دموع في عيني ... ((قصة ))

الأدب النبطي والفصيح



بحركة تلقائية أخرج النقود من جيبه و وضعها على الطاولة .. مستعداً للخروج من المقهى و هو يلبس ذلك المعطف الأسود الثقيل المبتل بقطرات المطر الذي كان ينهمر بغزارة في الخارج .
خرج سامي من المقهى .. محملا بهمومه و جراحه .. نعم جراحه التي لم تندمل بعد .. لأنها وليدة اليوم .
تنهد سامي و كأنه يسترجع بداية ولادة جراحه .. عندما كان صباحه مليئاً بالتفاؤل و الفرح .. نعم .. لقد كان هذا صباح اليوم لأنه يعرف انه سيقابل خطيبته التي اتفق معها على الزواج بعد أن ينتهي من دراسته .. لأن هذه السنة هي السنة الأخيرة .. إذن هذا هو سر سعادته ..لأن السنوات الأربعة قاربت على الانتهاء .. سنوات طويلة صعبة و شاقة .. ممزوجة بالصبر الذي صاحبه الدعاء بأن تمر هذه السنة سريعاً .. خلالها التقى بفتاة أحلامه .. أكثر فتيات البلد جمالا و حسنا .. إنها حلمه .. بل هي حياته .. هي من ستحقق له السعادة .. و هي التي ستجعل سنوات دراسته اسهل .
صباح جميل و الأجمل أنني على موعد معها .. لم يبقى لي إلا أسبوع على التخرج لقد دعوتها على الغذاء في العصر ))
لقد دعاها في ذلك المطعم الهادي المليء بالشموع مضيفا إليه جو الرومانسية .. لقد عزم على رويتها ليصفي أمور الفرح و الزفاف .. لم يبقي على هذا إلا ليالي .
مرت الساعات بطيئة جدا ليأتي وقت العصر محملا بروائح العطر و البخور ..إنها ليلى ..تلك الفتاه الحسناء التي ذوبت عقول الرجال و شتتت تفكيرهم .. لقد أحس انه في حلم .. في رواية .. نعم رواية عاطفية ..معقول ؟؟ تلك التي سلبت العقول و أبهرت الأبصار .. تختارني أنا ؟ لأكون شريكه حياتها ..
لكن .. إنها الحياة ..
سحب الكرسي لها بكل احترام لتجلس عليه و بدأ الحديث بينهما ..
ما هي إلا لحظات ليأتي صديق عمره و حياته .. ((نادر )) و على ثغريه ابتسامة ..بادله سامي بها .
فتقدم و ألقى التحية : (( كيف حالكم .. كيف حالك يا سامي .. أخيرا يا ليلى تمكنت منه ؟؟))


يتبع .....
10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بحور 217
بحور 217
تابعي يا نجوم الليل ..

في انتظارك .
نجوم الليل
نجوم الليل
ما هي إلا لحظات ليأتي صديق عمره و حياته .. ((نادر )) و على ثغريه ابتسامة ..بادله سامي بها .
فتقدم و ألقى التحية : (( كيف حالكم .. كيف حالك يا سامي .. أخيرا يا ليلى تمكنت منه ؟؟))

نزلت الجملة الأخيرة كالصاعقة على قلبه فقام مفزعا من مقعده و هو يقلب الطاولة .. و يصرخ (( كيف .. متى .. أين .. تعرفها و تعرف اسمها أيضا ؟؟
وقف نادر أمام ليلى و كأنه يحاول الدفاع عنها لان سامي كان في قمة الانفعال .. فهو في هذه الحالة لا يعرف لا صديق و لا خطيبه .
لكن سامي أخذ نادر من قميصه و طرحه أرضا محاولا ضربه .. لكن نادر قاوم و استطاع إلقاء سامي و بعدها أخذ يجري الى خارج المطعم باحثا عن أحد رجال الأمن لكن سابقته إلى ذلك حافلة بسائق متهور .. لينزل مغشيا عليه و سيارات الإسعاف تصدر صفاراتها .. لتنقلها إلى المستشفى حيث يرقد الآن في العناية المركزة ..
في وسط هذا الذهول .. صرخت ليلى : (( أيها المجرم .. لقد قتلته .. لقد قتلت أخي ))
وقف و كأنه في حلم و هو لا يزال غير مستوعب بما يحصل حوله .. معقول ؟؟ انه أخو ليلى ..
و كأنه يقطع نفسه و هو يقول (( آه يا رأسي .. كيف هو أخوها و أنا لا اعرف بعد تلك السنوات ))
بعد ذلك ذهب كالمجنون يستفسر عن الموضوع من أصدقاؤه .. لابد أن أحدهم يعرف بالحقيقة .. و هذه هي المفاجأة الأكبر له .. عندما عرف أن اغلب أصدقاؤه يعرفون أن خطيبته هي أخت صديقه و علم انه كان سيعرف هذا الحقيقة اليوم ..
أي أنها كانت مخبأه لمفاجأته .. أرادها نادر مفاجأة .. فهو من خطط بخطبتهما من دون علمه .. لانه لم يجد افضل كزوج لأخته الحسناء .
و ينقطع شريط الأحداث عندما رأى نفسه أمام مستشفى
إنها ذاتها .. التي يرقد فيها صديق عمره و حياته .. نادر ..
هل يدخل المستشفى ؟؟
إن فعل فإنه كما يقولون ((يقتل القتيل و يمشي في جنازته ))
استجمع سامي ما تبقى فيه من شجاعة ليدخل و يقف أمام الاستقبال ..
فيسأل عن رقم غرفته ..
يطيل الرجل البحث في الأوراق
و بعد عدة مكالمات .. يقول بنبرة غريبة ..
(( يا أستاذ .. انه القدر .. إنا لله و انا إليه راجعون .. لله ما اخذ و لله ما أعطى .. لقد تلفظ آخر أنفاسه قبل دقائق ))
يا الله انه القدر .. إنها الحياة .. إنها السعادة القصيرة .. الحلم الجميل .. الذي ما لبث أن تبدل ..
بعد أن كان صباحي لا يضاهيه صباح .. أصبحت نهاية هذا اليوم نهاية حياتي ..
انه يوم توسمت فيه الخير .. فقدت فيه خطيبتي ثم أخوها صديق عمري ..
كم كان هذا الموقف مخالف لو عرفت انه سيكون صهري من قبل أن يحصل ما حصل .. لكن .. انه القدر .
خرجت من المستشفى مع جنازته .. التي لم ارض ان امشي فيها ..
كي لا ينطبق علي ذلك المثل اللعين حرفيا ..

ذهب موكب الجنازة من جهة ..
و ذهبت أنا .. في ذلك الشارع المواجه ..
الشارع الطويل المبتل ..
ببقايا قطرات المطر ..
التي كانت كبقايا الدموع في عيني .


تمت
نجوم الليل
نجوم الليل
مرحبا استاذتي الغالية .. بحور

اسمحي لي بمناداتك أستاذتي لأن لكتاباتك فضلا علي ..

اعتذر عن التاخير في الرد ..

و اشكر قراءتك لموضوعي ..

و اتمنى ان تنال قصتي بعضا من اعجابك او القليل منه ..

تحياتي
وردة الشتاء الحمراء
السلام عليكم ..

قصتك رائعة ومؤثرة ..

وكانها قصة واقعية ..

لكن يسود عليها الهم والغم والكآبة ..

لذلك اتمنى ان يكون فيها قليل من البهجة..

وفقك الله ورعاك ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دونا
دونا
نجوم الليل...
القصة جميلة..و حزينة...
عندما قرأت الجزء الأول لم يأتي ببالي أن تلك النهاية كانت تنتظر في الجزء الثاني...
عجباً لهذه الحياة...تتبدل فيها الأمور بين الفينة و الأخرى...
أردت أن أحح لك بعض الأخطاء التي لاحظتها..و لا بد أنها ظهرت مع السرعة
لهادي>>الهادئ
رويتها>>رؤيتها
شريكه>>شريك
مفزعا>> مفزوعاً(أظن ذلك)
تبقى القصة..جميلة..و مؤثرة..
دمت..
أختك :دونا