الله أكبر...الله أكبر ...لا إله إلا الله
الله أكبر...الله أكبر...ولله الحمد
هو يومٌ وأيُّ يوم؛يومٌ مشهود"وشاهد ومشهود"-البروج3
- يومٌ أكمل الله فيه الملة وأتمَّ به علينا النعمة وكفى بها نعمة،قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-:"إن رجلاً من اليهود قال:يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً،قال :أي آية؟ قال:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" قال عمر:قد عرفنا ذلك اليوم نزلت فيه على النبي-صلى الله عليه وسلم-وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
يوم نتسامى ونعلو ونرتفع ونخرج من هذا الجسد البشريّ الذي قيدنا بشهواته ورغباته ونطير في علياء الأرواح والنفوس التّقية النّقية الطاهرة المكرّمة المجبولة على ما فطرها ربها-عز وجل- حتى تستحقّ أن يباهي بها خالقها –عز وجل-أهل السماء "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء" وتستحقّ أن تُخلَّد في جنَّات ونهر في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر "ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه عبداً من النار من يوم عرفة".
نعم هم شعثٌ غبر!لكنّ الله –عز وجل- تنزّل للسماء الدنيا تنزُّلاً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ليباهي بهم الملائكة ويُنزِل عليهم رحماته حتى يصبح الشيطان صغيراً حقيراً ذليلاً من شدة ما يرى من رحمة الله –عز وجل- وتجاوزه عن ذنوب العباد وهو المطرود من رحمة الله قال -صلى الله عليه وسلم: "ما رئي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفه وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أري يوم بدر".
من أيام وليالٍ ليست الأيام والليالي مثلها؛ليالٍ أقسم الله بها"وليالٍ عشر"-الفجر2-،أيامٌ فضّلها الله على سائر نظيراتها من أيام السنة كلها قال -صلى الله عليه وسلم-:"ما من عمل أزكى عند الله –عزوجل- ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى قيل:ولا الجهاد في سبيل الله؟قال:ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"
في شهر وأي شهر؛شهر حرَّم الله فيه القتال "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم"-التوبة36- واختصَّه بالحج "الحج أشهر معلومات"-البقرة197-
يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم الوقوف بأرض عرفات وهو يوم الحج الأكبر لقوله –صلى الله عليه وسلم-:"الحج عرفة".وعرفة وعرفات اسمان لمسمىً واحد تعددت في سبب تسميته الآراء فهو مكان التقاء آدم -عليه السلام- بزوجه بعد أن هبطا من الجنة،وهو مكان تعارف الناس واعترافهم بذنوبهم وسؤالهم للباري أن يغفرها.
<<الغنيمة يوم عرفة >>
هل ستقسم الغنائم على جيش المؤمنين الملبين المستغفرين المهللين المكبرين الراجين للمغفرة والخائفين من العقاب الطالبين للجنان والمستعيذين من لهب النيران ونحن نقف متفرجين لا ناقة لنا ولا بعير؟! لا ذنب يُغفر ولا عيب يُستر؟! لا ميزان يُثقل ولا زلة تهدر؟! أم سيكون لنا نصيب من هذا الخير العميم الذي فاض به ربنا علينا وطاب؟!
*علينا الإسراع بالطاعات والإكثار منها فالصلاة على وقتها، وقراءة القرآن،وذكر الله عزوجل في كل وقت وحين حتى لا نترك ثانية تمر من هذا اليوم المبارك إلا ونحن بمعية الله-عز وجل- حتى وإن كنا نمارس ما لا غنى عنه في حياتنا اليومية فلنستحضر نية العبادة لله عز وجل في كل ما نقوم به بحول الله وقوته.
**صيام هذا اليوم المشهود،ولتصم جوارحنا عن المعاصي قبل أن تصوم أحشاؤنا عن الطعام والشراب، فلا ننظر ولا نسمع ولا نمشي إلى ما يغضب الله ولا ننطق بما لا يرضيه،لنمحو ما في صحائفنا من ذنوب سُترت في سنينَ خلت وأيامٍ أقبلت،قال صلوات ربي وسلامه عليه:"صيام يوم عرفه احتسب على أن يكفر السنة التي قبلهُ والتي بعده"
***الإكثار من قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير"اقتداءً بالنهج القويم للأنبياء والمرسلين...
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ) رواه الترمذي ( 3585 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1536 ) .
****الإكثار من الدعاء والتضرع والتذلل وإظهار التبرؤ من الحول والقوة بين يدي العزيز الغفار الذي يسمع دعاءنا ويستجيب لحاجاتنا لأننا عباده الذين وعدهم بالإجابة فقال:"ادعوني استجب لكم"،فادعي بكل ما تتمنين من خيري الدنيا والآخرة لكِ ولأخواتكِ وللمسلمين جميعاً ولا تنسينا.
<<سلفنا الصالح وعرفة>>
لنا في نبينا-صلى الله عليه وسلم-وفي سلفه الصالح أسوة حسنة "اللهم شاب رأسي ورقَّ عظمي فاقبضني إليك غير مفرّطٍ ولا مفتون اللهم اسألك شهادةً في سبيلك وميتةً في بلد رسولك".....إنه الفاروق عمر بن الخطاب على صعيد عرفات في آخر حجةٍ له وقد استجاب الله دعاءهُ واستشهد-رضي الله عنه-مطعوناً واقفاً يصلي في المحراب.
رأى عمر بن عبد العزير الناس يتسابقون يوم عرفة على بعيرهم وخيولهم فقال:ليس والله اليوم من سبق جواده وبعيره ولكن السابق من غُفر له.
وقف مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة، فقال أحدهما: اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي. وقال الآخر: ما أشرفه من موقف وأرجاه لإله لولا أني فيهم!.
قال عبدالله بن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تذرفان فالتفت إلي، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له.
"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"-المائده3-
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
اسأل الله أن ينفعنا بما قرأنا وما علمنا وما قدمنا وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون به إلى الجنة ويلقى به في نار جهنّم.
وصلِ اللهم على محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كفى بالاسلام نعمه @kf_balaslam_naamh
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



.✿✿✿.
سلمت يمينك على هذا الطرح القيم والمتميز جدا.
الله يجعله في ميزان حسناتك ووالديك .
.✿✿✿.
سلمت يمينك على هذا الطرح القيم والمتميز جدا.
الله يجعله في ميزان حسناتك ووالديك .
.✿✿✿.

الصفحة الأخيرة
وجعل الله كل ما كتبتيه في
ميزان حسناتك اللهم أمين