~*¤ô§ô¤*~فلا نامت أعين العاقين ~*¤ô§ô¤*~

الملتقى العام

سلاااااااااااااااااااااااااااام


هذه قصة مؤثرة من مجلة الأسرة

بقلم الدكتور ابراهيم الفارس




كانت تعيش مع أبنائها وزوجاتهم تحت سقف واحد ،

كان البيت كبيراً ..أثاث فاخر وثراء ظاهر....

ولكنها كانت وحيدة ... رغم كثرة النساء والأطفال

اللذين تراهم صبح مساء ....

لم يكن هناك من يبالي بأمرها،

وكأنها لم تُضيّع سنين عمرها ، وزهرة شبابها من أجلهم

لكنها- برغم ذلك- لم تكن تريد أكثر من رؤية أبنائها

وهم في قمة السعادة مع زوجاتهم وأبناءهم....

وذات يوم وحين همّت نساء أبنائها بالصعود

إلى حجرات نومهم قالت لهم في رجاء ذليل ،

وتضرع مستكين ، والألم يعتصرها ،

والتعب يبدو على محياها : لاتتركوني لوحدي

إني أحس هذه الليلة بأني متعبة... مرهقة ...مريضة

فاجلسن معي، أرجوكن ، بكت من الألم

شدة وتزول كان جواب الأبناء عن ما تعانيه

من قهر نفسي قبل أن يكون مرض حسي

ولكن ماذا يُنتظر منهم سوى التوجه إلى حجرات نومهم ،

غير مبالين بها، تاركينها تستأنس بآلامها ،

وتجتر جراحها وتلوك أحزانها.

وفي منتصف الليل سمع أبناؤها وزوجاتهم صوت قرعها

على أبواب غرفهم كانت تقرع وتقرع

وتستمر في القرع تنتقل من باب لآخر

لقد سمعوا طرق الأبواب بآذانهم

ولكنه لم يصل إلى قلوبهم فتركوها

وعادوا ليناموا مرة أخرى

وفجأة انتهى ذلك الصوت

وانقطع ذلك الطرق

وعند الفجر وحين همّ أحد الأبناء بالخروج لأداء الصلاة

وجدها كأي مسكين منقطع في صورة البؤس الحقيقي

كانت تجلس القرفصاء وبجانبها كيس

وضعت فيه بعض ما تمتلكه من الملابس اليسيرة

ووضعت فوقه حذاءها البالي ثم أسندت جسدها الضعيف

بكل همومه وأحزانه وآلامه على هذا الكيس

وكأنها قد عزمت على الرحيل

فحاول ابنها أن يكلمها ويحركها ويخاطبها

لكنها لم ترد على كلامه




لقد رحلت حقاً



رحلت بلا عودة



رحلت دون أن يكون لهم حظ من وداعها وسماع صيتها



رحلت دون أن يعلم أحد لماذا حملت ملابسها


ولماذا كانت تقرع الباب ليلا


أكانت في شدة حقاً أم كانت متعبة؟


أكانت مريضة؟


أكانت تريد أن تخبرهم شيئاً


رحلت وخلفت وراءها دموع الندم والحسرة


رحلت وحدها كما عاشت وحدها



فلا نامت أعين العاقين
1
361

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

انبثاق الإبداع
للرفع

لازم تقرأوا غصباً عنكم