اخت المحبه
اخت المحبه
سبحان من جعل من القرآن أمانًا وسلوى وطمأنينة وقُرّة
اخت المحبه
اخت المحبه
1- عقائد (النّبوة)


.......


2- آداب (السوق)


قوله تعالى: {وَقَالُـوا: مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً** .
فيها ثلاث مسائل:


المسألة الأولى:


عَيَّر المشركونَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأكْمله الطعام؛


لأنهم أرادوا أنْ يكونَ الرسولُ مَلكاً، وعَيَّروه بالمشي في السوق، فأجابهم اللهُ بقوله:


{وما أرسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المرسلينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ ليَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ في الأسواق**


؛ فلا ترتَبْ بذلك ولا تغَتّم به؛ فإنها شَكَاةٌ ظاهِرٌ عنك عَارُها، وحُجَّةٌ قاهِرٌ لكَ خَارُها.
وهذا إنما أوقعهم في عِنَادُهم؛ لأنه لما ظهرت عليهم المعجزة،
ووضحَتْ في صِدْقه الدلالة لم يقنعهم ذلك، حتى سألوه آياتٍ أُخَرَ سِوَاها وألفُ آية كأيةٍ عند المكذّب بها؛
وأوقعهم أيضاً في ذلك جَهْلُهم حين رأوا الأكاسرة والقياصرةَ والملوكَ الجبابرة يترفَّعُون عن الأسواق

أنكروا على محمدٍ صلى الله عليه وسلم ذلك، واعتقدوه مَلِكاً يتصرَّفُ بالقَهْرِ والجبر،
وجهلوا أنه نبيٌّ يعملُ بمقتضى النهي والأمر، وذلك أنهم كانوا يَرَوْنَه في سوق عكاظ ومجنّة العامة،
وكان أيضاً يدخل الخَلَصة بمكة، فلما أمرهم ونهاهم قالوا: هذا مَلك يطلبُ أن يتملَّك علينا،
فما له يخالِفُ سِيرةَ الملوك في دخولِ الأسواق؛ وإنما كان يدخلها لحاجته،
أو لتذكرةِ الخلق بأَمْرِ الله ودعوته، ويَعْرِضُ نَفْسَه على القبائل في مجتمعهم،
لعل الله أنْ يرجعَ إلى الحقِّ بهم.
اخت المحبه
اخت المحبه
المسألة الثانية:


لما كثُرَ الباطلُ في الأسواق، وظهرت فيها المناكر، كَرِهَ علماؤنا دخولها لأرباب الفَضْلِ،
والمهتدَى بهم في الدّين، تنزيهاً لهم عن البِقَاع التي يُعْصَى الله فيها.


وفي الآثار: "مَنْ دخل السوقَ فقال: لا إله إلاّ الله، وَحدَهُ لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غُفِرت ذنوبُه"؛
إنباءً بأنه وحده عند صخب الخلق ورَغْبِهم في المال، أقبل على ذِكْرِ الله، لم يقصد في تلك البقعة سواه، ليعمرَها بالطاعة


إن غمرت بالمعصية، وليحلّيها بالذكر إن عطلت بالغفلة، وليعلِّم الجهلة، ويذكِّرَ الناسين.
اخت المحبه
اخت المحبه
المسألة الثالثة:


أمَّا أَكْلُ الطعام فضرورةُ الخَلْقِ، لا عارَ ولا درك فيها.
وأما الأسواق فسمعتُ مشيخةَ العِلْم يقولون: لا يدخلُ إلاّ سوق الكتب والسلاح.
وعندي أنه يدخل كلَّ سوق للحاجة إليه، ولا يأكل فيه؛ فإن ذلك إسقاطٌ للمروءة وهَدْمٌ للحشمة.
ومن الأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الأكل في السوق دناءة". وهو حديثٌ موضوع، لكن رَوَيْنَاه من غير طريق؛ ولا أصْلَ له في الصحة ولا وَصْف.
.......
اخت المحبه
اخت المحبه

** وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الَّيلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً **




الصلاة



قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّومَ سُبَاتاً، وجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً** .


يعني سَتْراً للخلق، يقومُ مقامَ اللباس في سَتْرِ البدن، ويُربى عليه بعمومه وسعته.

وقد ظنّ بعضُ الغَفَلة أنّ مَنْ صلّى عُرياناً في الظلام أنه يجزئه؛ لأنّ الليل لباس؛


وهذا يوجب أن يصلِّيَ عُرياناً في بيته إذا أغلق عليه بابه.


والستر في الصلاة عبادةٌ تختصّ بها؛ ليست لأجْل نظرِ الناس؛ ولا حاجةَ إلى الإطناب في هذا.