اخت المحبه
اخت المحبه
الحمدُ للهِ ذي الفضلِ والإحسانِ ، أنزلَ كتابَهُ فحفظهُ من الزيادةِ والنقصانِ، ويسّرَ حفظهُ حتى استظْهَرَهُ صغارُ الولدانِ، وأصلي وأسلمُ على نبينا محمد رسولَ الثقلينِ ، أما بعد:

فإن القرآنَ العظيمَ هو كلامُ اللهِ - سبحانه وتعالى - ، وهو كتابُ اللهِ المبينِ، وحبلُهُ المتينِ ، وصراطُهُ المستقيمِ، وتنزيلُ ربِّ العالمين، نزلَ به الروحِ الأمينِ، على قلبِ سيدِ المرسلين، بلسانٍ عربيٍ مبينٍ، منزَّلٍ غيرِ مخلوقٍ، منه بدأَ وإليهِ يعودُ، وهو سورٌ محكماتٌ، وآياتٌ بيناتٌ، وحروفٌ وكلماتٌ، من قرأهُ فأعربَهُ فلهُ بكلِ حرفٍ عشْرُ حسناتٍ، لهُ أولٌ وآخرٌ، وأجزاءٌ وأبعاضٌ، متلوٌ بالألسنةِ، محفوظٌ في الصدورِ، مسموعٌ بالآذانِ، مكتوبٌ في المصاحفِ، فيه محكمٌ ومتشابهٌ، وناسخٌ ومنسوخٌ، وخاصٌ وعامٌ، وأمرٌ ونهيٌ {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ولما كان للقرآنِ العظيمِ كل هذه الفضائلِ وغيرها كثيرًا فإن لأهلهِ أيضاً فضلٌ عظيمٌ لأنهم يحفظونَ ويتلونَ, ويقرؤونَ كلامَ علامِ الغيوبِ، فهم أهلُ اللهِ وخاصتُهُ.
اخت المحبه
اخت المحبه
معنى الأترجة

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مثل المؤمنُ الذي يقرأُ القرآنَ مثلُ الأترجةِ ريحُهَا طيبٌ وطعمُهَا طيبٌ ومثلُ المؤمنُ الذي لا يقرأُ القرآنَ مثلُ التمرْةِ لا ريحَ لها وطعمهَا طيبٌ حلْوٌ ومثلُ المنافقُ الذي يقرأُ القرآنَ مثل الريحانةِ ريحُها طيبٌ وطعمها مرٌ ومثلُ المنافقُ الذي لا يقرأُ القرآنَ كمثلِ الحنظلةِ ليسَ لها ريحٌ وطعمُهَا مرٌ )) رواه البخاري ومسلم
اخت المحبه
اخت المحبه
مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة

بضم الهمزة والراء مشددة الجيم وقد تخفف وقد تزاد نونا ساكنة قبل الجيم ولا يعرف في كلام العرب ذكره بعضهم قال ابن حجر وليس مراده النفي المطلق بل إنه لا يعرف في كلام فصحائهم
ريحها طيب وطعمها طيب،


وجرمها كبير ومنظرها حسن إذ هي صفراء فاقع لونها تسر الناظرين وملمسها لين تشرف إليها النفس قبل أكلها ويفيد أكلها بعد الالتذاذ بمذاقها طيب نكهة ودباغ معدة وقوة هضم فاشتركت فيها الحواس الأربعة البصر والذوق والشم واللمس في الاحتظاء بها ثم هي في أجزائها تنقسم إلى طبائع فقشرها حار يابس يمنع السوس من الثياب ولحمها حار رطب وحماضها بارد يابس يسكن غلمة النساء ويجلو اللون والكلف وبزرها حار مجفف فهي أفضل ما وجد من الثمار في سائر البلدان وخص الإيمان بالطعم وصفة الحلاوة بالريح لأن الإيمان ألزم للمؤمن من القرآن لإمكان حصول الإيمان بدون القراءة والطعم ألزم للجوهر من الريح فقد يذهب ريحه ويبقى طعمه وخص الأترجة بالمثل لأنه يداوى بقشرها ويستخرج من جلدها دهن ومنافع وهي أفضل ثمار العرب.

وفي فتح الباري:
الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة لأنه يتداوى بقشرها وهو مفرح بالخاصية , ويستخرج من حبها دهن له منافع وقيل إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقربه الشياطين , وغلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن , وفيها أيضا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها وتفريح لونها ولين ملمسها , وفي أكلها مع الالتذاذ طيب نكهة ودباغ معدة وجودة هضم , ولها منافع أخرى مذكورة في المفردات .
اخت المحبه
اخت المحبه
(1) عن السورة


سورة الفرقان
سورة تسير بسياق متميّز فتبدأ بآيات فيها ما قاله المكذبون (وقالوا)
ثم تأتي آيات تهدئة الرسول وتعقيب على ما قالوا،
ثم تأتي آيات تتحدث عن عاقبة التكذيب ويستمر هذا السياق إلى في معظم آيات السورة الكريمة. كما يحسن أن تكون سورةُ الفرقان خاصة، مما يُبدأ بتعلمه من القرآن الكريم، حفظاً ومدارسةً وتدبراً؛ لأنها باب عظيم من أبواب القرآن، ومدخل فسيح من مداخله الكبرى. مَنْ تَخَلَّقَ بحقائقها الإيمانية، وتحقق بمنازلها الربانية؛ نال من كنوزه الوفيرة فضلا عظيما! إذ فيها من الأسرار العَجَبُ العُجَابُ، عيونا تتدفق بالأنوار واللطائف والبركات، من بدايتها إلى نهايتها؛ بما يكفي السالكَ ويُمَكِّنُهُ - بعد تخلقه بأخلاقها وتحققه بمنازلها – أن يلج إلى مسالك القرآن جميعها! ويكون من (عباد الرحمن) حقيقةً!

(من كتاب الفطرية: للدكتور فريد الأنصاري)
.......
اخت المحبه
اخت المحبه
أولاً:اسم السورة

1- تسمى بـ"الفرقان"
وذلك : لافتتاحها بذكر "الفرقان" ، فى قوله تعالى :
"تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً" آية -1
ويلاحظ أن كلمة "الفرقان" قد وردت في آيات القرآن الكريم – غير هذه الآية – خمس مرات ، ولكن هذه المرة هي التي افتتحت بها سورة من سور القرآن الكريم
.......


ثانياً : عدد آيات السورة و كلماتها و حروفها
آياتها : 77 سبع وسبعون آية
كلماتها : 872 ثمانمائة وثنتان وسبعون كلمة
حروفها : 3733 ثلاثة آلاف وسبعمائة وثلاثة وثلاثون حرفاً
.......


ثالثاً : ترتيب السورة فى المصحف و فى النزول
أ‌- في المصحف بعد : سورة "النور" ، وقبل : سورة "الشعراء"
ب‌- في النزول بعد : سورة "يس" ، وقبل : سورة "فاطر"
.......


رابعاً : مكية السورة و مدنيتها
هذه السورة مكية بإجماع الجمهور إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة
وهى : 68 ، 69 ، 70
كما ذكر ابن كثير في تفسيره
.......


خامسًا : صلة السورة بما قبلها
نزلت بعد سورة يس
ومناسبتها لما قبلها من وجوه:
1- إنه سبحانه اختتم السورة السابقة بكونه مالكاً لما في السموات والأرض مصرفاً له على ما تقتضيه الحكمة والمصلحة مع النظام البديع والوضع الأنيق ، وأنه سيحاسب عباده يوم القيامة على ما قدموا من العمل خيراً كان أو شراً ، وافتتح هذه بما يدل على تعاليه في ذاته وصفاته وأفعاله وعلى حبه لخير عباده بإنزال القرآن لهم هادياً وسراجاً منيراً.
.......


2- اختتم السورة السابقة بوجوب متابعة المؤمنين للرسول صلى الله عليه وسلم مع مدحهم على ذلك وتحذيرهم من مخالفة أمره خوف الفتنة والعذاب الأليم ، وافتتح هذه بمدح الرسول وإنزال الكتاب عليه لإرشادهم سبيل الرشاد ، وذمّ الجاحدين لنبوته بقولهم : إنه رجل مسحور ، وإنه يأكل الطعام ويمشى في الأسواق إلى آخر ما قالوا.
.......


3- في كل من السورتين وصف السحاب وإنزال الأمطار وإحياء الأرض الجرز فقال في السالفة : "ألم تر أن الله يزجى سحاباً ....." ، وقال في هذه : "وهو الذى أرسل الرياح بُشراً" الخ
.......


4- ذكر في كل منهما وصف أعمال الكافرين يوم القيامة وأنها لا تجزيهم فتيلاً ولا قطميراً فقال في الأولى : "والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة ...." وقال في هذه : "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا"ً
.......


5- وصف النشأة الأولى للإنسان في أثنائهما فقال فى الأولى : "والله خلق كل دابة من ماء" وفى الثانية : "وهو الذى خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً"