,
بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل للموضوع ومفهوم المشكل
يمكن تعريف المشكل الاجتماعي بمجموعة من العراقيل و الصعوبات
التي تواجه المجتمع ككل فتخلق نوعا من الضغط و ما يترتب عليه
من اخلال في التوازن و تزعزع في الأركان و ضعف الأسس و انهيار البنيان
و كثيرا ما يتجاذب العامل الإجتماعي بالوضع الإقتصادي
فتتعدد الإشكاليات و تتباين من مجتمع الى آخر
ولكن هناك ظواهر كبرى تسري وتمتد في أغلب المجتمعات العربية
و تنتشر كانتشار النار في الهشيم
فلا بد من الإقرار رغم صعوبة المشاكل لابد من إيجاد الحلول الملائمة
و الدائمة لبناء دعائم ثابتة للمجتمع السليم
و ليكون البنيان صحيح لا بد من اقترانه بمنهج الشرع و بروح الدين
الاسلامي و تحت ضوابط و قوانين مدروسة و ملموسة ليستتب النظام
و يسود الاستقرار
من ضمن المشاكل التي تلوح على رأس القائمة البطالة ,,الأمية ,,الطلاق
,,العنوسة و هي ما سأتناوله بالدرس و التحليل و التمحيص
لعلنا نجد التشخيص المناسب لنوفر العلاج المناسب و نرأب هذا الصدع
شبح العنوسة ومعاناةالعانس
العانس كمصطلح يعني التي يطول مكوثها عند أهلها بعد ادراكها
سن الزواج فتظل تقبع في محطة الانتظارو ينظر لها النظرة الدونية
و كأنها مدانة و كأنه ذنبها أن نصيبها لم يأت بعد و الفارس لم يحل
ركبه و سريعا ما تتجه لها أصابع الاتهام و يشار إليها بالبنان
و تصير كعنصر غبر مرغوب و فرد غير محبوب و تحمل خطأً لم ترتكبه
و جريرة لم تقترفها
فالمسكينة لا يكفيها الجوع العاطفي و الفراغ النفسي و الكبت
و الاكتئاب و ما يصاحبه من خجل و عزلة وتقوقع وهروب
تصبح منبوذة و تلوكها الألسن و ترمقها الأعين بازدراء
أوشفقة و رثاء و تضحى بضاعة كاسدة فيلتهمها اليأس و القنوط
و تصاب بالعديد من العقد النفسية و قد تلجأ الى الانحرافات السلوكية
كالسحاق و العادة السرية ومشاهدة الأفلام الجنسية و حتى الزنا
إن لم تتشبع بالايمان و التقوى و تسلم بالقضاء و القدر و ترضى
بحكم الله و عدالته
فتضع نصب عينها أن الزواج قسمة و نصيب لا أن تلتجئ وأهلها
الى السحرة و المشعوذين بل لا بدمن الاتكال على الله و ما علينا
الاأن ننبش على العوامل الفعلية لمعرفة بيت الداء حتى يكون هناك
الدواء الشافي لعلّة العنوسة و ان لم نقطع دابرها فعلى الأقل نقلل
من أنتشارها و استفحالها
البحث عن اهم أسباب العنوسة
لو دققنا و سبرنا اغوار الموضوع لعثرنا ان العامل الاقتصادي يعد
السبب الأهم كانتشار البطالة لدى الشباب و خريجي الجامعات
و عدم توفير فرص الشغل و تشغيل الاطارات الشابة و الوساطة
التي تقصي أصحاب الكفاءات بالاضافة الى ارتفاع تكاليف الزواج
و الزفاف مع كثرة متطلبات الحياة الأسرية وما يتبعها من انفاق و تبذير
و اسراف و العياذ بالله فيتهرب الشاب من المسؤولية و ينفر
من تأسيس حياة زوجية مستقرة و يتفاقم عزوف الشباب عن الزواج
لتفضيله لفترة العزوبية نجاةً من قيد المتطلبات وما يرافقها من تحرر
من أسر الاسرة و الضوابط المستنزفة للجيب و القلب
و لكن و للأسف حتى الشاب الجاد الملتزم الراغب في تأسيس نواة العائلة
يصطدم بجدار عازل ضال وجاهل وهو غلو المهور و شروط العائلة
المجحفة من مقدم و مؤخر و أثاث و تأثيث وتوفير المسكن ودوامة
لا تنتهي و مظاهر خادعة و بريق كاذب و تناسوا أن الغنى هو غنى النفس
والرجل الخلوق لا يعيبه جيبه و مقدار رصيده البنكي
و ببلاهة يصر الأهل عن صاحب المركز و البرستيج و إهمال سنة
الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام وما تقتضيه سنة الحياة
من التحصن بالزواج
ولاعطاء ما لزيد لا بد من التذكير بانشغال الفتاة في التحصيل الدراسي
و ابتعاد الشبان من الفتيات الذكيات و المتفوقات خوفا من تسلطهن
و غيرته من نجاحها العلمي. و تطلع المرأة في كثير من البلدان العربية
إلى الوضائف الكبرى و المناصب العليا فيصعب الامر على الرجل
للاقدام و يعتريه التردد و الإحجام .
كذلك لا بد من الاشارة الى سوس ينخر البناء الزوجي وهو امتناع
بعض الأباء تزويج بناته الا بالتسلسل الرقمي اي الكبيرة قبل الصغيرة
فتضيع فرصة هذه على حساب تلك .
و تتراكم الاسباب و المسببات و تتزاحم و لا يمكن باي حال من الأحوال
بالالمام بها جميعا
. ولكن هذا مقتضب من أهمها و لا يجوز ان نقفل على الموضوع
بدون طرح بعض الحلول العملية للتقليل من نسبة العنوسة التي في ازدياد
مطرد و ارتفاع ضخم و لا حول ولا قوة الا بالله
حلول لطرد شبح العنوسة
علينا اولا بالأخذ بأيدي الشباب و توفير فرص العمل و التقليل
من التكاليف الباهضةو الابتعاد عن التفاخر و المراء و الرياء
و كل المظاهر المتعسفة لشحذ همة الشباب للاقبال على الزواج
و النهي عن الاسراف و الغلو في المهورٌ أقلهن مهرا اكثرهن بركة ٌ
فسيدة النساء فاطمة الزهراءتزوجت بدرع حديد و كثير من الصحابيات
بما يحفظه الزوج من قرآن فتوجب التيسير وعدم انهاك جيب الشاب
* عدم الاجحاف في الطلبات و بالرضا والقناعة بما يتوفر
* مساهمة الميسورين للاخذ بايدي اخوانهم لبناء العش الزوجي ببساطة
و بلا تكليف و علينا اتباع هدي سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام
و حسن اختيار الزوجة الصالحة لا الجري و راء الجاه و الجمال
ٌتنكح المرأة لأربع لحسبها ولمالها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات
الدين تربت يداك
* بالنسبة للرجل ٌمن أتاكم من ترضون دينه فزوجوه ٌ
كما على الحكومات المساهمة بفاعلية كتجربة اقامة الزفاف الجماعي
على العانس أن تمتثل لقضاء الله و تلح في الدعاء و الإستغفار
و الإبتهال و التذلل لرب العزة ليقيها في من شر حاجتها
فتمسك نفسها و تتعفف و تكثر من الصوم و قراءة القرآن و تشغل
فراغها بما يرضي ربها و تتعاطى الرياضة و تتطالع المطالعات الجيدة
وتمارس الأشغال الفنية وما تميل له من هوايات
بذلك لا تترك نفسها رهينة زواج قد لا يأتي فالحياة أجمل من أن نعلقها
على وثيقة زواج ,فكم من زواج فاشل وكم من قضايا طلاق
فالزواج ليس بالضرورة مفتاح السعادة فتكون الأحلام بعيدة عن الواقع
المتردي وكم من بيوت بظاهرها تكامل و انسجام وبداخلها التفكك و الإنحلال
والإهمال و قد نخرج من قفص العنوسة إلى قفص الزواج
لكن نظل نأمل خيرا في بناء ذلك العش بالتفاهم و الوئام
أختي العانس الخيرة فيما اختاره الله فاتكلي عليه وهوحسبك
فقد يكون امتحانا و ابتلاء منه فعليك أخية خوضه بشرف
مخرج لحيثيثيات الموضوع
نداء أرفعه الى المجتمع القاسي ليرحم هذه الشريحة الكبرى من المجتمع
و لفتة حانية لبناتنا و أخواتنا العوانس
فالمجتمع الذي لا يرحم يزيد في رقعة الجرح فتضطر الفتاة أن تقبع
بين زوايا جدران المنزل كقطعة أثاث منسية
فلا للانتقاد و الانتقاص بل هن بشر لهن الشعور و الإحساس ككل الناس
رجاء الإبتعاد عن الهمز و اللمز وتسميعها ما تكره فأغلب البيوت تواجه
هذا الأمر وكم من فتاة تتعذب و لحظها تندب لمجرد كلمات تتراشق و سهام
جارحة طائشة ناهشة
الرحمة بهن و بقلوبهن الضعيفة فالزواج و الأمومة حلم كل فتاة
فاكففن ألسنتكن حبا في الله وقضاءه فهناك من تبكر في الزواج و هناك
من تتأخر و كل شيء بأوانه و بقدر
الرأفة الرأفة هن بناتكن و أخواتكن و لا ذنب لهن فلا تزدن للجرج ملحا
خففن علين المرارة و الوحدة و الحسرة ولا تزدن ارباكهن و إكتئابهن
ولكل أخت أقول اليوم لك و غدا عليك( وكما تدين تدان )
أخيرا أختي العانس كل شيء بقضاء و الزواج قسمة و نصيب و رزق
من الله تعالى فصبرا جميلا و الله المستعان وطوبى للصابرين طوبى
همسة حاولت أن أحيط بجوانب الموضوع المتشعب
و أتقصى أبعاده المتعددة فعذرا إن كان هناك تقصيرا
وما غايتي إلا الخير و المساعدة
**لكل من يقرأ و يرد و يناقش و يضيف كل المحبة
و المودة
بامضاءو قلم; روح الفن
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن أصبت من الله و إن أخطأت فمن نفسي والشيطان
أستغفر الله و أتوب إليه
:26:
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته