$el.classList.remove('shaking'), 820))"
x-transition:enter="ease-out duration-300"
x-transition:enter-start="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-transition:enter-end="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave="ease-in duration-200"
x-transition:leave-start="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave-end="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-bind:class="modalWidth"
class="inline-block w-full align-bottom bg-white dark:bg-neutral-900 rounded-lg text-right overflow-hidden shadow-xl transform transition-all sm:my-8 sm:align-middle sm:w-full"
id="modal-container"
>
يقوم الرضع خلال احتكاكهم الاجتماعي باستخدام خمسة من ضروب السلوك المؤشرة والموجهة هي : الصراخ والتحديق والابتسام والمناغاة والتقليد ويتخذ كل سلوك نسقه الطبيعي الخاص ويتأثر بالتجربة متحولاً عن الأشياء والناس إلى أناس معينين 0
الصراخ :
يمثل الصراخ أول أثر يلقيه الرضيع في محيطه ويبقى خلال الأشهر الأولى السبيل الرئيس الذي يشير إلى حاجات الرضيع ويختلف الصراخ عن ضروب السلوك الاجتماعي الأخرى مثل التحديث والابتسام والمناغاة والتقليد في أنه محزن ويقوم به الفرد نفسه خلافاً للأنماط الأخرى فهي مفرحة ويشارك فيها الأهل الرضيع مع ذلك فإن الصراخ يجر الوالدين إلى سرير الرضيع ويدفعهما للاهتمام به مما يدفع الأخير إلى التوقف عن الصراخ 0
يبكي الصغار في بواكير حياتهم بسبب الجوع أو الألم وثمة أدلة عملية تدل على قدرة كل من الجوع والألم على توليد أنواع مختلفة من الصراخ : فيرتبط الصراخ المتناغم الذي ينشأ تدريجياً بالجوع كما ينجم الصراخ الحاد المتنافر عن الألم ولا يمكن معرفة مشاعر الطفل المرتبطة بصراخه وما معرفة الأمهات السبب الذي يدفع رضيعهن للصراخ سوى تعميم متعجل لما يعرفنه من حال أطفالهن 0
يبدأ الأطفال خلال السنة الأولى بالصراخ لفترات قصيرة مستخدمين الصراخ كواسطة للاتصال بالآخرين 0 يروي بل واينزوورث أن أولاد ما دون الشهر الثالث عندما يكونون وحدهم يصرخون أكثر مما لو كانت أمهاتهم على مرأى منهم أما بين الشهرين التاسع والثاني عشر فيزيد صراخهم عندما يرون الأم ولا يستطيعون لمسها أكثر مما لو حملوا أو كانوا وحدهم 0 وهكذا تنقلب وظيفة الصراخ في السنة الأولى نمطاً أو أسلوباً للاتصال وقد لاحظ الباحثان أن صراخ الطفل في نهاية السنة الأولى ينخفض إلى نصف كمه في الشهر الثالث الأمر الذي يؤكد تحول الصراخ إلى الوظيفة الاجتماعية 0
التحديق:
يعد التحديق أول سلوك يستخدمه الرضيع لتوجيه ذاته في العالم ولتلقي المعلومات عنه 0 وتؤكد إحدى وجهات النظر أن الطفل يدرك العالم كتشويش مبهم طنان 0 غير أن الأدلة العلمية الأخيرة تشير إلى ولادة الرضيع مجهزاً بعدد من القدرات البصرية المتطورة إذ يستطيع حديثو الولادة التركيز في الشيء وملاحقته بأعينهم كما يستطيعون تمييز فروق الأشياء في الحجم والشكل وتفضيل المركب على البسيط والجديد على المألوف 0 تساعد تلك الخواص الادراكية الرضيع على التوجه نحو الناس والعالم ويفضل الرضع بدءاً من الشهر الرابع التطلع إلى الوجوه بدل الأشياء ووجه الأم على سائر الوجوه 0
وتبرز علاقات ادراكية جديدة حالما يبدأ الرضيع التحديق المحدد في وجه الراشد وعينه على الخصوص فاحتكاك العين بالعين خبرة تنقل العلاقة إلى طور جديد وتجعل الراشد يحس وللوهلة الأولى أنه إنما يتعامل مع كائن بشري وليس مع شيء أو حيوان فما أن تبادل الأم رضيعها التحديق حتى تشتد مشاعرها وتتقوى عواطفها وتسخن علاقتها مع طفلها أو عنايتها به 0 يعطي التحديق الطفل فرصة لممارسة سيطرته على الآخر إضافة إلى تقويته للروابط الاجتماعية بينه وبين الراشد ويستطيع الطفل شأن الراشد أن يمارس التحديق بصيغ مختلفة تشجع العلاقة الاجتماعية أو تحبطها 0
الابتسام :
الابتسام : ينمو الابتسام وفق ثلاث مراحل متميزة هي : الارتكاسية والعشوائية والاجتماعية 0 يبتسم الرضع منذ الولادة استجابة لمختلف الحالات الداخلية ويمكن جر البسمة منذ الشهر الأول بإثارة الرضيع بالصوت المرتفع وخاصة صوت الأنثى ( ولف 1963 ) 0 إلا أن ذاك النوع من الابتسام يبقى رجراجاً عديم الصيغة وتعوزه الحرارة الملازمة للفعل الاجتماعي 0
وتتغير ابتسامة الرضيع حوالي الأسبوع الرابع بصورة جذرية فتتسع ابتسامته وتستمر لفترة طويلة وتشكل التعابير الوجهية التي تضيء العين 0 ولا تنطلق الابتسامة في هذه السن استجابة للأصوات الشديدة وحالات الشعور العميقة للرضيع بل إنها تنطلق استجابة للأشياء الحية وللوجوه المتحركة المرافقة للصوت البشري 0
تظهر الابتسامة الاجتماعية ذات التعبير الدافئ في ذات الوقت الذي يبدأ فيه الرضيع تمييز الوجوه البشرية التي يتطلع إليها ويتبادل الطفل هنا التحديق مع الراشد بدل التحديق بالأشياء وخلافاً لاعتقاد غالبية الأمهات بأن رضيعهن يفهمهن الآن تبقى الابتسامة الاجتماعية المبكرة عشوائية لا انتقائية إذ أن الرضيع يبتسم لوالدته وللآخرين من أعضاء الأسرة على السواء ولا يميز الأطفال الوجوه ولا يطلقون ابتساماتهم الاجتماعية المنتقاة حقاً إلا عند الشهر الخامس أو السادس تقريباً 0 إذ يبدأ الطفل في هذه السن بالابتسام للوجه المألوف بدل الوجه الغريب بل أنه يبدأ ينفر من الغريب ويحذره 0
المناغاة :
يبكي الطفل ويتأوه أو يلغو خلال أسابيعه بسبب إحساسه بالألم أو باللذة ويتغير الصوت الذي يطلقه الرضيع في بداية الشهرين الرابع أو السادس إلى شيء من الغرغرة لدى سماع الأصوات أو مرأى الوجوه المتحركة 0 وكما هو الشأن في نمو الابتسامة الاجتماعية فإن صوت ابن الشهر الأول يشير إلى الاهتمام الاجتماعي ويجر اهتمام الآخر وعطفه ، مما يوسع إطار الابتسامة لتغدو استجابة مبدئية للمبصر ويميل صوت الأنثى الراشدة لاستثارة صوت الرضيع الأمر الذي يدل على نمو قدرة ابن الشهر الأول على التعرف على بعض خصائص صوت بضرب من التقليد الذاتي الذي ينقلب بعد تميزه إلى المناغاة 0
وتتطور المناغاة عبر عدد من المراحل التي تشق الطريق للنمو اللغوي فتشمل الغرغرة حوالي الشهر الثالث أو الرابع مقاطع صوتية صافية ومتميزة وفي بداية الشهر السادس تزداد الأصوات العفوية التي يطلقها الرضع فيما بينهم وفي الشهر التاسع يكررون ما يسمعونه من أصوات الآخرين 0 تقدم المناغاة بصرف النظر عما تعنيه بالنسبة للنمو اللغوي نمطاً عاماً من التقليد يشير إلى اهتمامات الرضيع الاجتماعية المتوسعة 0
التقليد :
يفوق التقليد كل السبل والوسائل التي يتمكن الأطفال بوساطتها من النمو والتحول إلى راشدين ولسوف نرى في الفصول اللاحقة كيف يساعد تقليد الصغار للكبار في مراحل النمو كلها على اكتساب المهارات الاجتماعية المختلفة 0
يبدأ سلوك التقليد مع بداية المناغاة ويمتد ليشمل تقليد حركة الآخرين ولا يتعامل الأهل في هذه المرحلة مع كائن يبتسم لهم أو يتطلع إليهم بل مع كائن يحادثهم عبر صدى أصواتهم ولا يهم أن يعرف الطفل ما يقول بل يكفي الوالد أن يسمع أنه يخاطب بـ ماما أو بابا حتى يطلق تعابير تحمل في طياتها كل ضروب العطف والسعادة وتغني تجربة الرضيع الاجتماعية 0
يقود ميل الرضع لتقليد ما يرون أو يسمعون إلى العديد من أنماط التفاعل اللعبي مع الوالدين فيجد الأهل أنهم أن رفعوا أذرعهم فوق رؤوسهم وصاحوا (( كبير )) فإن الطفل يرفع يده هو الآخر ويصيح كبير أو بير أو رير 0
فالتقليد تعبير واضح عن الاهتمامات الاجتماعية 0 ولا يمر سلوك التقليد شأن الابتسام عبر مرحلة عشوائية لا انتقائية بل أنه ومنذ البدء يكون تقليداً لأناس مألوفين يختارهم الرضيع بسبب ما ينشأ لديه نحوهم من تعلق متميز وفريد يؤدي إلى ضرب من التفاعل التبادلي الذي يعزز سلوكي التعلق والتقليد 0
العوامل المؤثرة في السلوك :
ليس التحديق والابتسام والمناغاة والتقليد إلا حوادث طبيعية تحدث تلقائياً خلال عملية النمو الأمر الذي دفع بعض الباحثين إلى عدها ظواهر تأثير وتوجيه غريزية تفيد في المحافظة على النوع يعتقد بولبي أن في متناول الناس شأن الحيوانات رصيداً من سلوك فطري يفيد في الإبقاء على حيواتهم في الفترات الأولى من الحياة وفي تعلمهم أساليب الدفاع عن حيواتهم والإبقاء عليها ولسلوك التأثير والتوجيه لدى الرضيع قيمة في الإبقاء على النوع تتأكد عبر جذب انتباه الأهل والراشدين لإطعام الرضيع وإمساكه والعناية به وبصرف النظر عن الجدل حول فطرية سلوك التأثير التوجيهي فإن شموليته لكل أطفال النوع البشري تجعل له مكانة وظيفية هامة في حياة النوع فلقد تبين من دراسات تجريبية متعددة شملت رضعاً بين الشهرين الثاني والسابع أن إطلاق الرضع للأصوات يزداد بتعزيزه بالابتسام والنقر تحت الذقن والربت على البطن لدى غرغرة الوليد أو مناغاته 0 ثم إن الرضيع يزيد من تكرار ابتساماته إن رد على ابتسامته بنظيرتها 0 ولقد وجد يارو ورفاقه أن كمية الإثارة التي تقدمها الأم للطفل تزيد من شدة الاستجابة الاجتماعية للآخر ومن توجهه الهدفي ومن سلوك بلوغ الأشياء وإمساكها 0 تؤكد نتائج ( يارو ) وسواها أن الاستجابة العضوية والعاطفية تشجع الرضيع للمبادرة الاجتماعية وتشدد من ميله لكشف الواقع الاجتماعي من حوله 0
تشير أغلب الأدلة إلى حاجة الطفل للإثارة الاجتماعية لفائدتها في استدعاء استجابته الاجتماعية فقليل من العناية بالطفل أو الابتسام له أو التحدث إليه بلغة ما يفيد في جعل علاقاته مع الآخرين انتقائية تتميز الواحدة منها عن سائر العلاقات الأخرى 0 إلا أن الملاحظات المذكورة تبقى مجرد فرضيات فلسفية يعوزها الدليل التجريبي فالاعتبارات الخلقية الاجتماعية تمنع الباحثين من حرمان الأولاد من الإثارة الاجتماعية لغرض البحث العلمي المتمثل بالتلاعب بالمتغير المستقل أو التجريبي 0 غير أن لدينا الكثير من الأطفال الذين حرمتهم الطبيعة تلك الإثارة أو بعضاً منها وفي التجارب التي أجريت على صغار الحيوان دليل كاف لدعم فرضنا ذاك ( هارلو 1966 ) 0