لكي تفهم هذا المقال تحتاج إلى خيال واسع جداً ، لأنه موضوع صعب جداً
ويمكن أول مره تسمع به ، قبل أن تحكم عليه أنه كلام أحدى المجنونات أصبر وركز وأقرأه حتى النهاية ، يمكن أن يغير حياتك إلى الأفضل .
هدف الإنسان : هو السعادة في الدنيا والآخرة ( وذلك بدخول الجنة ).
ولكن في خضم التصارع على فتات الدنيا ينسى الإنسان هدفه ، وما خلق من أجله ، والأرجح أنه لا ينساه بسبب الدنيا ولكن بسبب عدم وجود تصور واضح للآخرة ، في السطور التالية أحاول بطريقة مستحدثة أن أوضح معنى الخلود وأقربه إلى الأذهان .
الخلود وما أدراك ما الخلود ، نعبر عنه بلا نهاية ، هل هو ألف سنه ، لا أكثر بكثير ، هل هو مليون سنه ، لا أكثر بكثير جداً ، أذن لنقل مليار أو لنقل ................................ ، لا أكثر بكثير جداً .
طيب لأقرب الفكرة لنقل أن الخلود هو أكثر بكثير جداً من مجموع أعمار البشر الذين عاشوا في الدنيا من أول نبي الله آدم عليه السلام حتى قيام الساعة .
ولأقرب مفهوم الخلود أكثر تعالوا مع بعض نعيش الحلم التالي ، مجرد حلم يقضه :
الآن إذا قيل لك أنك ستعطى مجموع أعمار كل من عاشوا على الأرض من أول آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ، بطبيعة الحال لو قمنا بعدهم لعجزنا عن ذلك ، على الأرض الآن أكثر من سبعة مليارات إنسان ، قبل مئة سنه لم يكن أحد منا موجود وبعد مئة سنه لن يكون أحد منا موجود ، يمكنك الآن أن تبدأ بالعد .
يعني أن تعيش حياة أول إنسان ولنقل كانت مدة حياته 70 سنه ،70 سنه هنا هي مدة زمنية وليس أن تعيش حياة ذلك الإنسان كما هي في حقيقتها ، تحدد في بدايتها من تكون ، وأبن من وكل فرد في أسرتك ، وتعيشها بكل سعادة ، لا تخاف من المرض أو من الفقر أو الموت أو القتل أو القهر أو الاكتئاب أو التعب أو الحقد أو الحسد ....، أكتب ما تشاء، حياة مثالية ، قلما توجد على الأرض ، لكنها على الأرض .
تتوفر لك كل الأطعمة بمختلف ألوانها وأشكالها وأنواعها ، وكل الخيول ولك أنواع السيارات وكل البيوت و القصور وكل الأثاث وكل المجوهرات ، نهر بأكمله لا مانع ، أو ملعب أو بحر أو مدينه أو غابة لا مانع ، حتى ولو الأرض كلها وتكون أنت ملكها وأميرها وإمبراطور عليها ، آه ما أجمل السلطة ما أجمل المال ، ما أجمل الطعام ، ما أجمل الطبيعة ، ما أجمل الجمال .
كل هذا في 70 سنة ، وعندما تنتهي ، تبدأ حياة الرجل الثاني لنفرض أنها 80 سنه ، أو حتى 100 أو 1000 سنه ، تحدد في بدايتها أسمك و أبن من و أسرتك و أموالك وأملاكك وفي أي عصر وفي أي سنة ومدى التقدم التكنولوجي والصناعي ، ما هو شكل بيتك أو قصرك كم مصنع لديك وكم ........ ألخ .
وبعد 1000 سنه ، عندما تمل من هذه الحياة ، تنتقل إلى الرجل الثالث ، ولم لا يكون أنت في حياتك الواقعية ، الآن في هذه الساعة ، أنت تتمنى أن تعمل مهندساً بدل عملك الحالي ، أنت تتمنى أن تمتلك القصر الفلاني على البحر ، أنت تتمنى أن تمتلك السيارة الفلانية ، والملعب وغير ذلك ، بالطبع لا تفكر في مسؤولياتك ولا واجباتك وكأنك في أجازة مفتوحة لعشرات السنين ، لا تفكر في الأولاد ودراستهم ولا في الزوجة وطلباتها ، ولا في العمل ومشاكله ، ببساطه لأنك تعيش في عالم من تصميمك وصنعك أنت ، عالم في مخيلتك أنت فقط .
ترى هل بدأت حياة البشر على الأرض بنزول آدم عليه السلام قبل مئة ألف سنة ، أكثر أو أقل الله وأعلم ، متى سيكون يوم القيامة وتنتهي حياة البشر على الأرض ، الله وأعلم .
إذا فكرت في عدد السنين التي ستعيشها بعمق ، ستلاحظ أنها أرقام خيالية فلكية .
ترى على فرضية صحة ما سبق ، ولو فرضنا أن أنسانا خلد من زمن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة فكم حياة يمكنه أن يعيش ، شغل عقلك قليلا لتفهم معي التالي :
لو فرضنا أن حياة البشر على الأرض من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة هي عشرة ملايين سنه – والله أعلم بذلك – ولو فرضنا أن حياة الإنسان هي 100 سنه ، بقسمة 10000000 سنه على 100 سنة نحصل على 100000 حياة شخص .
يعني أنك ستعيش مئة ألف حياة لكي تكون مخلد من لدن آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ( طبعاَ كل هذا مجرد فرضيات) .
عدد البشر الذين يعيشون الآن على الأرض سبعة مليارات.
الآن ما دمنا نبني كل شيء على الفرضيات ، وباعتبار صحة كل ما سبق ، لو فرضنا أن لديك سبعة مليارات حياة ، كل حياة منها تساوي 100 سنة ،
كم حياة خالدة من أول آدم عليه السلام حتى قيام الساعة تستطيع أن تشتري بها : -
الإجابة : نقسم سبعة مليارات ( 7000000000 ) سبعة أمامها تسعة أصفار ، نقسمها على مائة ألف سنه ( 100000) ، نحصل على 70000 حياه خالدة .
نتيجة مذهله ، يعني أنك تستطيع أن تعيش سبعين ألف حياة خالدة من أول آدم عليه السلام إلى قيام الساعة ، في كل حياة من السبعين ألف هذه ، مائة ألف حياه عادية ، يعني 100 سنة.
أننا نتكلم عن أرقام فلكية خيالية لا عهد لنا بها ، وهذا كله في سبعة مليارات إنسان الذي يعيشون الآن على الأرض .
الخلاصة : وعلى اعتبار أن البشر عاشوا على الأرض عشرة ملاين سنة ، نحن فقط أخذنا 100 سنة الحالية فقط ، يعني نأخذ 7 مليار إنسان يعيشون حاليا ً .
سبعة مليارات حياة = سبعين ألف حياة خالد دنيوية .
سبعة مليارات هذه هي عدد البشر الذين يعيشون الآن على الأرض خلال مائة سنه الحالية .
ما بالك في الذين سبقونا والذين سيأتون بعدنا .
آه آه آه ، ثم آه كم نحن مخدوعون في الصفر الذي نعيشه ، وكأننا طفل صغير عمره سنتان، خير بين أن يعطي دولار واحد ليشترى به بعض الحلويات ، وبين أن يصبر ساعة واحدة ويعطى الدنيا بأجمعها ، واختار الحلويات لجهله ، ولو صبر لكان في ذلك خير .
وكأننا إنسان عطشان خير بين أن يعطى كأس ماء مالح ، وبين أن يصبر ساعة واحدة ويعطى أنهاراً وبحاراً ومحيطات كلها ماء عذب زلال إذا شرب منا كأساً لم يظمأ بعدها أبدا ،لكنه بغبائه وحمقه اختار الكأس المالح فما زاده إلا عطشاً ، لو صبر ساعة لكان في ذلك خير .
والآن بعد كل هذا وكل هذه الحياة الطويلة والطويلة جداً جداَ جداً ، قيل لك أن تتخلى عن الجنة مقابل هذا العرض، نعم تتخلى عن الجنة ، هل ستوافق ، أجب هل ستوافق ، بالطبع لن توافق ، ومن ذا الذي يتخلى عن الجنة ، ،،،
وأقول لكن للأسف الشديد هناك من يتخلى عن الجنة ويفضل العرض الذي قدم له ، يا ليت بقي الأمر على هذا بل أنه يعيش حياته فقط ، حياه واحده فقط ، من هو ، أنه كل واحد منا إلا من رحم ربي ، وقليل هم .
لو تأملنا قليلاً لوجدنا أن الحياة التي نعيشها 60-70 سنه ، ما هي إلا صفر مقابل الخلود في الآخرة .
بعد كل هذا أود أن أضع بعض الملاحظات:
1) الهدف من كتابة هذا المقال هو تقريب معنى الخلود .
2) قد يقول البعض أن هذه الفكرة الخيالية شبيه بتناسخ الأرواح في الديانة البوذية ، أقول نعم أنها شبيه لكن لتقريب الفكرة فقط ، فكرة الخلود وليس في الإيمان بتناسخ الأرواح.
في النهاية أرجو من الأخوة قراءة الموضوع والتعليق عليه ،،،،
hamsiyat@hotmail.com
همس الوله @hms_alolh
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يسلموووووووووووووو