آخر الهموم
رن جرس المنبه كعادته كل صباح ... قفزتُ من السرير مسرعة إلى الحمام .... فعندي الكثير والكثير لأعمله قبل ايقاظ زوجي وأولادي ..... صليت الفجر ... ثم توجهت إلى المطبخ لكي أعد وجبة الإفطار ..... وكذلك أعد للأولاد وجبتهم المدرسية ..... و أعد لزوجي ترمس الشاي الذي يحمله معه للعمل ..... فتحت الثلاجة ياترى ماذا أصنع الآن؟ هل أعد البيض المقلي أم المسلوق ؟ أم اعد سندويتشات الجبنة واللبنة مع الخيار ؟ أوف أنا في حيرة ... حسناً ماذا أعددتُ لهم بالامس؟ آآآآه تذكرت ، لقد أعددت بالأمس شطائر التونة مع الذرة ... اليوم سأعد لهم فطائر البيض مع الجبنة .. الاولاد يحبونها وكذلك زوجي ... هل يوجد حليب كافي للجميع ... ربما سأعد بعض عصير البرتقال .... أبنتي ريم تحبه كثيراً ....
ساترك الفطائر في الفرن واذهب لأوقظ الاولاد واباهم .... هيا يا أحبائي حان وقت الاستيقاظ ... هيا ..... وبعد مرور الساعة انتهى السباق الصباحي وذهب الاولاد للمدرسة و توجه زوجي لعمله راضياً سعيداً.................
وبقيت وحدي في المنزل ..... الآن افكر بعمق شديد ماذا ساعد للغداء ... ياإلهي هي دوامة لا تنتهي ... سأرى ماذا عندي في الفريزر و اقرر بعد ذلك ماذا أطبخ ........... هنالك الدجاج و السمك .... سأختار الدجاج و اعد كبسة ........ وتمر الدقائق وراء الدقائق وأنا في المطبخ أقطع البصل و الطماطم و اطبخ الرز ......
تزدحم الافكار في رأسي كما تزدحم اعمال المنزل بين يدي !... عندما أنتهي من الطبخ ساهاتف والدتي لم يتسن لي الوقت الكافي لمحادثتها بالأمس فقد انشغلت بتدريس ابني محمد لأن لديه امتحان اليوم...
جهزت الكبسة اللذيذة ... و ذهبت إلى غرف أبنائي و لملمت الغسيل و وضعته في الغسالة ... و سحبتُ المكنسة إلى الصالة لكي أنظفها و لم أنسَ جلب الفوطة لمسح الطاولات و كل شيء عن الغبار ..... يتوسط مكتبة الصالة مصحف كبير له اطار مذهب جميل أهدته لي أختي عندما انتقلتُ لبيتي ... بدأتُ أمسحه بالفوطة وأنا أفكر يا الله كم مر من الوقت دون أن أقرأ شيئاً من القرآن....! لابد أن ابدأ بالقراءة اليوم .. ولكن! بعد أن أنتهي من الغسيل و التنظيف .... توجهتُ بعد ذلك إلى غرفتي و رتبت السرير و التسريحة ومسحت المرآة... (اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي) إنه دعاء المرآة ... لقد حصل زوجي على هذا الملصق الذي طبع عليه دعاء المرآة منذ سنين و أحضره ألصقه هنا .... و أصبحتُ كلما أنظر للمرآة أردد الدعاء ... ولكن مع مرور الأيام صرتُ أنظر للمرآة على عجل وأنسى قراءة الدعاء.... لقد أعتدتُ وجوده على المرآة حتى صار غير مرئي بالنسبة لي .... ولا أدري إن كان زوجي يردده أم لا .... لم أسأله قط!........
توجهت بالمكنسة إلى المجلس ... فقد أخبرني زوجي بأن بعض أصدقاءه سوف يأتون لزيارته الليلة ... ولن أنس بالطبع وضع البخور و التجهيزات الأخرى ......
الله أكبر .. الله أكبر ... أُذن لصلاة الظهر و مازال امامي عمل كثير ....... ولكنني سأصلي ثم أنهي العمل .... توضأت و بدأتُ الصلاة .... قرأتُ الفاتحة وأنا أفكر هل اغير ترتيت كنبات المجلس ياترى أم اتركها كما هي ؟ وبدأتُ أقرأ الإخلاص ... ........ انهيت الركعة الأولى والثانية ...... وحين هممتُ الرفع للركعة الثالثة تسائلتُ ماذا سأعمل من حلويات لضيوف زوجي ؟ هل أعد البسبوسة أم الكنافة ؟ ....... وأتممتُ الركعة الثالثة فالرابعة... وسلمت ..... وقفزتُ سريعاً أتفقد الثلاجة هل لدي كل مقادير الحلا ؟؟؟ !.........
.......
......
......
تساؤلات كثيرة لاتنتهي .... و روتين يومي مضني..... فكم منا من مرت بهذا الحال ... وكم منا من مرت بما هو أكثر من ذلك ..... أخذتنا هموم الحياة و جعلنا العبادة وقراءة القرآن وصلة الرحم آخر الهموم ......! ونسينا قول الله تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))... فالهدف الحقيقي من الخلق والحياة هو العبادة لله تعالى و لكننا صرنا نتذكر كل شيء و نفكر في كل شيء و نؤدي العبادة دون تفكير و لاتمعن ولاتجويد ......!
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


الله يجزاك خير ..
والله الواحد يصلي وإذا خلص يحاول يتذكر كم ركعة صلّى ..!!
الله يرحمنا برحمته ويعفو عنا ويهدينا للحق ..
والله الواحد يصلي وإذا خلص يحاول يتذكر كم ركعة صلّى ..!!
الله يرحمنا برحمته ويعفو عنا ويهدينا للحق ..

سكين
•
الله يجزاكـ كل خير
صحيح بعض النسااااء كأنهااا خلقت للعمل في المنزل فقط
لااقول ليست مأجوره ان شاءالله ستؤجر لكن لاتجعل جل اهتمامهااا بذلكـ
صحيح بعض النسااااء كأنهااا خلقت للعمل في المنزل فقط
لااقول ليست مأجوره ان شاءالله ستؤجر لكن لاتجعل جل اهتمامهااا بذلكـ
![]]الزين كله[[](https://cdn.hawaaworld.com/images/user_avatar.png)
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا غاليتى