تنفرد الطفلة وهيبة تومي من سطيف بكونها فارسة القرآن الوحيدة التي كرمها رئيسا دولتين، لاستلام أغلى جائزة لحفظة القرآن الكريم. وهي الدرجة التي لم يبلغها افضل الفرسان على المستوى الوطني والدولي.
ابنة بئر حدادة بجنوب سطيف التي تجاوزت حاليا الـخامسة عشر، حفظت القرآن الكريم لما كانت في الحادية عشر من عمرها. وتعدُّ ظاهرة في الحفظ مع إتقان كبير لأحكام الترتيل، وإحاطة واسعة بالأحاديث النبوية، أبهرت كل من تابعها في مختلف المسابقات، وهي من الصنف الذي يحفظ من القراءة الأولى.
قصتها مع حفظ القرآن ألفها والدُها المعروف كمعلم للقرآن بالمنطقة والذي كان يصطحبها معه إلى المدرسة القرآنية التي يعمل بها. ومن المسجد انطلقت مسيرتُها مع اللوح والقلم على طريقة الكتاتيب الجزائرية، فكانت تواظب على أداء صلاة الصبح في وقتها ثم تتفرغ للحفظ إلى غاية الساعة التاسعة صباحا وعند العودة من المدرسة تراجع ما حفظت، الى أن تمكنت من ولوج عالم الحفظة القرآن، ونافست الصغار منهم والكبار.
وحسب الوالد كمال تومي، فإن وهيبة اعتادت على الاحتكاك يوميا بكتاب الله فلم تكن تلعب مع أترابها إلا نادرا ومعظم وقتها تقضيه مع القرآن، فلا تجد راحتها إلا في الارتماء بين دفتي المصحف الشريف، الذي لم تكتف بحفظه فقط بل كانت تتدبر معانيه وتستنجد أحيانا بتفسير القرطبي وغيره من المفسرين لفهم معاني الآيات. ورغم صغر سنها تمكنت من تحصيل ثروة لغوية أبهرت من خلالها المعلمين فكانت متفوقة في دراستها وبارعة في قواعد اللغة والإعراب.
هي الآن تواظب على المراجعة دوريا ولها القدرة على مراجعة 15 حزباً في اليوم، وأصبحت تصحّح الآيات والكلمات لوالدها إذا أخطأ في قراءتها. والجدير بالذكر أنها تفرِّق بين رواية حفص وورش وتعلمت أحكام الترتيل وتحفظ عددا هائلا من الأحاديث والأناشيد الإسلامية.
وبعد سيطرتها على المسابقات المحلية والوطنية والتي توِّجت بتكريم من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2009. دخلت العالمية السنة الماضية عندما كان الموعد مع المسابقة العالمية لحفظ القرآن بمصر برعاية الرئيس محمد مرسي، حيث احتلت المرتبة الأولى في الفرع الخاص بحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده وتمكنت من التفوُّق على متنافسين يمثلون 60 دولة عبر العالم، لتبقى ابنة سطيف وهيبة أميرة الفرسان، ونجمة قرآنية تسطع في كل مكان.