر: كان من أشد الظلمة حتى قيل: إنه قتل ثمانية عشر ألف إنسان صبراً - أي يقطع عنه الطعام والشراب حتى يموت - وهذا أشد أنواع القتل، فذهب أبو الحسن الزاهد امتثالاً لقوله عليه الصلاة والسلام: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" فدخل عليه وأخذ ينصحه في الله وقال له: إنك ظلمت الرعية وفعلت كذا وكذا وخوفه بالله فغضب ابن طولون غضباً شديداً - وأمر بأسد يجوّع ثم يطلق على أبى الحسن.
لكن نفس أبى الحسن الممتلئة بالإيمان والثقة بالله جعلت موقفه عجيباً عندما أطلقوا الأسد عليه جعل يزأر ويتقدم ويتأخر وأبو الحسن جالس لا يتحرك ولا يبالى والناس ينظرون إلى الموقف بين باك وخائف ومشفق على هذا العالم الورعِ.. ولكن ما الذي حدث؟
تقدم الأسد وتأخر وزأر ثم سكت ثم طأطأ رأسه فاقترب من أبى الحسن فشمّه.. ثم انصرف عنه هادئاً ولم يمسسه بسوء.. وهنا تعجب الناس وكبّروا وهللوا.
ولكن في القصة ما هو أعجب: لما يئس ابن طولون وأخذته الدهشة استدعى أبا الحسن وقال له: فيما كنت تفكر والأسد عندك وأنت لا تلتفت إليه؟
قال: كنت أفكر في لعاب الأسد إن مسنى أهو طاهر أم نجس؟
قال: ألم تخف من الأسد؟ قال: لا. إن الله قد كفاني ذلك.
6
242
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله كل خير