بسم الله الرحمن الرحيم

الأمومة تلك الغريزة التي تسكن الأنثى و تؤثث كيانها و تستوطن
فمنذ فجر العمر يبدأ التعلق بالدمى و استشعار الحنان و اغداق
عليها الحب و العطف و الرأف
ومعاملة الدمية كإبنة و هي لازالت بدورها طفلة تحتاج للحنو و الرعاية
لكن الدافع الوجداني يحركها فتمسك لعبتها كقطعة منها و قد لا تفارقها
تشاطرها اللقمةو تشاركها النومة و قد لا تدع أحدا غيرها يلعب بها
و لا تفرط فيها أبدا
هكذا تتنبع فينا ينابيع الأمومة جبلة و تكبر معنا كلما تقدم العمر
فتتراقص الأماني و تداعبنا أحلام اليقضة لنشبع تلك الرغبة الملحة
و نترقب الزواج لنمارس هذا الحق
الذي عانقنا منذ الصغرو تابعنا و نحن نكبرو ننتظر متى يتكور البطن
و نحمل حقيقة لا حلما

قد تسارع العروس و تستعجل الإنجاب برغبة منها لإطفاء ذاك العطش
و تتكاثف مع عيون المجتمع و الرقباء التي لا ترحم و دوما وتستفسر
وقد تكون لازالت تتلقى التبريكات بالزواج يلحقها السؤال هه هل حملت؟؟
و لو تتأخر قليلا فبوابل من الإستفهات تحيط بها و تحريضات من الأقارب
والصديقات لا تنتظري اذهبي و اكشفي ؟؟
الحقي على نفسك ربما العيب منه !! ووو
تدخل العروس للزواج وهي منطلقة لتصبح منغلقة عسى تهرب
من العيون التي تتابعها رغما عنها
و كثيرا ما تحمل المرأة مباشرة بعد الزواج حتى لا يقال لها عاقر و عقيم
لكن هل تهأيت هذه الزوجة لدخول متاهة الإنجاب وأعباء الحمل
و الولادة ؟؟
و هل هي على استعداد نفسي بسيكولوجي؟؟
لتكون أما بالفعل لا مجرد طفلة تمسك بدمية ؟؟؟!!
كثيرا ما يقع التساهل في الامر إلى حد التهاون و تتفاجأ بوجود
مولود بين يديها
صحيح تشملها الفرحة ولكن تشلها المفاجأة و تتفاجأ بحجم المسؤولية
الملقاة على عاتق الأم المنتظرة
فأمامها هذا المخلوق الصغير و عليها العناية به و ارضاعه و تنظيفه
و تنويمه وخلفها واجبها كزوجة و تلبيتها لحاجيات الزوج خصوصا
إن لم يكن متفهما و قد تتناسى حاجياتها هي و تضيع بين ارضاء
هذا و ذاك
صحيح الأمومة تضحية و نضال و دوام ليلا ونهارا ولكن من لم
تتهيأ تتوه و تدخل فيما يسمى باكتئاب ما بعد الولادة
فالمرأة كائن هرموني تتحكم فيها ارتفاع و انخفاض الهرمونات
فيشتد و يقل و ينخفض و يصعد و يكون التوتر

لذا لتجنب هذه المشكلات على كل فتاة قادمة على الزواج أن تدخل
دورات مكثفة و تقرأ الكتب التوجيهية و تعد نفسها سلوكيا و نفسيا
وتتهيأ لدورها لتكون الأم التي تستحق هذا اللقب و به تتوج
فالتوعية و التثقيف واجب أن تخوضه كل أنثى لتتحصن للمستقبل
فتعد العدة الجيدة لتكون النتائج جيدة ومضمونة
غالبا ما نرى الزوج يشتكى من اهمال الزوجة له بعد الإنجاب
و انشغالها بالأطفال
والزوجة تشتكي من كثرة المسؤوليات وأكوام الواجبات
ثم نسمع شكاوي الأبناء من الأباء
وهذا ما نقرأه على صفحات المنتدى من تبرم الفتيات
و ضيقها من شح الأبوين العاطفي و معناتها من الجفاف و القسوة
و الحرمان و يصل الأمر عوض الدعاء لهم الدعاء عليهم
و تنقلب الموازين و يختل قانون الحياةو تداعى العلاقات

تجنبا لكل ذلك علينا فهم معنى الإنجاب للقيام بدورنا كأباء
فمسؤلياتنا تتعدى توفير السكن و المأكل و الملبس ووو
و كل الضروريات الحياتية بل هناك التزامات عاطفية
كالتقرب و التوادد و التراحم و التوجيه و الإرشاد والنصح
بدون ضغط المراقبة بدون تقييد و الملاطفة و المعاملة الحسنة
فالإحتياج العاطفي يجتاح الأبناء فيكون التمرد و العقوق و الجحود
نحن لا نلتمس لصغارنا الأعذار و لكن ماذا ننتظر من أم تريد
أن تثبت ذاتها في الوظيفة و تتغافل على دورها الطبيعي كأم
و أب يتشاغل بعمله و ربما سفرياته و أصحابه و في آخر القائمة
يأتي الأبناء و يكتفي برمي المال !! ; و قد لا يهتم و يندس في عالمه
هناك الأم التي تعطي وقتها للماتها و اجتماعاتها و تحرص على
مظهرها و تترك الإبن خلف ظهرها بأيدي الخدم و رياض الأطفال
و الدروس الخصوصية و أصحاب السوء و التلفزيون الأنترنت...
للأسف بدأنا نرى هذا التفكك و الإنفلات في هذه الحياة المعاصرة
و بدأ دور الأباء يخفت و يبهت و يعلو صوت الأبناء وطلباتهم
التي لا تنتهي لإننا عودناهم على المادة و المشاعر جامدة
أعود لأختي المرأة لأني موقنة بأن مسؤوليتها في التربية تفوق
الرجل و دورها أعظم و هي دوما تكون الأقرب و الأكثر تفهم
أختاه تجهزي لدورك كما تتجهزين ليوم عرسك اطلعي تثقفي
تزودي بالمعلومات فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيّب الأعراق
أيتها الشجرة الطيبة بالأمس كانت الأمومة حلمك وتتمسكين بمجرد
دمية فهل تفرطين اليوم في كبدك في قطعة منك و بعضا من روحك
أهمس لكل أم لا تكوني شموعا تحترق بل لتكوني ورودا فيحاء تعبق

هذا مجرد رأي أخياتي فشاركوني
بإمضاء و قلم روح الفن :26:
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك روح الفن
وجزاك خير الجزاء في الدارين