آخر قصة خطتها أناملي لمنتداي الحبيب..مطلوب نقد بناء

الأدب النبطي والفصيح

قررت منذ فترة أن أشارككن بكتاباتي لأنكن غاليات على قلبي..
أتمنى منكن ألا تكتفين بالقراءة بل تنقدن هذا النص البسيط الذي كتبته في عجالة, فرأيكن يهمني..
لا ترحمنني لو سمحتن.. لو وجدتن أي خطأ سواء كان لغوياً أو أدبياً, فلا تترددن في اطلاعي عليه..
هدفي هو أن أحسن كتابتي الأدبية و أتمنى منكن المساعدة يا أجمل مبدعات..

فاليكن هذه القصة المتواضعة..



في عينيك أرى ضعفي


باغتني بتلك النظرة الثاقبة التي تملؤها الحيرة و التساؤلات.. قرأت في عينيك تقصيري تجاهك و قرأت في عينيك ذنبي العظيم فأنا ألهو و استمتع بالحياة و أنت تتألم و تعاني بصمت..
أشحت بعينيَّ فنظراتك تطعنني بسهامها و بدأ القلب يدمى, فتشاغلت بالنظر الى سيارات المارة في الطريق عسى أن تمل من الوقوف أمامي و ترحم ضعفي. و وددت لو أغمض عيناي ثم أفتحهما فلا أجدك و يختفي كل تأنيب الضمير و تعود حياتي كما كانت هادئة و جميلة و لا ينغصها شيء. و لكني أغمضتهما مراراً و لا زلت أرى عيناك الواسعتان السوداوان ينظران الي بنفس الحيرة و التعجب..
نظرت الى ملابسي علني أعرف ما الذي يجعلك تحدق بي, فلم أرَ شيئاً غريباً, ملابسي مثلما هي في العادة مرتبة و نظيفة و غالية و تماشي آخر صرعات الموضة العالمية فأنا من هواة اقتناء الملابس الجميلة.. نظرت الى حقيبتي فوجدتها كالعادة من أفخم الماركات و أغلاها و لونها يتماشى مع لون حذائي الإيطالي ذي الكعب المستدق..

كل ما ألبسه مرتب و متناسق و جميل, إذاً لماذا لا زالت عيناك تتبعاني؟
نظرت الى ساعتي السويسرية بأحجارها الماسية النافرة من جوانبها و تململت في وقفتي.. فأنا انتظر السائق منذ ربع ساعة و بدأ الملل يتسرب الي و أنت لا ترحمني من نظراتك المحملة بالمعاني..
آه, قد تكون عينيَّ هما ما يشغلناك.. ليس فيهما شيء مميز سوى العدسات الزرقاء التي أغير لونها حسب ملابسي, فقد ألبس عدسات خضراء أو عسلية أو رمادية على حسب مزاجي و لون ملابسي..و ليس على عينيَّ شيء سوى بعض الكحل و نظارة شمسية كبيرة لمصمم فرنسي مشهور.

يا إلهي, متى سترحمني و تبتعد؟ لا استطيع الحراك و أنا أراك أمامي تجسد كل ما أخاف منه و كل ما يعذبني في لحظات صحوتي.. أريد أن أعود للغيبوبة اللذيذة و أنسى بأني قابلتك يوماً و فتحت عيناي على الحقيقة المرة..
لا أريد هذه الحقيقة فهي مؤلمة, غادرة.. أريد الجهل المريح الذي كنت أعيش فيه سعيدة من دون هموم.. من يعيد لي جهلي بعدما اقتحمت أنت عالمي و قلبته رأساً على عقب.
أخرجت هاتفي النقال من حقيبتي و اتصلت بالسائق و لكنه لم يرد. سأوبخه حالما يصل فقد تركني ضعيفة مهزومة أمام براثن نظراتك..
هبت نسمة ربيعية جميلة و لعبت بخصلات شعرك المتناثر حول قسمات وجهك الحادة فبرز جرح غائر في صدغك لم ألحظه من قبل.. يا ترى ما سبب هذا الجرح؟ من آذاك و من تجرأ على لمسك؟ من استطاع الهرب من عينيك و من احساس الذنب الذي يتولد بمجرد النظر اليك؟
لم أعد استطيع الاحتمال, ضميري بدأ بالصراخ و قلبي تعلق بعينيك و لم أعد بقادرة على الهرب منك.. علي أن أكلمك و أتغلب على خوفي.. علي أن أقترب و ألمسك و أدفن كل النصائح التي سمعتها من أمي و أبي.. لست سيئاً و لست شريراً.. أعرف في قرارة نفسي بأنك لن تؤذيني فلماذا الخوف إذاً؟ إنه نتاج ثقافتي التي تربيت عليها في بيت أهلي.. لم يخبرني أحد بأنه سيأتي يوم و أقف أمامك وجهاً لوجه و أجد نفسي تهفو الى القرب منك..
سأحسم هذا الصراع الآن و اتجه اليك فقد تعبت من معاندة قلبي و سأسلمه زمام الأمور..
مشيت خطوتين باتجاهك فإذا بك تبتسم بعفوية و يضيء وجهك كقمر على صفحة السماء.. الله ما أجمل ابتسامتك, ليتني اقتربت منك منذ زمن لأراها فقد بعثت في نفسي الراحة و الأمان.. الآن أنا متأكدة من قراري, فأنت لست سيئاً كما يقول الآخرون, فوجهك مفعم ببراءة لم أرها في حياتي من قبل.
لم ألحظ و أنا اقترب منك بأنك كنت تمشي باتجاهي أيضاً و كأنك متلهف على لقائي أكثر من تلهفي على لقائك. لا زلت لا أعرف لماذا اخترتني أنا دوناً عن الجميع لتنظر في عينيَّ و تأسر قلبي!

عندما التقينا هربت دمعة من تزمتي و أخذت طريقها نزولاً على خدي لتستقر في يدك الممدودة أمامي.
ما أصغر يدك, من أجبرك على مدها للناس؟ من أخرجك اليوم من بيتك حافي القدمين أشعث الشعر مغبر الوجه بملابس رثة و علبة من العلكة و علمك أن تمد يدك للناس؟ من اغتال طفولتك و استغلك ليجلس في البيت مرتاحاً و أنت تجمع له قوت يومه دون أي اعتبار لطفولتك البريئة؟
أم هل هي ظروف الحياة التي تركتك وحدك بلا عائل و أرغمتك على الهيام في الشوارع بحثاً عن لقمتك؟
لم استطع أن أكبح جماح لساني فاسترسلت بالاسئلة و لكنك اكتفيت بالابتسام و مد يدك.. لماذا لا تجيبني؟ هل تحتقرني لأني لم انتبه لوجودك من قبل؟ أم لأني لم أفكر يوماً بمساعدتك و أنا استمتع بالحياة و أظن بأن الناس كلهم سعداء مثلي؟
صدقني لم أعرف بأنك بهذه البراءة, كنت أظنك لصاً صغيراً كما قالت أمي.. و لكني الآن أعرف الحقيقة, أعرف بأن تحت هذه الملابس المتسخة قلب جميل و احساس مرهف يطل من عينيك.. ما أجملهما..

عدت و سألتك لماذا لا تجيبني فنظرت إلي بحزن و أشرت الى أذنيك ففهمت.. فهمت الآن لماذا تكتفي بالنظر و الابتسام.. فهمت لماذا لا تؤثر فيك تعليقات المارة القاسية و شتائمهم الفظيعة..
فهمت أن الله أراد لك ألا تستمع إلى جلف قلوبهم و قذارة ألسنتهم.. و لكني أريد أن أخبرك بأنك أجمل طفل رأيته في حياتي و بأنك صاحب أعذب نظرة رُميت بها.. ستفهمني بالتأكيد لأن الكلام الذي يخرج من القلب, يصل إلى القلب.. و قلبك الصغير أكبر من قلوبنا جميعاً مثلما هي ابتسامتك الصامتة..
أفقت على صوت سيارة خلفي, فإذا بالسائق قد حضر أخيراً.. لا أريد توديعك فأنا أخاف عليك من هذا العالم القاسي.. ماذا أعطيك لتواجهه؟ هل سيكفيك المال؟ أم هل ستدفئك بعض الملابس؟
حتى أعرف ماذا أفعل, لا أجد بداً من دس بعض النقود في يدك الصغيرة, و طبع قبلة دافئة على جبينك الوضاء..
مشيت بتثاقل الى السيارة و دموعي تسبقني, لم أكن أعرف بأنك موجود على وجه البسيطة فسامحني.. و لكن ثق تماماً بأني سآتي هنا كل يوم بحثاُ عنك إلى أن أعرف ماذا أفعل و كيف أخرجك من هذا العالم القاسي.. فانتظرني...
10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عيـــ الكوون ـــون
ما شاء الله
الله يحرسك ويحميك

رااااائعه

ومبدعه

واعذريني فانا لست اديبه
ولكن احببت فقط المشاركه

ودمتِ,,,
عروس الشام
عروس الشام
شكراً لك يا عيون الكون و ذوقك هو الرائع...

و أتمنى لو كانت لديك ملاحظة سواء على الاسلوب أو على الأخطاء اللغوية أن تذكريها لي لأنني أريد فعلاً تحسين اسلوبي..
***نور***
***نور***
الله يعطيكي العافيه
مشكوره
لتين..
لتين..
كما هو ينتظرها سننتظر نحن منك إبداعا آخر ولكني لاحظت أنك تعمقت في وصف مظهر الشخصية بداية بملابسها وانتهاء بعدساتها الملونة وددت من هذه النقطةأن تسيري على نفس الوتيرة بدون تفاصيل كثيرة هذا من وجهة نظر شخصية وأتمنى أن تكون معاول بناء لا هدم وعلى العموم القصة جميلة.. ودمت
هنوده الحبوبه
ما شالله حولك وحواليك عروس الشام ..
أسلوب مميز رائع .. وصفأكثر من رائع
شعرت أنني أرى هذا المنظر أمامي بكل تفاصيله ..
بالفعل كتبتي فأبدعتي بارك الله فيك وبانتظار المزيد لتتحفينا به
حقيقة شعرت بقشعريرة تسري في جسدي من جمال الأسلوب
( ما شاء الله لا قوة إلا بالله )

:26: :26: :26