64 بالمائة من المستحضرات العشبية المتداولة بالأسواق سامة ومحرّمة دوليا

تحرك رسمي لرصد الخلطات القاتلة والتشهير بها

64 بالمائة من المستحضرات العشبية المتداولة بالأسواق سامة ومحرّمة دوليا

علي البراهيم – الدمام



لوحظ في الآونة الأخيرة إقبال شريحة كبيرة من المجتمع لاسيما النساء
على الأعشاب الطبية المتوافرة في محلات العطارة التي يزعم مروجوها مقدرتها على معالجة جميع الأمراض المستعصية التي عجز عنها الأطباء
كـ (أمراض السرطان.. والربو.. والسكر.. والعقم.. والصلع... وغيرها).
هيئة الغذاء والدواء كشفت أن نسبة كبيرة من المستحضرات العشبية الموجودة في محلات العطارة مغشوشة بأدوية كيميائية ومواد سامة وأخرى محرمة دوليا والتي تسبب مضاعفات جانبية خطيرة كـ (السرطان.. وأمراض القلب... وغيرها) وربما الموت. والواضح أن الكثير من محلات العطارة التي تدّعي امتلاكها العصا السحرية في معالجة الكثير من الأمراض لا تعدو كونها محلات نصب واحتيال تبيع الوهم طمعا في تحقيق الأرباح مستغلة غياب الرقيب الصحي وقلة وعي بعض الناس.. في وقت تعرض حياة الناس لمخاطر صحية لا تحمد عقباها. والغريب أن محلات العطارة برغم ما تشكله من مخاطر صحية على حياة الفرد والمجتمع جراء ترويجها مستحضرات علاجية غير معتمدة صحيا وبرغم الأسعار الخيالية التي تتقاضاها مقابل هذه المستحضرات الوهمية إلا أنها لا تزال تمارس نشاطها على الملأ دون تدخل يذكر من الجهات المعنية أو الهيئات المختصة أو مراكز الأبحاث أو المعامل الأخرى حتى باتت هذه المحلات تروج وتعلن عن مستحضرات شعبية تدعي أن الطب الحديث والقديم لم يتوصل إليها. ولا نشك أن طب الأعشاب علم قائم بذاته وهو مطلب علمي في الكثير المجالات العلاجية الأمر الذي جعل البعض من المتطفلين ممن يدعون المعرفة الطبية استغلال هذا الجانب العلمي وباتوا يروجون لبضائعهم من المستحضرات وغيرها بطرق تفتقر تماما لمقومات المعرفة الطبية.. والتي عادة تكون مضارها أكثر من نفعها لأن هذه المستحضرات غير خاضعة للاختبارات أو الدراسات التحليلية أو الطبية التي تكشف حقيقتها العلاجية أو تأثيرها على وظائف الجسم.
كشفت للهيئة العامة للغذاء والدواء أن نسبة كبيرة من المستحضرات العشبية الموجودة في محلات العطارة مغشوشة بأدوية كيميائية ومواد سامة وأخرى محرمة دوليا.
وقال الدكتور عبدالمحسن الرحيمي مدير إدارة الأبحاث والنشر والتوعية بالهيئة: إن نسبة المستحضرات المغشوشة بلغت 45 مستحضرا من أصل 100 فيما بلغت المستحضرات المجهولة 78 بالمائة.. والمستحضرات المغشوشة بأدوية كيميائية 27 بالمائة.. والمستحضرات العشبية التي تحتوي على مواد سامة كـ (الكادميموم والزئبق والزرنيخ والرصاص وملوثة بالميكروبات 64 بالمائة. وأضاف: الهيئة أطلقت الأسبوع الماضي حملتها الثانية بشعار «الخلطات العشبية غير آمنة» بهدف نشر التوعية بمخاطر التسمم وكانت قد أطلقت حملتها الأولى العام الماضي بشعار «غفلة قد تكون قاتلة» مشيرا إلى أن الحملة هدفت إلى التوعية بمخاطر الاستعمال الخاطئ للأعشاب والخلطات العشبية وتتضمن إيصال ثلاث رسائل: الأولى «أن كلمة أو مصطلح طبيعي لا تعني آمن».. والثانية «أن الخلطات العشبية غير آمنه» والثالثة «أن الأعشاب تتداخل مع الأدوية». وأكد: أن الهيئة ماضية في رصد وتحليل الخلطات العشبية في كافة مناطق المملكة والتشهير بها ومتابعة المروجين لها والتعاون من الجهات والهيئات المعنية لإيقاع العقوبات على المخالفين.
وحذر من استخدام أي خلطة عشبية من محلات العطارة أو من المعالجين الشعبيين أو من المروجين أو تلك التي يعلن عنها في وسائل الإعلام والتي لا هم لمروجيها إلا جمع المال بصرف النظر دون التدقيق فيما قد يترتب على هذه المستحضرات من أضرار للإنسان.


الموضوع من جريدة اليوم
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12999&P=6