أقف أعلى السفح ...و إلى العمق أرنو
بعد دقائق سأقطع كل صلة لي بهذا العالم المر
تعالت زفراتي..أليس هذا ماأسعى إليه و أصبو
لطالما تمنيت أن أمضي لمعانقة أنواء الفجر
ثكلتك يا قلبي..مازلت للقياهم تحن وتهفو
لكنني رأفة بك سأختمك في قمقم وأطوح بك لقاع البحر
ففي كل مرة تتحامل على جراحك وتبادرهم بالعفو
يتجاهلون عفوك ويتوغلون في جرحك..فياله من قهر
لقد مقتهم ومقت سيرهم على ضريحك بكل زهو
لنمضي معاً..سأضمك بين جوانحي..ونرتحل عن غوغاء البشر
رمقت إولئك الجالسين أمامي وقد سرت الهمهمة بينهم وأصاب الجمود تلك
الوجوة الشاحبة..ممدت كفي إلى قلبي الجالس بجواري وقلت له:هلم بنا لا
مكان لنا بين هؤلاء القوم الرافضين لوجودنا..خرجنايد بيداً والقمر ينظر إلينا
من علياء سماءه يرسل بأشعة فضية تتخللها نغمات حزينة..أحسست بخيبة
الأمل تستولي على ذلك السائر بجانبي , شددت من قبضتي على كفه..لطالما
نصحته بعدم الركون إليهم ولكأنه كان يرميني دوماً بالتشكك وعدم الثقة بالغير
والتشاؤم ولا يستمع لي , ثم في نهاية المطاف ينظرحوله فلا يبصر سواي احتويه
بين أضلعي وأخفف من مصابه , لاحت مني نظرة إليه رأيت فيها الدموع
تهطل من عينيه ونحيبه المكتوم يحتد مرة بعد اخرى..تقاربت خطانا على هذا
الدرب الضنك , المحفوف بتلال تلقي بظلالها عليه فتبدو كأشباح يتحلقون حول
نارهم في طرب..إلى أين يأخذنا هذا الدرب؟سؤال ضج في رأسي مخلفا العديد من
التساؤلات في نفسي..تطلعت إلى الأمام أتابعه بفضول..إنه يختفي خلف التلال..إنه
يذهب إلى الفجر حيث لم تطأ قدما بشر..حيث الطهارة..فالأرض هنا تشربت آثام و
خطايا هذا المخلوق..تابعنا مسيرتنا والنجوم ترنو إلينا كأنها ذاهلة من وجهتنا..فلما
أدركنا التعب..جلسنا متقابلين علىتلك الرابية المطلة على ذلك الوادي المترامي
الأطراف..فلما التقت نظراتنا ..رأيت في تلك العينان شعور بالذنب وتخاذل يتخلل
تلك النظرات..اعتراهالضعف.. فهاقد تقوس ظهره وتخاذلت يداه إلى جانبيه..وأخذ
صدره يعلو ويهبط بالنشيج..وسرت في جسده رجفة شملت جميع أطرافه..فهاهو
أمل اخر يتحطم على صخرة الواقع..بدد نشيجه سكون الليل وعتمته..احطته
بذراعي وضممته إلى صدري بشده , خلته في لحظه قد استقربين أضلعي و
هاهو يرتجف بين يدي وقد تهاوت صروح آماله الواحد تلو آلاخر, وقد الحق مد
وجزر هذه الحياة الخراب ببنيان طموحه..امتزجت أدمعي بأدمعه..واتحدت آهاتي
بآهاته..فلما استكان وهدأ وهممت بالمسير لحظت في سكناته التردد والرغبة في العودة
إليهم..خالجني شعور مريع بالغضب..أحسست ببركان يقذف حممه يزمجر في داخلي..
التهبت كل خلية من خلاياي بالغضب والاستياء..يالهذا القلب الضعيف..تملكني شعور
باليأس من هذه المضغة الغبية ..أحسست بأني أرزح تحت ثقل كل هذه التلال والجبال
المحيطة بي..أعمى الغضب بصيرتي,وتدفقت دموع حيرى من مقلتاي..توجهت إليه و
قد توجس خيفة مني , ضممته إلي بكل ماأوتيت من قوة للمرة الاخيرة , ثم أزحته من
طريقي..وأطلقت ساقاي للريح..أعدو وأعدو متجاهلة توسلاته وقفزت من أعلى التل ..
سقطت الدمعة الاخيرة من عيني ..تدحرجت على تلك الصخور, حامله معهاكل ما جاش
في صدري في هذه الحياة من أحاسيس يتيمة لتصدم بصخرة بعثرت اِشلاءها يمنة ويسرة..
هبط قلبي إلى الوادي وركع على ركبتيه يجمع اِشلاءدمعي..ويسكب دمعه عوضاً عنها.
اتمني ان تحوزهذه القصيده علي رضاكم
والي القاء:27:

الحوت @alhot_1
عضو نشيط
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
مع تحياتي:
فطيم....