سيدة الوسط

سيدة الوسط @syd_alost

عضوة شرف في عالم حواء

العلامات الأولى للبلوغ تظهر عند البنات حاليا أبكر مما كانت تظهر فيه عند أمهاتهن

الصحة واللياقة

نيويورك: «الشرق الأوسط»
يقول أطباء الغدد إنهم يشاهدون بشكل متزايد حالات من التطور الجنسي والبلوغ المبكر. وقد قالت إحدى الدراسات إن هذه الظاهرة حقيقية وإن العلامات الأولى للبلوغ تظهر عند البنات هذه الأيام بعمر أبكر مما ظهرت فيه عند الأمهات.
ولكن كم هي مبكرة هذه العلامات؟ في عمر ثماني سنوات حوالي نصف البنات السود و 7% من البيض يبدين بروز في الأثداء أو ظهور شعر العانة. وفي عمر تسع سنوات تصل هذه الأرقام إلى حوالي 77% لدى السود و33% لدى البيض. وأكثر من ذلك، إذ تقدر إحدى الدراسات أن 27% من البنات السود و7% من البنات البيض تتطور لديهن العلامات المبكرة للبلوغ في سن 7 سنوات (الصف الثاني). وحتى وقت قريب لم يكن الآباء أو الأطباء يتوقعون نهود الأثداء قبل سن العاشرة.
ولا أحد يعرف سبب هذا التحول في عمر ظهور علامات البلوغ، ولكن تعتبر السمنة إحدى أهم النظريات، وذلك بسبب تضاعف معدل السمنة عند الأطفال في العشرين سنة الماضية. ومن المؤكد معرفته أن الشحوم تحث وتحفز الهرمونات الجنسية. بينما يلقي بعض العلماء باللائمة على عوامل بيئية مستندين في ذلك إلى دراسة صغيرة أجريت في بورتوريكو حيث يشكل التطور المبكر للأثداء مشكلة، فقد تبرز الأثداء هناك في عمر لا تصدق تصل إلى سنتين. ويتهمون في ذلك بعض الكيميائيات الموجودة في مواد التجميل واللدائن.
ولكن هل البلوغ المبكر ضار؟ في حالات نادرة قد يكون سبب البلوغ المبكر بعض الكيسات أو الأورام، لذلك يجب على الطبيب تقصي هذه الأسباب في كل حالة بلوغ مبكر. كما أن البلوغ المبكر جداً يمكن أن يؤخر النمو تاركاً الفتاة أقصر قليلاً مما يجب أن تكون. وفي حين يصبح البلوغ المبكر هو الطبيعي يبدأ قلق الكبار حول كيفية تمكن البنات الصغار من مواجهة التبدلات الفيزيائية، خاصة إذا كانت رفيقات اللعب ذوات صدور مستوية، أو حين يلفتن انتباه الصبيان الكبار. ومن وجهة نظر علم النفس نحن أمام ما يبدو بالغين جنسياً في عمر لا يمكنهم فيه من إجراء المحاكمة العقلية التي تتناسب مع مظهرهم الفيزيائي.
قد تفيد حقن من دواء يدعى Lupron في تعطيل وتأجيل البلوغ، ولكن إذا لم تكن البنت صغيرة جداً أو لديها مشاكل طبية أخرى فإنه ينصح باللجوء إلى المعالجات السلوكية. ومن الملاحظ أن سن الطمث، الذي انخفض من حوالي 17 سنة في القرن التاسع عشر إلى 12 ـ 13 سنة في منتصف القرن العشرين، بقي ثابتاً إلى الآن.
وكما ذكرنا سابقاً بأن نظرية السمنة هي من أولى النظريات الموضوعة لتفسير هذه الظاهرة. فكلما زادت البدانة زادت قدرة الجسم على تحويل الهرمونات الكظرية إلى أستروجين (Estrogen) وهو هرمون الأنوثة. كما أن الأطفال البينين يحملون في دمائهم معدلات أعلى من الأنسولين الذي يؤثر في النضوج أيضاً. ويقوم العلماء أيضاً بدراسة بروتين اللبتين (Leptin) الذي تنتجه الخلايا الشحمية، لمعرفة فيما إذا كان له أي تأثير على الغدد المنتجة للهرمونات الجنسية.
وما زلنا بحاجة لمزيد من الدراسات والتقصيات لمعرفة السبب الحقيقي الكامن وراء ظاهرة البلوغ المبكر.
0
3K

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️