بسم الله الرحمن الرحيم
وأنه الرب الجليل الأكبـــــر الخالــــق البارئ والمصــــــور
بارئ البرايا منشئ الخلائق مبدعهــــم بلا مثـــال ســـابـــق
أسماء الله الحسنى هى التى أثبتها تعالى لنفسه وأثبتها له عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وآمن بهاجميع المؤمنين , فقد قال تعالى : ( وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)الأعراف : 180, وقال تعالى : ( اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) طه : 8 , وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله تسعه وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة , وهو وتر يحب الوتر .
بعض العلماء إستخرج أسماء الله الحسنى من القرآن بدءا من الفاتحة : يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم يا ملك , وأسماء الله عز وجل ليست بمنحصرة فى التسعة والتسعين المذكورة فى حديث أبى هريرة ولا فيما استخرجه العلماء من القرآن ولا فيما علمته الرسل والملائكة وجميع المخلوقين .
والله تعالى كل أسمائه سواء لم يزل كذلك ولا يزال , ولم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك
, فالله عز وجل كان خالقا قبل المخلوقين , ورازقا قبل المرزوقين, وعالما قبل المعلومين .
إختلف العلماء فى معنى قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحصاها " :
1 - أن يعدها حتى يستوفيها, بمعنى أن لا يقتصر على بعضها فيدعو الله بها كلها ويثنى عليه بجميعها , فيستوجب الموعود عليها من الثواب .
2 - المراد بالإحصاء الإطاقة , والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها وهو أن يعتبر معانيها فيلزم نفسه بمواجبها فإذا قال : الرزاق , وثق بالرزق وكذا سائر الأسماء .
3 - المراد بها الإحاطة بجميع معانيها , وقيل أحصاها عمل بها , فإذا قال :" الحكيم" سلم لجميع أوامره وأقداره وأنها جميعا على مقتضى الحكمة .
ويسوغ الإقتداء به كالرحيم والكريم فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الإتصاف بها فيما يقوم به .
وما كان يختص به نفسه كالجبار والعظيم فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلى بصفة منها .
والظاهر أن معنى حفظها وإحصائها هو معرفتها والقيام بعبوديتها كما أن القرآن لا ينفع حفظ ألفاظه من لا يعمل به .
فمن شهد مشهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته لعباده واستوائه على عرشه كما أخبر به نبيه وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يقف بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدى الملك العزيز , فيشعر أن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه فيستحى أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه أو يفضحه .
إسم الله " الله " جل جلاله هو الإسم الجامع ولهذا تضاف الأسماء الحسنى كلها إليه فيقال الرحمن الرحيم العزيز من أسماء الله , ولا يقال الله من أسماء الرحمن .
وقوله تعالى : ( وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ ) الأعراف : 180 .
أصل الإلحاد فى كلام العرب : العدول عن القصد والميل والجور والإنحراف , ومنه اللحد فى القبر لإنحرافه إلى جهة القبلة عن سمه الحفر .
الإلحاد ثلاثة أقسام :
**************
1 - إلحاد المشركين : عدلوا بأسماء الله تعالى عما هى عليه فسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا , فاشتقوا اللات من الله , والعزى من العزيز ومناه من المنان .
2 - إلحاد المشبهة : الذين يكيفون صفات الله عز وجل ويشبهونها بصفات خلقه له تعالى وردا لقوله تعالى : ( ليس كمثله شئ ) وهو مقابل لالحاد المشركين , فأولئك جعلوا المخلوق بمنزلة الخالق وسووه به, وهؤلاء الخالق بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس عن إفكهم .
3 - إلحاد النفاة وهم قسمان :
أ - قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى دون ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا رحمن رحيم بلا رحمة , عليم بلا علم .
ب - قسم صرحوا بنفى الأسماء وما تدل عليه من المعانى وصفوا الله تعالى بالعدم المحض الذى لا اسم له ولا صفة وهم فى الحقيقة جاحدون لوجود ذاته تعالى مكذبون بالكتاب وبما أرسل الله به رسله .
وكل هذه الأربعة كل فريق منهم يكفر مقابله .
وهم كما قالوا كلهم كفار بشهادة الله وملائكته وكتبه ورسله والناس أجمعين من أهل الإيمان الواقفين مع كلام الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين .
نقلا عن كتاب : معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول فى التوحيد
للشيخ : حافظ بن أحمد حكمى
nashwa mohamed @nashwa_mohamed
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حكايه صبر
•
جزاك الله خيرا
الصفحة الأخيرة