السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح / مساء الخيرات
أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض
أطفالنا أعيننا التي نبصر بها النور من حولنا
أطفالنا وأنشودة النجاح التي نعلق عليها آمالنا العظيمة
<font color="white">
أطفالنا هم نحن
أو
بعبارة أخرى
هم ترجمة لواقعنا
هم قصة تحكي أساليب سلوكياتنا .. تعاملاتنا .. وأخلاقياتنا
هاك أخيتي مثالا لما سبق
تلك سلمى تصرخ بابنتها جنى :
إياك أن تلبسي هذا القميص على ذاك البنطال
حتما سيصبح شكلك غبيا كمريم
ذاك خالد يكلم أم محمد زوجته على الغداء وبجانبهما محمد يصغي ويسمع
مسكين ابن جارنا عبد الله لقد رأيته اليوم عندما ذهبت لأحضر محمد من المدرسة لقد أصبح سمينا جدا
وذاك عبدالله يؤشر لابنه صالح وهو يكلم صديق والده بالهاتف بأنه غيرموجود
ليذكر صالح لصديق والده بكل براءة بأن أبي يخبرك بأنه غير موجود
هذه هند وهي تكلم صديقتها عما استرقته من سمع لحديث خادمتيهما
و سلوى وعبد الرحمن طفليها ينصتان لحديث أمهما بجانبهما وهما يتظاهران اللعب
لقد سمعتهما يبيتان النية لزيارة خادمة أم عبد العزيز
يالهما من خادمتان
يجب أن نمنعها بكل ما أوتينا من قوة
وتلك سلوى تقلب قنوات التلفاز أمامها ليقع عينها على فيديو كليب غنائي راقص على إحدى القنوات فتنادي بابنتها بكل حماس وتشجعها على أن تترد و تتمايلوترقص طربا مع الأغنية
وهذه ميساء تنكب على إحدى مواقع الانترنت عبر جهازها الآيباد متناسيةوقت الصلاة الذي أوشك على الخروج ومتجاهلة صوت الفطرة والبراءة التي يخرج من في ابنها ريان بأن الصلاة قد انتهت منذ زمن
أخواتي تلك بعض صور سلوكياتنا الذميمة التي نمارسها أحيانا أمام أطفالنا
ونسينا أو تناسينا أننا حين نتعامل مع أطفالنا
فإننا نتعامل مع كائن اجتماعي مدرك
ألا وهو الطفل
لن ينصلح حال أجيالنا أخلاقيا ودينيا وسلوكيا ما لم نبدأ بإصلاح أنفسنا
وفي هذا السياق
يؤكد المهتمون بالسلوك وعلماء النفس
أن القدوة الحسنة تعد من أهم العوامل التي تؤثر في السلوك
فعلى الآباء أن يكونوا مثلايحتذي به بالنسبة للأطفال
فلا يعقل أنيكون الأب مدخنا ويعطي محاضرات لابنه في مضار التدخين

أو أن تكون الأم غير مصلية وتطلبمن ابنهاالمواظبة على الصلاة.
ولا يخفى عليكن أخواتي
اهمية الإخلاص لله تعالى في تصحيح سلوكياتنا
وصدق النية في الحرص على غرس نبات حسن في مجتمع صالح
أن أول مراحل تعليم الأخلاق هو كيفية التفريق بين الصواب والخطأ
وهنا تكمن المشكلة
فالأمر ليس متروكا فقط للآباء والأمهات، فهناك مؤثرات كثيرة خارجية ، تتدخل لتؤثر وبعنف على سلوك الأطفال ومفاهيمهم،
مثل " التليفزيون" بما يعرضه من أفلام وإعلانات قد ترسخ الخطأ في تصرفاتهم
وهنا ينبغي على الوالدين التفكير بالخيار الإعلامي الأمثل
الذي يقوم بتعليم الطفل الكثير من المثل الإسلامية القويمة بأسلوب مبسط يدركه الطفل
سواء أكانت تلك الوسيلة مجلة
قصة
قناة تلفزيونية
يعد توعية الطفل بأهمية الصديق الصالح والتنفير من صديق السوء
أمر في غاية الأهمية بالنسبة لتربية الطفل
وهنا يمكن للأم أو الأب على سبيل المثال
أن يحكي او تحكي لطفلها سيناريو مبسط وتقدم له خيارات للفهم والاستنتاج ثم تترك لطفلها حرية الاختيار بدون ضغوط
كأن تقول له مثلا :
<font size="4"><font face="Arial"><font color="white">رأى شادي صديقيه محمد وسعد يتكلمان مع بعضهما بصوت خافت