ورده الجوري

ورده الجوري @ordh_algory

فريق الإدارة والمحتوى

°ˆ~*¤®§( أختاه.. هل جربت الحياة يوما في مخيم )§®¤*~ˆ°

ملتقى الإيمان



ختــــــاه"

حين تدخلين إلى سريرك وتنعمين بالراحة والاسترخاء..

هل نظرت يوماً إلى سقف غرفتك وحمدت الله سبحانه وتعالى لأنك.. في غرفة.. وفوق رأسك سقف.. وفي مكان آمن.. آمنة على نفسك.. عرضك.. ودينك؟

هل حمدت الله لأنك تستطيعين أن ترتاحي وتنامي بينما غيرك حرم هذه النعم؟

هل جربت أن تبيتي في مخيم لاجئين؟ حيث الأطفال يتصارخون، ويبكون.. والريح تعبث بأروقة الخيام.. حيث لا تجدين وسادة تضعين عليها رأسك؟

حيث لا تجدين حماماً -أعزكِ الله- تغتسلين فيه أو تشمين فيه رائحة الصابون أو الشامبو؟

هل جربت أن تسمعي قذف الصواريخ والقنابل في الليل وأنت ترتجفين خوفاً وهلعاً ؟ هل شعرت بالخوف من جنود العدو يخطفون أطفالك أو يهددون عرضك؟

هل شعرت بالجوع يقرصك ويعصر الأطفال حولك فلا تجدين ما تطعميه إياه..

هل جربت شعورك بالعجز.. بالضياع.. بالضعف..

شعورك بالحاجة لجرعة ماء نظيفة..؟

حاجتك لفراش بسيط تستلقين عليه وترتاحين لساعات..؟

هل جربت مرارة فقد الأحبة واحتضارهم أمام عينيك وأنت عاجزة عن المساعدة بإسعاف بسيط؟

هل جربت ألم الضياع بكل بساطة؟
ضياع البيت والوطن والأحبة.. وفقدان غرفتك.. ودفاترك وأشيائك الجميلة..

أحياناً نتباكى بسبب مشكلة مع قريب، ونتذمر بسبب صداع خفيف، ونكتئب بسبب شجار تافه..

نقيم الدنيا ولا نقعدها حين تنقطع الكهرباء لدقائق بسيطة في حر الصيف اللاهب..

ونتناسى أولئك الذين يموتون تحت لهيب الشمس في المخيمات أو فوق صقيع الثلوج..

يمرضون فلا يجدون من يعالجهم..

يجوعون فلا يجدون من يطعمهم..

ويموتون فلا يجدون من يكفنهم..

ألا نتوقف لحظة ونحمد الله..

ألا نشكره بكل بساطة على ما لدينا بدلاً من التطلع لما ليس لدينا؟

أتمنى لو تعيش كل فتاة من فتياتنا تجربة العيش في مخيم فلسطيني.. أفغاني.. أو شيشاني.. ليوم واحد فقط..

لا أتمنى ذلك لشيء، سوى لكي تعرف قيمة الحياة الرغدة التي تعيشها.. حياة الأميرات..

إذا كنت تريدين العيش في سعادة.. فاشعري بما لديك قبل أن تتطلعي لما ليس لديك..

قبل أن تقارني نفسك بالصديقة التي تسافر لجنيف أو فيينا.. أو تلك التي تشتري جوالاً حديثاً كل شهرين.. قارني نفسك بأختك اليتيمة في المخيم.. واحمدي الله على نعمة العظيمة..

قبل فترة قالت لي إحدى الأخوات:

أوصلني أخي إلى بيتي مع أطفالي آخر الليل بعد عودتي من مناسبة عائلية. وحين دخلت بيتي (وذهب أخي)، وجدت الباب الداخلي مقفلاً، وكان زوجي بعيداً ولن يأتي قبل ساعتين، وكان جوالي مطفأ..

فاضطررت مع أطفالي للبقاء في الحوش الصغير لمدة ساعتين.. والله لا أستطيع أن أصف مرارة هاتين الساعتين اللتين عشتهما في ضياع.. نعم ضياع؛ أطفالي يبكون والحر شديد (رغم أن الوقت كان ليلاً)..

وأنا خائفة من أن يقفز علينا أحد من السور لا سمح الله..

ولدي يبكي عطشان، والبنت تبكي تريد الحمام، وأنا متعبة جداً ولا أعرف كيف أساعدهم..

وانتهى الأمر بأطفالي المساكين بعد البكاء الطويل أن فرشت لهم عباءتي على الأرض فناموا عليها..

تمنيت لو أستطيع أن أتوضأ لأصلي على راحتي فلم أستطع، تمنيت لو أستطيع النوم فلم أستطع؛ لقساوة الأرض، ولخوفي على أولادي.. وفي النهاية لا أعرف كيف أخذت أبكي من شدة الضيق والتعب والنعاس..

حين أتى زوجي ودخلنا البيت شعرت بفرحة عظيمة، وحمدت الله أن ذلك الكابوس انتهى..

والله لقد شعرت بقيمة البيت، والأمان، والراحة.. شعرت بقيمة السرير، والماء، والسقف، والتكييف..

حمدت الله كثيراً واستشعرت النعم التي لم أفكر يوماً بها، وأخذت أتخيّل حال إخواني المسلمين في الملاجئ.. كيف يعيشون هذه الحياة كل يوم.. سنوات طويلة ؟


مقتبس



اختكم ومحبتكم في الله
ورده الجوري
17
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

um Abdul-Aziz
um Abdul-Aziz
سلمت أناملك عزيزتي
ورده الجوري
لاشلت يمناك ولاعدمناك
صحيح ياليت نفكر فيهم دوماً ولاننساهم
صبَّرهم الله وأثابهم وثقل موازينهم واياك بالحسنات
وألهمنا الدعاء لهم دوماً وأن نفكر بهم قلباً وقالباً
ورده الجوري
ورده الجوري
حيـــاك الله اختي الغاليه... ام عبدالعزيز...
وياهلااااااااااومرحبااااااااا فيك.
انورتي موضوعي بردك الله ينور دنياك بكل خير.

...جزاك الله كل خير على دعواتك الطيبه...

محبتك في الله
ورده الجوري
:26:
قلبٌ أدمته الجراح
ورده الجوري..

ادعو لكِ في هذة الحظه المباركه<< تقام الصلاة الان..

ان يكتب لك الخير اينما كنتِ ويحرم جسدك على نار جهنم.. ويجعل الفردوس الاعلى منزلك..

وجزاكِ الله عني وعن كل عضوة قرأت لكِ منذ قدومك وحتى هذة اللحظه الاجر والثواب..

بحق كان موضوعك مؤثرا جدا.. فيه تأملات وألآم,,,

اللهم لاتحرمنا من فضلك ونعمك.. وامنك..اللهم امين..
مجد بلادي
مجد بلادي
جزاك الله خير اختي الغالية موضوع مؤثر فعلاً الله يرفع عنهم وينصرهم تحياتي لك ياوردة المنتدى
ديباج الجنان
ديباج الجنان
اثابك الرحمن غاليتى وردة الجوري

طرح مميز دوووما سلمت اناملك من النار يارب

وجعله الله فى موازين اعمالك


كم اتمنى ان يقرأ هذا الموضوع ونعي مافيه جيدآ
حينها ندرك نعمة الله التي نرفل بها صباحآ ومساءآ

ولكن مادورنا تجاه تلك النعمه!!!هنا يضيع السؤا وتبقى الأجابه لديكن!!!

مايحزن النفس اكثر اختي اننا اصبنا بالبلاده تمامآ او لنقل تجمد المشاعر
تجاه مانرى ونسمع وهذا مايسمى

بالبرود القلبي تجاه ما يحصل لإخواننا المسلمين من مصائب ونكبات وكوارث ومجاعات حتى أصبحت صور النساء الباكيات والأطفال الأبرياء وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في شتاء قارص يزيده مرارة الجوع والحرب والثلج لا يحرك ذلك فينا ساكناً وكأن الأمر لا يعينينا ونحن أخوة الدين العقيدة،

كما هو الحال المشاهد لإخواننا في أفغانستان والعراق والشيشان وهم يمرون هذه الأيام في أسوء الكوارث الإنسانية على مرأى ومسمع العالم كله لتُنسى كغيرها من المآسي