أعجب كثيراً من اهتمام الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان فيها بوضع المرأة في بلادنا، وكأن
هذه "المرأة" تعيش في سجن كبير يحرسه جلادون غلاظ شداد ليس لهم هم إلا إذلالها وإهانتها بكل أنواع
الذل والإهانة..
وكأن المرأة في بلادنا - أيضاً - تنتظر كلمة الخلاص والفرج من هذه "الأمم" حتى تنعم بالحرية التي
فقدتها طويلا حسب زعم تلك الأمم!!
وأعجب - أيضاً - من هذه "الأمم" ذات القلب الرقيق والرحمة المتدفقة كيف اكتشفت بسهولة بالغة حجم
المأساة التي تعيشها المرأة في بلادنا ولم تستطع معرفة حجم المآسي التي تعيشها المرأة في فلسطين
والعراق!!
كنت أتمنى من الأمم المتحدة أن تتحدث عن المرأة الفلسطينية التي تموت جوعاً وعطشاً بسبب الحصار
الظالم من الصهاينة والذي استمر لثمانية أشهر وقبله لأكثر من سنة حتى لم تعد المرأة الفلسطينية ولا
الطفلة الفلسطينية تجد أدنى مقومات العيش لا الكريم ولا غيره.. الطفلة الفلسطينية كانت تموت لأنها لم
تجد طعاماً ولا دواء ولم نر هذه الأمم رفعت صوتاً حقيقياً باستنكار ما حدث.. أين كانت عيونها؟
المنظمة الأممية لم تتحدث عن النساء الفلسطينيات السجينات في السجون الصهيونية ظلما ودون أي
تحقيق، وهن بعيدات عن أطفالهن وأزواجهن، ليت هذه "الأمم" تفتح عيونها وتحدثنا عن هذه المآسي
المستمرة!!
أما المرأة العراقية فلها حديث مأساوي لا يكاد ينتهي.. كان ولا يزال ولا نعلم متى ينتهي..
ربما هذه "الأمم" لا ترى حجم مأساة المرأة العراقية التي تنقلها شاشات التلفزة كل يوم!
وربما أن هذه الأمم لا تدري أن القتلى في العراق تجاوزوا المليون جزء كبير منهم من النساء والفتيات،
ولعل هذا هو سبب صمتهم الرهيب!
لن أقول إن سبب العمى الذي أصابهم هو أن تلك المصائب سببها أمريكا وإسرائيل وهم لا يحبون إزعاج
السادة الأقوياء، وسأفترض فيهم - حماقة - حسن النية والبحث عن الحقيقة، ومحاولة الإصلاح بحكم
تخصصهم في إسعاد الأمم كلها، وسأحاورهم من هذا المنطلق..
كان من المفروض أن يعرف أولئك القوم أن لكل أمة خصوصيتها الدينية، وأن هذه الخصوصية لها
اعتبارها في كل القوانين الأرضية فضلاً عن القوانين السماوية، فالإسلام له تشريعاته التي ينطلق منها
سواء في تعامله مع المرأة أو الرجل، كما أن الإسلام لا ينكر على الآخرين خصوصياتهم؛ فاليهود لهم
خصوصية في عباداتهم وتعاملاتهم التي تسري على الرجل والمرأة، وكذلك النصارى والبوذيون
وغيرهم، وهذه الخصوصيات لها اعتبارها في كل القوانين ولم نسمع أن دولة أو منظمة اعترضت على
التشريعات اليهودية، بل إن كل الدول وبتعليمات أممية جرّمت الحديث عن "السامية" بما تكرهه بل
وجرمت - بعضها - الحديث عن المحرقة المبالغ فيها حتى ولو كان حديثاً تاريخياً علمياً موثقاً..
لو أن معد هذا التقرير التفت - بنزاهة - إلى خصوصية الإسلام الذي تطبقه بلادنا لكان أكثر إنصافاً
ولربما قال كلاماً يمكن أن يكون مقبولاً، وبما أنه لم يفعل ذلك فسأفعله نيابة عنه!!
قيادة المرأة للسيارة التي صدّعوا رؤوسنا في الحديث عنها - داخلياً وخارجياً - وكأنها المنقذ الوحيد للمرأة
من كل مشاكلها، أقول هذه القضية لم يقل أحد إنها من المحرمات، ووزير خارجيتنا أوضح أنها عادة
اجتماعية يحددها المجتمع، والمجتمع منقسم حولها ولا بد لها أن ترسو على شيء واضح يتفق عليه
الأغلبية في وقت أعتقد أنه سيكون قريباً..
أما حرية المرأة في الزواج والطلاق فلا أعرف أحداً يقول بغير ذلك، وأعرف أن النظام في بلادنا يجبر
العاقد على معرفة رأي المخطوبة مباشرة في موافقتها على خاطبها.. أما الطلاق فأعرف أيضاً أن من حق
أي امرأة أن تخلع زوجها بالشروط الشرعية متى ما كرهت الاستمرار معه، والقضاة يعرفون ذلك
ويعملون به..
أعرف أن هناك تجاوزات لما ذكرته سواء أكانت هذه التجاوزات من بعض الآباء أم من القضاة الذين
يتأخر بعضهم في إنهاء إجراءات الخلع بسبب حرصهم على إصلاح ذات البين.. ولكن هذه التجاوزات لا
تعني مطلقاً أن المرأة في بلادنا مظلومة في زواجها وفي طلاقها أيضاً.
ثم من أين عرف أولئك "الأمميون" أن المرأة لا تختار تعليمها وعملها؟ في بلادنا عشرات الآلاف من
الطالبات في كل جامعات المملكة، وفي بلادنا نساء متخصصات في علوم متنوعة ويعملن بحسب
تخصصاتهن، وقد لا أكون مخطئاً إذا قلت إن عدد الطالبات في الجامعات قد يفوق عدد الطلاب.
أما قضية البطالة فهي ليست محصورة في النساء فهناك آلاف الرجال الذين لا يجدون عملاً، فالمشكلة هنا
يعاني منها الرجل والمرأة على حد سواء، ونتمنى أن يجد الجميع الأعمال التي تناسبهم..
أما زواج المثليين فهي القضية التي حرت فيها فهل هذه قضية بالحجم الذي يجعل الأمم المتحدة تتحدث
عنها؟ وهل السعودية وحدها هي التي تمنع مثل هذا الزواج؟ وهل هذا زواج أصلاً؟
هل يجهل هؤلاء أن كل أمم الأرض تمنع هذا الزواج - إلا قلة شاذة شذوذ الزواج؟ البابا أصدر بياناً
بتحريمه.. الحاخامات فعلوا الشيء نفسه.. الكنائس وافقتهم على هذا التحريم.. الأديان السماوية كلها
تحرمه.. إذن لماذا الإنكار على السعودية وكأنها منعت حقاً لا يمكن السكوت عليه؟
المسألة إذن ليست ذات نوايا حسنة وإنما هدفها إفساد الأديان وإفساد النساء وإفساد الرجال وأخيراً إفساد
المجتمعات..
لا أستبعد العامل السياسي في هذا التقرير وهو أن هذه الأمم تنظر للمسلمين جميعاً أنهم مثل الكلأ المباح
وأن إلغاء خصوصياتهم الدينية أول الطريق لاستباحتهم في كل شيء..
وأخيراً أقول لكل المتباكين على المرأة في بلادنا سواء أكانوا من خارج بلادنا أو من داخلها دعوا المرأة
وشأنها فهي أقدر منكم على معرفة احتياجاتها، وهي أقدر منكم على التعبير عنها..
وأقول لهؤلاء أيضاً.. لهذا البلد دين لا ينبغي القفز عليه، أما ما كان خارج هذا الدين من عادات أو تقاليد
فهذا هو ما يجوز النقاش فيه والبحث عن الأفضل..
للمرأة في بلادنا قضايا ينبغي الحديث عنها، وللرجل في بلادنا قضايا مثلها تستحق الاهتمام، شأنه شأن
المرأة، والإنصاف في الحديث معه أو معها هو الذي يوصلنا إلى الحلول التي نتمناها..
مماراق لي
أنا هي @ana_hy_3
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ريهام 1
•
مشكوره اختي وسكوتهم عن قضية المرأه في العراق وفلسطين وافغانستان وغيرها من الديار الاسلاميه المنكوبه اكبر دليل على كذبهم وخداعهم
لمحة شجن
•
ليش مستغريبن دايما يقولوا زي كدا خلاص ماتفرق معانا
اهم شئ متمسكين بديننا
الكلاب تنبح والقافله تسير
اهم شئ متمسكين بديننا
الكلاب تنبح والقافله تسير
الصفحة الأخيرة