الذاكرات

الذاكرات @althakrat

محررة ذهبية

آداب تلاوة القرءان من منتقى العلامة الفوزان - حفظه الله

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أخوتى فى الله هذه بعض الفتاوى من منتقى العلامة الفوزان فى آداب تلاوة القرءان,أٍسأل الله أن يجعلنا وأياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اللهم آمين.


1- هل يجب استقبال القبلة عند التلاوة‏؟‏

ينبغي استقبال القبلة، لأن تلاوة القرآن عبادة، والعبادة يستحب فيها استقبال القبلة فإذا تيسر هذا فهو من المكملات، وإذا لم يستقبل القبلة فلا حرج في ذلك‏.‏

2- هل القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب‏؟‏ نرجو الإفادة‏؟‏

أما من جهة قراءة القرآن في غير الصلاة فالقراءة من المصحف أولى، لأنه أقرب إلى الضبط وإلى الحفظ إلا إذا كانت قراءته عن ظهر قلب أحفظ لقلبه وأخشع له فليقرأ عن ظهر قلب‏.‏

وأما في الصلاة فالأفضل أن يقرأ عن ظهر قلب وذلك لأنه إذا قرأ من المصحف فإنه يحصل له عمل متكرر في حمل المصحف وإلقائه وفي تقليب الورق وفي النظر إلى حروفه، وكذلك يفوته وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر في حال القيام، وربما يفوته التجافي في الركوع والسجود إذا جعل المصحف في إبطه، ومن ثَمَّ رجحنا قراءة المصلي عن ظهر قلب على قراءته من المصحف‏.‏

هذا وبعض المأمومين نشاهدهم خلف الإمام يحملون المصحف يتابعون قراءة الإمام وهذا أمر لا ينبغي لما فيه من الأمور التي ذكرناها، ولأنه لا حاجة بهم إلا أن يتابعوا الإمام‏.‏ نعم لو فرض أن الإمام ليس بجيد الحفظ وقال لأحد المأمومين‏:‏ صلِّ ورائي وتابعني في المصحف إذا أخطأت، فرد عليه فإن هذا لا بأس به‏.‏


3- سؤال حول قراءة القرآن الكريم يقول‏:‏ أحاول قضاء وقتي في قراءة القرآن الكريم، ولكنني أتلعثم كثيرًا في قراءته، وعندي كثير من الأخطاء في القراءة فهل عليَّ إثم في ذلك‏؟‏ وأيضًا أثناء قراءتي القرآن الكريم والأحاديث والأدلة، تخرج تلك الأجهزة المعلقة في جسمي لقضاء حاجتي عن طريقها تخرج عن مكانها فأضطر لإعادتها بيدي وبعد ذلك أحاول رفع المصحف الشريف، أو تطبيقه فهل أنا آثم بذلك‏؟‏

أما قراءة القرآن الكريم فإنك تقرأ القرآن الكريم على حسب حالك، ولكن إذا كان عندك خطأ في القراءة فإنه يجب عليك أن تعدلها وأن تطلب ممن هو أحفظ منك للقراءة وأتقن أن يعدل لك القراءة وتتعلم عليه ما يلزم إذا أمكن ذلك، وإذا لم يمكن ذلك فإنك تقرأ على حسب استطاعتك، ولو مع المشقة‏.‏ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران‏)‏ ‏‏‏.‏ فلا تترك القراءة، لكن مهما أمكنك أن تصلح أخطاءك، فإنه يجب عليك ذلك‏.‏

أما من ناحية مس المصحف، فلا يجوز لك إلا من وراء حائل وأنت على هذه الحالة التي تذكر، أن الحدث يخرج باستمرار، ومن غير شعور منك، لأن المصحف لا يجوز أن يمسه إلا الطاهر، ولكن عليك أن تتلقى القراءة من غيرك، وأن تستمع إلى من يقرأ، أو تتخذ من الأشرطة المسجلة من القرآن الكريم والمصحف المرتل ما تسمع منه القرآن الكريم وتستفيد منه، هذا الذي أراه لك‏.‏

أما مس المصحف فلا يجوز لك وأنت على هذه الحالة، ولكن لا بأس أن تقرأ ما تحفظه من السور، ولا بأس أن تذكر الله عز وجل، بأنواع الأذكار الواردة، ولا بأس أيضًا، أن تقرأ الأحاديث النبوية، إنما الذي يُمنع هو مسُّ المصحف بدون طهارة، وإذا مسست المصحف من وراء حائل فلا بأس بذلك‏.‏
هل تصح قراءة القرآن وأنا مضطجع على السرير وإذا كانت لا تصح فما تفسير الآية الكريمة‏:‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏:

‏{‏الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ‏}‏ ‏‏‏؟‏

قراءة القرآن من المضطجع لا بأس بها سواء كان مضطجعًا على السرير أو على الأرض‏.‏ لا بأس بذلك فيتلو الإنسان القرآن على أي حال كان‏.‏ قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا‏.‏ وسواء كان متوضئًا أو محدثًا حدثًا أصغر‏.‏ إذا كانت القراءة عن ظهر قلب‏.‏ أما إذا كانت القراءة من المصحف فإن المحدث لا يجوز له مس المصحف حتى يتوضأ‏.‏

والحاصل أنه لا مانع من قراءة القرآن على أي حال ما لم يكن الإنسان على جنابة فإذا كان الإنسان جنبًا فإنه تحرم عليه تلاوة القرآن حتى يغتسل‏.‏ وكذلك الحيض والنفاس يمنعان المرأة من قراءة القرآن إلا في حال الضرورة كخوف نسيانه‏.


سمعت أن من يقرأ القرآن وهو لا يجيد قراءته أنه يأثم بذلك فهل هذا صحيح‏؟‏ وهل معنى هذا أن عدم قراءته له أفضل من قراءته مكسرًا‏؟‏

هذا له حالتان‏:‏

الحالة الأولى‏:‏ أن يكون قادرًا على إصلاح أخطائه في القراءة بأن يكون عنده من يتمكن من تعديل القراءة عليه ويعلمه القراءة الصحيحة فهذا لا يجوز له أن يبقى على القراءة المكسرة بل يجب عليه أن يعدل قراءته وأن يصححها، لأنه متمكن من ذلك‏.‏

والحالة الثانية‏:‏ يكون لا يقدر على تعديل القراءة فهذا يقرأ حسب استطاعته ومقدرته ولا يترك قراءة القرآن، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران‏)‏ ‏‏ فهذا له أجر القراءة وأجر المشقة‏.‏


إني أحاول أن أقرأ القرآن الكريم، وأحب كتاب الله كثيرًا، ولكن صدري يضيق عليَّ، فلا أستطيع أن أكمل التلاوة؛ فما هو الحل‏؟‏

الحل فيما أرشد الله سبحانه وتعالى إليه في قوله‏:‏ ‏{‏فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ‏}‏ ‏‏‏.‏

أرشدنا الله سبحانه وتعالى قبل أن نتلو القرآن أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم من أجل أن يطرد الله عنا هذا العدو وأن يبعده عنا‏.‏

وعليك بالتدبر؛ فإنك إذا تدبرته؛ فإن هذا مما يجلب لك الخشوع، ويرغبك بالقرآن الكريم، ولا يكون كل همك إكمال السورة أو ختم الجزء أو ما أشبه ذلك، بل يكون مقصودك هو التدبر والتفكر فيما تقرأ من آيات الله سبحانه وتعالى‏.‏

وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يطيل القراءة في صلاة الليل، ولا يمر على آية رحمة؛ إلا وقف وسأل الله، ولا يمر بآية فيها ذكر العذاب؛ إلا وقف واستعاذ بالله، مما يدل على أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقرأ بتدبر وحضور قلب ‏(1)‏‏.‏


4- والدتي أمية لا تقرأ ولا تكتب ولكنها والحمد لله تصوم وتصلي إلا أنها في قراءتها في الصلاة تقرأ آيات من القرآن الكريم مع شيء من التغيير بسبب جهلها فهل يعد هذا تحريفًا في القرآن الكريم تأثم عليه أم لا تؤاخذ على ذلك‏؟‏ وقد حاولت تعليمها القراءة الصحيحة فلم أستطع معها‏؟‏

والدتك لا تؤاخذ على ذلك إن شاء الله، لأن هذا هو منتهى مقدرتها، وقد جاء في الحديث أن ‏(‏الذي يقرأ القرآن الكريم ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران‏)‏ ‏‏ فما دمت أنك علمتها وحاولت إقامة لسانها في القراءة فقد فعلت حسنًا‏.‏ وهي حاولت أيضًا ولكنها لم تستطع فلا حرج عليها في ذلك إن شاء الله ولكن عليها أن تحاول تعديل القراءة، إما عن طريق التعليم وإما إسماعها السور التي تحفظها من أشرطة تسجيلات القرآن الكريم أو من مقرئ تحضر عنده - لعلها تستفيد - والإنسان إذا حاول أعانه الله‏.
1
397

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الذاكرات
الذاكرات
للرفع

للرفع