ربي اغفرلي

ربي اغفرلي @rby_aghfrly

كبيرة محررات

آآآآآمييييييييييييين.........! !!!!!!!!

ملتقى الإيمان




"نحن أمة تؤمن بعالم الغيب، وتهمل عالم الشهادة، وتجابه أمة نسيت عالم الغيب وآمنت بعالم الشهادة بدعاء موجه لعالم الغيب ولا يصاحبه عمل صالح يرفعه في عالم الشهادة، فكانت العاقبة أن خاصمها العالمان: عالم الغيب، وعالم الشهادة".

آمين
اللهم اهدنا فيمن هديت

آمين
وتولنا فيمن توليت

آمين
وبارك لنا فيما أعطيت

آمين
وقنا واصرف عنا شر ما قضيت

حقًّا
إنك تقضي بالحق ولا يُقضَى عليك

نشهد
إنه لا يُذَل من واليت ولا يُعَز من عاديت

يا الله
تباركت ربنا وتعاليت

يا الله
لك الحمد على ما قضيت

يا الله
ونؤمن بك ونتوكل عليك

يا الله
أنت القوي ونحن الضعفاء إليك

يا الله
أنت الغني ونحن الفقراء إليك



ذلك هو الدعاء الذي تفتحت عليه عيوننا، وتلقفته أسماعنا، وطافت فيه أرواحنا، في مسجد القرية، ونحن صغار نخطو أولى خطواتنا نحو المسجد، وهو دعاء موجز ومختزل وبسيط. فإيجازه من إيجاز حياتنا الريفية التي لا تتعدى مفرداتها الرئيسية: بقرة، حمار، فأس، طين، ضريح، غيط........

دعاء بسيط يحوي الكثير من المعاني العقدية، في عبارات إقرارية تلتمس المعنى الربوبي (نؤمن بك ونتوكل عليك).

كما يعبر اختزاله في معانٍ كلية عن سلبية عذبة.. يغذيها لطف وشفافية روحية منسجمة مع البيئة، وصفاء سريرة لا تحب الصراع وتألف العادة، وتعشق النمطية، ولا تقوى على التغيير (تولنا، قنا، بارك).

أما ذروة التضامن والتوحد بين المعاني والجوارح فتظهر عند قول الإمام: (قنا واصرف عنا شر ما قضيت) حيث تُقلَب راحة الأيدي في إعلان تضامني مع اللسان مؤداه عدم الرغبة في استقبال الشرور.

أما جواب المصلين الإيقاعي خلف الإمام (آمين، حقًّا، نشهد، يا الله)، فيشعرك بروح التواصل الجماعي، ويضفي على الصلاة طابع السكينة بما لهذه الترديدات من موسيقى وتناغم وأضواء روحية تسكب المعاني والإشراق في النفس، فتعمق أبعادها وتأسر لبها، فتهز رواكد النفس إلى ما وراء هذا العالم.

وفي المدينة مفردات أخرى

وفي ظل تعقد الحياة كان طبيعيًّا أن يخرج الدعاء من الحالة الريفية إلى الحالة المدنية، ليقترن بالمعاصرة، ويعتصر بالهموم اليومية، وبالتالي حوى الدعاء المدني الكثير من المفردات الجديدة، مثل الدعاء للأقليات المسلمة في العالم، والدعاء للقدس، والدعاء على الطواغيت، والدعوة لتحكيم الشريعة، كل هذا في بنود دعائية سجعية تُرفَع إلى الله في التجمعات.

كما صار لآمين محتوى رساليا، برجعها في الصدور، وتغلغلها في كوامن النفس، إلى خروجها لتتحول برنينها إلى حالة إثبات وجود، وإعلان هوية، وتبيان موقف.

فإذا كان يُنظَر للعمال والكادحين على أنهم يثبتون وجودهم من خلال الإضراب العام والاعتصامات، كان الدعاء نوعًا من الإضراب والاحتجاج، وكانت آمين هي لافتة النقد والبوح، والخروج عن قوانين المستبد، حيث تُفتح المساجد للمعذَّبين في الأرض، وللعصاة، والخاطئين، ومطاريد مدينة الاستبداد ليفرضوا على الواقع الاحتراق الأخروي، فيخرجوا وقد لامست وجوههم القداسة.

فآمين تحمل في طياتها جانبًا من السخط العام والرفض، وبالتالي أضيف للمساجد ـ بجانب وجودها ككيان عبادي شعائري ـ حضور سياسي واجتماعي، حيث تحولت آمين إلى (لا)، وتحول المكث في المساجد إلى كفارة عن المكث في سرادقات المبايعة والتأييد، والتهاب الحناجر بالاستغفار تكفيرًا عن خطيئة: "بالروح بالدم نفديك يا...".

ثورة صامتة وإرادات كسولة

وآمين حوار مع النفس، وحوار مع الله، وجمهورها عارف لحقيقة الموقع المهزوم الذي تتوسمه الأمة. فآمين بهذا المعنى ينبوع الثورة الصامتة، وتعبير عن إرادات كسولة تستدعي لحظات سعيدة لن تأتي من تلقاء نفسها.

وآمين نداء تحرري طارد للشحنات، مطهِّر للنفس من السخط؛ لأنهم يبكون، ويصرخون، وذلك يريحهم ويرخي عضلاتهم المشدودة، بعد أن بعثرت التلبية بقايا الغضب الكامن في الصدور.

ولكن بعد انتهاء هذه المعزوفة الحزينة من الدعاء والترديد، هل فكر الباكون في سبب هذا البكاء ونتيجته؟ أم قرروا الاحتفاظ برد الفعل في انتظار رد فعل الآخرين، حيث ينتهي الفصل ونحن ننتظر البادئ.

فبقدر ما يفسر الدعاء معنى التجائي إلى الله، كنُسُك تعبدي، إلا أنه يسفر الكثير من أسرار السلبية التي تسكن إرادة المسلمين، فكأن الدعاء أشبه بحالة انفلات من دائرة الحدث، وانزواء وتقوقع خارج المواقف، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فالإنسان هو القوة والطاقة القادرة على تحريك الثوابت، ومنحها القوة اللازمة للحركة.

فآمين وحدها دونما عمل صالح يرفعها، تعبير عن تعمق "الحنجورية والشعارانية"، حتى في العبادات، حيث نظن أنه بالضجيج وحده سنرضي الرب، كما يرضي ضجيج "بالروح والدم" الزعماء، وأننا بهذه الهمهمات سنفضي إلى النعيم ونرث الأرض باعتبار أن ما نقدمه ونفعله هو الصلاح شرط التوريث "الأرض يرثها عبادي الصالحون".

إلا أن جمعًا من المفسرين أوضح أنه إذا كان المقصود بالأرض الدنيا، فالموعودون هم الصالحون لعمارتها، أي الصالحون لتزيينها وبنائها، فالله ليس منحازًا لأحد، كما يقرر أبو العباس بن تيمية في بداية رسالة الحسبة: "إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يُروَى أن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة".

فهل الدعاء بهذا الشكل، هو الدعوة إلى معاقل الغرور التي قال عنها صاحب المنار: "يأوي إليها الكسالى والجهَّال والفُسَّاق من المسلمين الذين جعلوا الدين كالجنسية السياسية، وظنوا أن الله العزيز الحكيم يحابي من يسمي نفسه مسلمًا أو يفضله على من يسميها يهوديًّا أو نصرانيًّا بمجرد اللقب، وأن العبرة بالأسماء والألقاب لا بالعلم والعمل!!".

وبالتالي فما معنى إيمان يركن إلى عالم الغيب وحده ويركل عالم الشهادة، ثم يناجي ربًّا هو عالم الغيب والشهادة؟ وما معنى إيمان يؤمن بالروح ويكفر بالمادة، وتزيد فيه الدوافع المعنوية عن الدوافع الحسية؟

فهل يتحول منطوق الخيرية في "كنتم خير أمة" بشرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منطوق: "نحن أبناء الله وأحباؤه"، وبالتالي نطلب من الله "أن يهلك الظالمين بالظالمين، ويخرجنا من بين أيديهم سالمين غانمين". ونطلب من السماء أن تحارب عن الأرض!!!.

القرآن ذاته حل هذه المشكلة، ونقلها من السماء إلى الأرض، حيث تحول التغيير من خارج الإنسان إلى داخله، ومن الغيب إلى الشهادة.

فدساتير الكون ونواميس الوجود شريعة إلهية لا تقل عن شريعة القرآن والإسلام، فكما أن المسلم الذي يخالف شريعة القرآن ويخرق دساتيره ونواميسه يناله عذاب أليم في الآخرة (في الغيب)، كذلك عصيان الشريعة الكونية ونواميس الحياة وعدم فهمها والالتحام بها والتجاوب مع إشاراتها يعاقب عليها المسلم في الدنيا (في الشهادة) بالهزيمة والانكسار، ولو كان يملك إيمانا راسخًا.

فإذا كانت الأصولية الدينية تسعى لنيل رضا الله -عز وجل- في الآخرة، فإن الأصولية الدنيوية تسعى لرضاه سبحانه وتعالى في الدنيا.

إن الدعاء يصير عملاً إيجابيًّا مقبولاً عقلاً وشرعًا، ومُبشَّرًا وموعودًا بإجابة الله -عز وجل-، إذا سبقه استفراغ للوسع وللطاقة، وأخذ بالأسباب، وأداء للواجبات، ولنا في فعله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر أسوة ومثَل. فلقد درس النبي -صلى الله عليه وسلم- الموقف جيدًا بكل عناصره واحتمالاته واستشار أصحابه، وأعد معهم خطة الحرب، واختار الموقع، ونظَّم الصفوف، ثم بعد أن انتهى من ذلك كله، وقف في عريشه متجهًا إلى القبلة، رافعًا يديه إلى السماء يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تَهْلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعْبَد في الأرض" فما زال يدعو حتى سقط رداؤه عن منكبيه -صلى الله عليه وسلم-.

وكذا كان فعله -صلى الله عليه وسلم- في كل الغزوات والأزمات: عمل جاد وأداء للواجبات يُتَوَّج بدعاء يستجلب التوفيق، ومباركة تلك الأعمال من الله -عز وجل-، وليس العكس.

القَدَر من زاوية أخرى

إن القَدَر يجري بين صراع إرادات وأفعال بشرية، فالقدر تاريخيًّا هو بناء حي مشاعري، تقاطرت فيه المشاعر الفردية لتشكل تكتلاً منحوتًا إذا نظرت إليه من مدى بعيد. ولكن عند الاقتراب ستشعر أن هذا التكتل المنحوت ما هو إلا خلايا حية في حالة حركة سريعة، وأن الخط المتعرج ما هو إلا إرادات وسير حركي للتاريخ ناتج عن حركة البشر. فالتاريخ هو الإنسان، والوقت هو الإنسان، والفعل هو الإنسان.

فإذا كانت بداية التغيير "حتى يغيروا ما بأنفسهم" قابلة للتغيير، تصبح كل المراحل قابلة لأنْ تتغير؛ لأن الحتمية أصبحت اختيارًا يتحقق داخل النفوس، وللإرادة مطلق الحرية في مطلق التغيير المجهَّل في الآية، سلبًا أو إيجابًا، تدعيمًا لفكرة، أو هدمًا لها، انتماءً لفئة، أو تحيزًا ضدها.

إن نصر المؤمنين المذكور في "وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين" لن يتم إلا بالإيمان بالعالمَيْن "الغيب والشهادة"، والإيمان ما وقر في القلب وصدَّقه العمل.

وصدق الله في حديثه القدسي: (إن لله عبادًا إذا أرادوا أراد).

وأخيرًا ندعوه سبحانه: اللهم عونك على أن تجعل أقوالنا أفعالاً، وأفعالنا نصرةً لدينك، ولا تجعلنا من الذين يقولون ما لا يفعلون، فقد كبر مقتًا عندك أن نقول ما لا نفعل

منقووووووووووووول
2
652

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

fivesisters
fivesisters
جزاك الله خير
بيدابول
بيدابول
بارك الله فيك