نورالجنة
نورالجنة
حــــقوق السلطـــان على الأمــــة

-=-=-=-=-=-=-====-=-=-=-=-=-=-=-=-=-==-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


الحق الأول: بذل الطاعة له ظاهراً وباطناً، في كلِّ ما يأمر به أو ينهى عنه إلا أن يكون
معصية؛ قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ } ، وأولو الأمر هم: الإمام ونوّابه –عند الأكثرين-. وقال النبي : (( السمع والطاعة على المسلم فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية )). فقد أوجب الله تعالى ورسوله: طاعة ولي الأمر، ولم يستثن منه سوى المعصية، فبقي ما عداه على الامتثال.

-=-=-=-==-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

الحق الثاني: بذل النصيحة له سراً وعلانية. قال رسول الله : (( الدين النصيحة))، قالوا: لمن؟ قال: (( لله، ولرسوله ، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، وعامتهم )).()


-=-=-=-=-=--=-=--=-=-=-=---=-=--=-=-==-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=--


الحق الثالث: القيام بنصرتهم باطنا وظاهراً ببذل المجهود في ذلك لما فيه نصر المسلمين وإقامة حرمة الدين، وكف أيدي المعتدين.

-==--=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


الحق الرابع: أن يعرف له عظيم حقه، وما يجب من تعظيم قدره، فيعامل بما يجب له من
الاحترام والإكرام، وما جعل الله تعالى له من الإعظام، ولذلك كان العلماء الأعلام من أئمة الإسلام يعظمون حرمتهم، ويلبون دعوتهم مع زهدهم وورعهم، وعدم الطمع فيما لديهم، وما يفعله بعض المنتسبين إلى الزهد من قلة الأدب معهم؛ فليس من السنة.

-==--=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


الحق الخامس: إيقاضه عند غفلته، وإرشاده عند هفوته؛ شفقة عليه، وحفظاً لدينه وعرضه، وصيانة لما جعله الله إليه من الخطأ فيه.

-==--=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


الحق السادس: تحذيره من عدو يقصده بسوء، وحاسد يرومه بأذى، أو خارجيٍّ يخاف عليه منه، ومن كل شيءٍ يخاف عليه منه –على اختلاف أنواع ذلك وأجناسه-؛ فإن ذلك من آكد حقوقه وأوجبها.

-==--=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


الحق السابع: إعلامه بسيرة عماله، الذين هو مطالب بهم، ومشغول الذمة بسبهم؛ لينظر لنفسه في خلاص ذمته؛ وللأمة في مصالح ملكه ورعيته.

-==--=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


الحق الثامن: إعانته على ما تحمله من أعباء الأمة، ومساعدته على ذلك بقدر المكنة، قال الله تعالى: { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى } ، وأحق من أعين على ذلك ولاة الأمر.

-==--=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


الحق التاسع: ردٌّ القلوب النافرة عنه إليه، وجمع محبة الناس عليه؛ لما في ذلك من مصالح الأمة، وانتظام أمور الملة.

-==--=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


الحق العاشر: الذب عنه بالقول والفعل، وبالمال والنفس والأهل في الظاهر والباطن، والسر والعلانية.
وإذا وفّت الرعية بهذه الحقوق العشرة الواجبة، وأحسنت القيام بمجامعها، والمراعاة لمواقعها؛ صفت القلوب وأخلصت، واجتمعت الكلمة وانتصرت )).

-==--=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=‬
نورالجنة
نورالجنة
هذه الصورة تم تحجيمها. اضغط على الشريط لمعاينة الصورة بالحجم الكامل. ابعاد الصورة الاصلية 720x491 و بحجم 92KB.



من أصول السنة عندنا:

من خرج على إمام من أئمة المسلمين .. فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين

إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا.من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:

فقد قال الإمام المبجل/ أحمد ابن حنبل -رحمه الله تعالى- كما في "أصول السنة" له:
وَمَنْ خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ, وَقَدْ كَانَ النَّاسُ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ, وَأَقَرُّوا لَهُ بِالخِلافَةِ بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَ؛ بِالرِّضَا أَوْ بِالغَلَبَةِ؛ فَقَدْ شَقَّ هَذَا الخَارِجُ عَصَا المُسْلِمِيْنَ, وَخَالَفَ الآثَارَ عَنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وعلى وسلم-, فَإِنْ مَاتَ الخَارِجُ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً .
وَلا يَحِلُّ قِتَالُ السُّلْطَانِ, وَلا الخُرُوجُ عَلَيْهِ لأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ, فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ عَلَى غَيْرِ السُّنَّةِ وَالطَّرِيقِ .




قال فضيلة الشيخ العلامة/ أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله- كما في شرحه لأصول السنة:

لا يجوز الخروج على الإمام المسلم حتى ولو كان عاصياً لله, ولو كان فاجراً فإنه لا يجوز الخروج عليه.
والخروج ينقسم إلى قسمين:
1- خروج بالفعل والقتال.
2- وخروج بالقول والتأنيب والإثارة على ذلك الإمام.
وقد جاء في حديث عبادة بن الصامت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعاهم إلى البيعة فبايعوه على السمع والطاعة في العسر واليسر, والمنشط والمكره, وألا نُنازع الأمرَ أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان والأحاديث في هذا الباب كثيرة ومشهورة, منها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من خرج على السلطان فمات فميتته جاهلية)) والأحاديث في هذا الباب كثيرة ومشهورة.
وإن مما يُعد من الخروج ذكرُ مثالبِ الولاة والطعن فيهم والإنكار عليهم بين الجموع الحاشدة, والاستهانة بهم؛ لأن هذا مما يسببُ أخطاراً عظيمة, وأضراراً كبيرة, فإن ذلك يُسبب العصيان, ويؤدي إلى الخروج الفعلي, وإذا حصل الخروجُ الفعلي أُريقت الدماء, وانتُهكت الأعراض, وقُطعت السبل, وأُخيف الآمنون.
فالله الله في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يا طلاب العلم لا يخدعنكم أصحاب التوجهات السياسية فإن دولتنا (1) مسلمة, تُحكم شرع الله وتنشرُ عدله وتنشرُ التوحيد, نسأل الله أن يُوفق القائمين عليها إلى كل خير, ونحن لا ندَّعي لها العصمة, فالأخطاء لابد أن توجد, ولكن يجبُ معالجة الأخطاء بالطرق التي يككون فيها نفعٌ بلا ضرر, كالنصائح السرية, وما إلى ذلك.
ولست أريد التوسع في هذا الباب وإنما إشارات نقولها وننبه بها على أخطاء المبتدعين لعل الله -عز وجل- أن ينفع بها من ينفع وأن يقينا بهذه الأسباب شر البدع والمبتدعين إنه جواد كريم.
لقد أمر الله -عز وجل- بطاعة السلطان ما دام محكوماً له بالإسلام, ولا يجوز الخروج عليه حتى ولو ظلم, ولو ضرب الظهر وأخذ المال؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث حذيفة ما معناه: ((فاسمع وأطع لولي الأمر, وإن ضرب ظهرك, وأخذ مالك)), ولا يجوز الخروج عند أهل السنة والجماعة إلا أن يرى الخارج كُفراً بواحاً معه من الله فيه برهان.
وإنما أجاز الخروج على السلاطين الخوارج والمعتزلة, وهم أهل الابتداع فعليك بأهل الاتباع ودع عنك أهل الابتداع فإن الطريق هو الطريق الذي لزموه وهو متابعة الآثار. اهـ

وقال فضيلة الشيخ العلامة/ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- كما في شرحه لأصول السنة:

كما في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: ((من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)). ((ومن خرج من الطاعة مات ميتة جاهلية)). فلا يجوز الخروج. وقال هذا في خلافة يزيد وتعرفون حال يزيد, ومع ذلك ابن عمر -رضي الله عنهما- رأى الخروج عليه نكثاً للبيعة ومن خرج عليه ومات على ذلك مات ميتة جاهلية.
لأن الخروج عليه مخالف للنصوص الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-, ومخالف لأصل عظيم من أصول أهل السنة والجماعة حتى ولو كان كافراً لا تخرج عليه إلا إذا كان هناك قدرة, وهناك مصلحة راجحة, وليس هناك مفسدة راجحة, حينئذٍ إذا أمكن التخلص منه فذاك, وإلا فالأصل الصبر.
أما وهو مسلم فما دام في دائرة الإسلام وما دام يصلي, فلا يجوز الخروج عليه حتى يروا الكفر البواح, فيخرج بالشروط التي ذكرت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اهـ
نورالجنة
نورالجنة
أحاديث في الخوارج
من الكتب الستة

1- عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( الخوارج كلاب النار (.
صحيح ابن ماجة 143

2- عن أبي ذرّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( (إن بعدى من أمتى ( أو سيكون بعدى من أمتى ) قوم يقرأون القرآن . لا يجاوز حلاقيمهم . يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرّميّة . ثم لا يعودون فيه . هم شر الخلق والخليقة ) .
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب الخوارج شر الخلق والخليقة (1067)

3- عن أبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك رضي الله عنهم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : (( سيكون في أمتي اختلاف و فرقه ؛ قوم يحسنونَ القيلَ ، ويسيئون الفعلَ ، يقرءونَ القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرّميّة ، لا يرجعون حتى يرتد على فُوقِهِ ؛ هم شر الخلق والخليقةِ ، طُوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء ، من قاتلهم كان أولى بالله منهم )) .
قالوا : يا رسول الله ! ما سيماهم ؟ قال : (( التحليق )) .
صحيح أبى داود (4765)

وفي رواية : (( سيماهم التحليق و التسبيد ، فإذا رأيتموهم فأنيموهم )) .
قال أبو داود : التسبيد : استئصال الشعر .
صحيح أبى داود (4766)

4- عن يسير ابن عمرو قال سألت سهل بن حنيف رضي الله عنه : هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الخوارج؟ فقال : سمعته ( وأشار بيده نحو المشرق ) (( قوم يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم. يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )) .

وفي لفظ (( يتيه قوم قِبلَ المشرق محلّقة رؤسهم ))
أخرجه مسلم في صحيحه (1068)

5- عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية )) .
صحيح ابن ماجة 141 باب في ذكر الخوارج

6- عن عرفجة رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( من أتاكم ، و أمركم جميع ، على رجل واحد ، يريد أن يشق عصاكم ، أو يفرق جماعتكم ، فاقتلوه ))
وفي رواية ((كائناً من كان)) .
أخرجه مسلم في صحيحه (1852) ، ابو داود في السنن انظر صحيح ابى داود (4762) (باب في قتل الخوارج)

7- عن أبى هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال (( من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، فمات ، مات ميتة جاهلية . ومن قاتل تحت راية عُمَّيّةٍ ، يغضب لعَصَبَةٍ ، أو يدعو إلى عَصَبَةٍ ، أو ينصر عَصَبَة ً ، فقتِل ، فقِتلة ٌ جاهلية . ومن خرج على أمتي ، يضرب برها و فاجرها . ولا يتحاش من مؤمنها ، ولا يفى لذي عهدٍ عهدهُ ، فليس مني ولست منه )) .
أخرجه مسلم في صحيحه (1848)

8- وعن ابن عمررضي الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( من خلع يداً من طاعةٍ لقى الله يوم القيامة ، لا حجة له . ومن مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية )) .
أخرجه مسلم في صحيحه (1851)

9- عن أبي ذررضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه )) .
صحيح أبي داود (4758) باب من قتل الخوارج

10- عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال : بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر " و فيه " فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس فقال : اتق الله يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن يطع الله إن عصيته ؟ أيأمنُنى الله على أهل الارض و لا تأمنوني ؟ قال ثم أدبر الرجل فستأذن رجل من القوم في قتله( يرون أنه خالد بن الوليد) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ضئضئ هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ،يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان. يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد .
أخرجه البخاري في صحيحه (3344) ، ومسلم في صحيحه (1064) ، وبين الإمام مسلم في صحيحه برقم (1064) أن سؤال عمر و خالد رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم بالقتل من حديث واحد وواقعة واحدة .

وفي رواية للبخاري في صحيحه في كتاب المغازي (4351) ومسلم في صحيحه (1064) وفيه (( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء )) . قال : فقام رجل غائر العينين ، مشرف الوجنتين ، ناشز الجبهة ، كث اللحية ، محلوق الرأس ، مشمر الإزار ، فقال : يا رسول الله اتق الله ، قال : (( ويلك ، أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله )) . قال : ثم ولى الرجل : قال خالد ابن الوليد : يا رسول الله ، ألا أضرب عنقه ؟ قال : (( لا ، لعله أن يكون يصلي )) . فقال خالد رضي الله عنه : وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس و لا أشق بطونهم )) . قال ثم نظر إليه وهو مقفّ ، فقال : (( إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا ، لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية –وأظنه قال –لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود
نورالجنة
نورالجنة
النصوص النبوية وآثار السلف الدالة على تحريم الخروج على الحاكم ولو كان ظالمًا

الشيخ
أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري

الـحديث الأول
: أخرج البخاري (3603)، ومسلم (1846) -واللفظ له- عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهَا سَتَكُونُ بَـعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُـنْــكِرُونَهَا، قَالُوا : يَا رَسُولَ الله، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الْـحَقَّ الَّذِي عَـلَيْـكُمْ وَتَسْأَلُونَ الله الَّذِي لَــــكُمْ.

الـحديث الثاني:
أخرج البخاري (2955)، ومسلم (1709) عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: عَلَى الْـمَرْءِ الْـمُسْلِمِ الـسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَـا أَحَبَّ وَكَرِهَ، إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِـمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طَاعَةَ.


الـحديث الثالث:
أخرج البخاري (7056)، ومسلم (1843) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعْنَاهُ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا، وَأَنْ لا نُنَازِعَ الأمْرَ أَهْلَهُ إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ الله فِيهِ بُرْهَانٌ.

الـحديث الرابع:
أخرج مسلم (1836)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْركَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ.

الـحديث الـخامس
: أخرج مسلم (1846) عَنْ وائل بن حجر - رضي الله عنه - قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؟ ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وَقَالَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّـمَـا عَلَيْهِمْ مَـا حُــمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُـــمِّـــلْــتُمْ.

الـحديث السادس: أخرج مسلم (1847) عن حذيفة -رضي الله عنه - قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَـهْتَدُونَ بِـهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُـثْمَــانِ إِنْسٍ، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ الله إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟، قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ؛ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ.
الـحديث السابع: أخرج مسلم (1856) عن عَوْف بْنَ مَالِكٍ الأشْجَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُـحِبُّونَهُمْ وَيُــحِبُّونَكُمْ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ، قَالُوا: قُلْنَا يَا رَسُولَ الله، أَفَلا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟، قَالَ: لا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ أَلا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ الله، فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ الله، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ.

الـحديث الثامن:
أخرج البخــــاري (7053)، ومسلم (1851) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَــالَ: مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِر، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَــــاهِلِيَّـــــةً.
الـحديث التاسع:
أخــرج مسلم (1854) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، أَلا نُقَاتِلُهُمْ؟، قَالَ: «لا مَا صَلَّوْا»، أَيْ مَنْ كَرِهَ بِقَلْبِهِ.

الـحديث العاشر
: أخرج ابن أبي عاصم في السنة (1069) عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ الله، لا نَسْأَلُكَ عَنْ طَاعَةِ مَنِ اتَّقَى، وَلَكِنْ مَنْ فَعَلَ وَفَعَلَ، فَذَكَرَ الشَّرَّ، فَقَالَ: اتَّقُوا الله، وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وصحّحه العلامة الألباني.


وقال أنس بن مالك: كان الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوننا عن سبِّ الأمراء، و عن أبي الدرداء قال: إياكم ولعن الولاة فإن لعنهم الحالقة وبغضهم العاقرة، قيل يا أبا الدرداء: فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب؟ قال: اصبروا، فإن الله إذا رأى ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت"، وقال أبو مجلز: سبُّ الإمام الحالقة، لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين.

وهذا مِـمَّـا أجــمع عليه أهل السنة، ودوَّنوه في مصنَّفات الاعتقاد، نحو قول الإمام أحمد في أصول السنة (27): ومَن خرج على إمام من أئمة المسلمين، وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو بالغلبة فقد شقَّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله ، فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية،
وَقَالَ أبو الحسن الأشعري فِي رسالة إلى أهل الثغر (ص296): وأجمعوا عَلَى السمع والطاعة لأئمة المسلمين ...من بَرٍّ وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل
. وأخرج الخلال في السنة (89) عن أبي الحارث: سألت أبا عبد الله في أمر حدث في بغداد، وهمَّ قوم بالخروج –أي على الحاكم-؟ فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: "سبحان الله الدماء الدماء، لا أرى ذلك ولا آمر به، الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يُسفك فيها الدماء ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم، أما علمت ما كان الناس فيه - يعني أيام الفتنة -
قلت: والناس اليوم أليس هم في فتنة يا أبا عبد الله؟ قال: "وإن كان فإنما هي فتنة خاصة، فإذا وقع السيف عمَّت الفتنة وانقطعت السبل، الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك، ورأيته ينكر الخروج على الأئمة وقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به،وَقَال الآجري في "الشريعة (ص40): "من أُمِّر عليك من عربي أو غيره، أسود أو أبيض، أو أعجمي، فأطعه فيما ليس لله عَزَّ وَجَلَّ فيه معصية، وإن ظلمك حقًّا لك، وإن ضربكَ ظلمًا، وانتهكَ عرضك وأخذ مالك، فلا يَحملك ذَلِكَ عَلَى أنه يَخرج عليه سيفك حتَّى تقاتله، ولا تَخرج مع خارجي حتَّى تقاتله، ولا تُحرِّض غيرك عَلَى الخروج عليه، ولكن اصبر عليه"، وقال الطحاوي في عقيدة أهل السنة: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل- فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة،
وقال الحافظ فِي الفتح (13/7): وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلِّب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء،
وَقَالَ العلامة ابن عثيمين فِي الشرح الممتع (8/12): الإمام هُوَ ولي الأمر الأعلى فِي الدولة، ولا يُشترط أن يكون إمامًا عامًا للمسلمين؛ لأن الإمامة العامة انقرضت من أزمنة متطاولة ..من عهد أمير المؤمنين عُثْمَان بن عَفَّان ...وما زال أئمة الإسلام يدينون بالولاء والطاعة لِمن تأمَّر عَلَى ناحيتهم، وإن لَم تكن له الخلافة العامة

-------------------------------------------------------------


معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ...وبركاته
الحمد لله كما ينبغي له أن يُحمد ويرضى ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهذا كتاب لطالما انتظره طلاب العلم ؛ لأنه أفضل ما جُمع في باب عقيدة أهل السنة في معاملة حكام المسلمين ، بعيداً عن الغلو المذموم ، والتفريط المشؤوم.
وهو كتاب:
معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة
للشيخ الدكتور عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم - رحمه الله تعالى -.
وقد أثنى على الكتاب: العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وغيره كثير كما ذكر المؤلف في خاتمة الكتاب.
رابط التحميل
http://www.4shared.com/document/k1Jm9sIN/______.html


رابط لتصفح الكتاب دون الحاجة الى تحميله
https://docs.google.com/viewer?a=v&pid=explorer&chrome =true&srcid=0B0LOg9-yba-PYjU0NDM0OTYtZWViNC00N2EyLTk1Y jctNDdiNjljYmQ5OTA5&hl=en
نورالجنة
نورالجنة
هذه الصورة تم تحجيمها. اضغط على الشريط لمعاينة الصورة بالحجم الكامل. ابعاد الصورة الاصلية 720x518 و بحجم 82KB.

هل الخروج في المظاهرات والقيام بالثورات وتربية الشباب عليها من منهج اهل السنة والجماعة أم لا ؟
سواء داخل البلاد الإسلامية أو خارجها وما هي نصيحتكم لمن جعلها طريقة دعوية؟

اجاب العلامة ربيع المدخلي حفظه الله

(1)هذه من منهج ماركس ولينين وأمثالهم، وليست من مناهج الإسلام.

الثورية وسفك الدماء والفتن والمشاكل مذهب ماركس ولينين والإخوان المسلمون ضموه إلى مذهب الخوارج وقالوا: إسلام, كشأنهم:الموسيقى الإسلامية,والاشتراكية الإسلامية, والديمقراطية الإسلامية, والرقص الإسلامي, كل الضلالات يأتون بها من الشرق والغرب ومن القديم والحديث ويلبسونها لباس الإسلام, برأ الله الإسلام من هذه الأساليب, (( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ))()2

والجهاد له أبوابه وله شروطه, وليست هذه الطرق الماركسية التي يلقون عليها ثوب الإسلام, وهم أخذوا الثورية والاشتراكية من ماركس ولينين, وأخذوا الديمقراطية من أمريكا, ويقولون : نحارب أمريكا, وهم يروجون للفكر الأمريكي, والله يروجون, فالتعددية الحزبية, تداول السلطة, الانتخابات, المظاهرات, كلها أفكار أمريكية وتدفع أمريكا المليارات لنشرها في العالم وتستولي بها على الأمم, وهم من أعظم خدم أمريكا والمروجين لهذا الفكر, ويقولون عن الناس الآخرين:إنهم عملاء لأمريكا!

.............................. .................... .............................. ...........‬