أ- ذكر الله:
من أهم الآداب ، أن يذكر الإنسان ربه قبل دخوله موضع قضاء الحاجة حيث قد أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم أن مواضع قضاء الحاجة يوجد فيها الشياطين،
ورد في حديث أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (ستر ما بين أعين الجن و عورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول بسم الله)
قال الإمام النووي رحمه الله: ( قال أصحابنا : و يستحب هذا الذكر سواء كان في البنيان أو في الصحراء.
و قال أصحابنا رحمهم الله: يستحب أن يقول أولا : (بسم الله) ثم يقول (اللهم أني أعوذ بك من الخبث و الخبائث) و يقول عند خروجه : (غفرانك) أو ( الحمد لله الذي أذاقني لذته ، و أبقى فيّ قوته ، و دفع عني أذاه ) أي : أذاقني لذة الطعام و أبقى في قوته و نفعه و أذهب عني ما يضر و يؤذي.
ب- الدخول بالرجل اليسرى و الخروج باليمنى:
و ذلك لورود البدء بالتيامن فيما هو شريف، و البدء بالتياسر فيما هو دنيء
ج- عدم اصطحاب شيء فيه ذكر الله بشكل ظاهر:
لما روي أصحاب السنن عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه, و كان منقوشا عليه محمد رسول الله
د- الابتعاد عن الذكر و الكلام :
يكرهان في حالة قضاء الحاجة سواء كان في الصحراء أو في البنيان، و سواء في ذلك جميع الاذكار و الكلام، إلا كلام الضرورة
هـ- عدم قضاء الحاجة في ظل الناس و طريقهم و أماكن جلوسهم :
و ذلك لقوله صلى الله عليه و سلم : ( اتقوا اللاعنين الثلاث : البراز في الموارد ، و قارعة الطريق ، و الظل ).
و- الاستبراء من البول ، و تجنب النجاسة حتى لا تصيب الثوب أو البدن :
و ذلك لأن عامة عذاب القبر من عدم الاستبراء من البول كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه و سلم : (استنزهوا من البول فان عامة عذاب القبر منه )
و يكون تجنب النجاسة بعدم التبول في مهب الريح لئلا ترد البول عليه ، و كذلك الأرض الصلبة. كما يجب رفع الثياب حتى لا تصيبها النجاسة.
ز- عدم الاستنجاء باليمين :
لما جاء في الصحيحين عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا بال أحدكم فلا يأخذ ذكره بيمينه ، و لا يستنج بيمينه ، ولا يتنفس في الإناء ) و ذلك إكراما لليمين ، فهي للأمور الشريفة كالأكل و الشرب. أما الشمال فهي للدنايا كالإستنجاء ، و الامتخاط و ما شابه ذلك.
ح- عدم استقبال القبلة أو استدبارها :
روي البخاري و مسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة و لا تستدبروها ، و لكن شرقوا و غربوا ، قال أبو أيوب : فقدمنا الشام ، فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة ، فننحرف عنها ، و نستغفر الله )
ط- غسل اليدين بالماء و الصابون بعد الخروج من الخلاء :
لما ورد عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : (كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم ، فأتى الخلاء ، فقضى الحاجة ، ثم قال : يا جرير هات طهورا ، فأتيت بالماء ، فاستنجى ، و قال بيده ، فدلك بها الأرض ) حيث يقوم الصابون اليوم مقام الدلك بالتراب لأن الغاية هي الطهارة و إذهاب النجاسة و آثارها ، و هو حاصل بالصابون . مع عدم إغفال فائدة التراب في هذا الجانب ، حيث يمكن أن يقوم بهذا الدور عند عدم وجود صابون.
كل تلك الآداب التي أوردناها توضح لنا مدى سمو الإسلام و رقيه و هو يهذب المؤمن و يؤدبه ليجعله وعاء نقيا لاستيعاب تعاليم الإسلام و أحكامه و تطبيقها حق التطبيق ، و من ثم يأخذ الناس من القدوة الحسنة ، فالإسلام هو الرائد في ذلك ، و آدابه تختلف عن غيره لأنها تقوم على أساس ديني يراقب المؤمن فيه ربه ، فيلتزم بتلك الآداب في كل أحواله ، لا سيما فيما نحن بصدده الآن، حيث يكون الإنسان لوحده لا يراه إلا خالقه سبحانه و تعالى.
__________________
