فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ آفات .. تخلق المشكلات ~

الأسرة والمجتمع




من أجل إنسانٍ أفضل ..
وإدراكٍ أوسع ..
من أجل ذات مصقولة الجوهر ..
متجددة الصيانة ..
من أجل أن تنتصر إرادة الخير ..
وسمواً وارتقاءاً بالنفس الإنسانية
وحسن خاتمة وطيب مآل .. ونعيم وراحة أبدية
كان وجودنا هنا ... مقترناً بالابتلاء ..

( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ).
فليس بمقدور أحد أن يعيش بمنأى عن المشكلات ..
طالما ضمته هذه الحياة الدنيا ..
دار الإمتحانات والابتلاءات ..




يقول تعالى :

(ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ،
ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات ،وبشر الصابرين).

وهذا معناه أن يرضى المرء بقضاء الله وقدره ولا يقابل مايتعرض له من قدر بالسخط ..
بل يستقبل مايأتي بروح إيمانية ونفس رضيّة ، ويفعل ماباستطاعته لمواجهة المحنة ..
وبهذه الروحية يقدر كلّ منّا على تجاوز المشكلات ، ويعمل من أجل خلق واقعٍ أفضل ..

ويؤكد القرآن الكريم لنا هذه الحقيقة :
(وأن ليس للإنسان إلا ماسعى ، وأن سعيه سوف يرى ).
إذن علينا أن التعامل مع واقع الاختبارات بالمواجهة
فلا يجب أن نكون بموقف سلبي تجاهها ...
يضعنا في صفّ العاجزين الضعفاء ويترك المشاكل تلتهمنا ..

غالياتي ~ لكي ننجو من المآزق والمشاكل .. صغيرة كانت أم كبيرة
تخصنا أم تخص المجتمع بأسره .. علينا مااستطعنا ..
أن نجتنب المشكلة قبل وقوعها~
فلاشيء أفضل من تلافيها قبل أن تحلّ بنا وتترعرع وتكبر ..
فكما يقال :" الوقاية خيرٌ من العلاج "...
وبالطبع ليست الحلول دائماً بأيدينا ، ولكن في الغالب
نحن نستطيع تجنب الأزمات قبل أن تحل في أرضنا؛ إذا عالجنا نقاط الضعف ..
ولكن ماهي هذه المواقع المتخلخلة في هيكل نفوسنا والتي تعبد الطريق للمشكلة ؟
إليكن بعض الأمور الهامة ..التي أرجو أن ننتبه لها جميعاً :

1- الغضب السريع .. ذلك الشرّ الذي إن أطعناه .. قضى على نواحي الخير :
دمّر طرق السلام .. دمّر العلاقات الودّية .. دمّر الوشائج والصلات ..
دمّر كل ماهو جميل ...!
الغضب ماردٌ ينطلق من اللسان .. ويتحرك في الأيدي ..
فرب نزاعٍ بين اثنين .. لم تحلّه الحكمة ، ولم يسيطر عليه الحلم ، بل سبقه الغضب
فتطور إلى كلمات نابية ، وتهم متبادلة ، وصفعة وشجار .. وتسوء العاقبة ..!

خطأٌ لايغتفر ~
حين يسبق اللسان التفكير، ويسبق الحكم التعقل، وحين نحكّم الغضب .. تنقلب الأمور ..
اقرأي هذه القصة الواقعية رفعتها سيدة إلى مختصة إجتماعية .. تريد حلاً ..
قالت : تزوجت من ابن عمي الذي نشأت معه عن حبْ نما وكبر معنا ،
وعشنا في منتهى السعادة، ورزقنا مباشرة بولد هو الآن في الثانية من العمر ..
وفي ليلة ما كنا منسجمين نتبادل الحديث والضحك ..
وأنا أسوق الدلال على زوجي ، وأدلعه بمناداته بأحب أسمائه ..
ولا أدري في انسجامي كيف ناديته باسم ثانٍ بالخطأ ..
وفجأة انقلب الموقف رأساً على عقب وجحظت عيناه ..وهجم عليّ بالكلام الجارح ،
واتهمني بأخلاقي ، وأنا بين الضحك والبكاء الهستيري أقسم له :
والله لاأدري هي لخبطة لسان ! لاأدري كيف ومن أين جاء الإسم ؟!
حكّم غضبه .. ولم يرحمني أو يهدئ الموقف .. ورغم استمراري في القسم والتأكيد له ..
لم يصدق .. وتحولت حياتي إلى جحيم .. وبدأ يتجسس علي
ويسأل عني صديقاتي وإخوتي وكأننا لم ننشأ ونتربى مع بعضنا منذ الطفولة
ولم ينمو معنا حبنا ..
خطأ مني وغضب شديد منه أطفأ عقله .. وحلّت مشكلة لاأدري كيف أخرج منها..!

ولا تزال رغم مرور عام من الزمن الصعب قائمة .. وانقطعت العلاقة الزوجية بيننا ..



2- الخلق الصعب ..

إن أصحاب الأخلاق الصعبة يسببون لأنفسهم كثيراً من المشكلات ،
التي كان بالإمكان اجتنابها ببعض الليونة ، وشيء من حسن الظن ،
وكثير من المرونة، هؤلاء تراهم يعانون من الوحدة و فقدان الأصحاب .. والعزلة ..
ويحملون الهموم على كاهلهم ، ولا يثقون بأحد ..

وقد كان بإمكانهم تبديل مسار حياتهم ، بمعسول اللسان ،
ونثر طيب الكلم ، والتودد إلى الناس وكسب محبة الجميع ..
وبذا يجنون راحة البال .. ويفوزون بسلامة القلب والرضا ..

3- العنف والتهوّر في التصرف..

هناك مثل مشهور وبسيط من واقع الحياة يقول :
"العقدة التي تستطيع أن تحلّها بيدك .. لاتحلّها بأسنانك "
قد تصادفنا قضية مستعصية ، تنتظر الحل .. وفي هذه الحالة
يجب أن نتعامل معها كما نتعامل مع أي مرض .. نبحث عن علاج مناسب له ..
لانسلك سبيل العنف .. ولا نرضى بأي رأي طاريء لنتخذه حلاً..
فربما نزيد بحماقتنا وتهورنا الطين بلّة .. ! علينا بالتروي والترفق والتفكير ..
فقد ننوي تقويم شيءٍ بسرعة.. فنكسره بدل إصلاحه ..!

4- وللعناد وتصلّب الرأي دور ..

هو من أهم العوائق .. ويؤدي غالباً إلى طرق مسدودة ..
الرجل إذا تشبث برأيه في كل الأحوال .. ولم يتنازل في كل الأمور
خلق في بيته طريقاً ملغّماً بالأزمات .. وكذلك المرأة ..
إن كثيراً من المشكلات تقع في داخل محيط بيت الأسرة أو بين زوجين
سببها تشبث كل طرف برأيه .. والإصرار على ذلك ؛
حتى وإن عرف أحد الطرفين بينه وبين نفسه أن الآخر على حق ..
فهو يعاند بدافعٍ من كبرياء زائفة لينتصر لنفسه ولرأيه ..!
فأين ذلك من مرونة الإسلام وروحه الإيجابية التي تنشد الحق ؟!

5- وللكسل والإهمال نصيب أيضاً ..

إن أيّ مشكلة تبدأ بنقطة .. ثم تتعاظم ..
وترك الأمور دون مبادرة حين الشعور بوجود غيوم في السماء ..
هو الإهمال والكسل بعينه ..! فلم نترك مثلاً سوء تفاهم بسيط يتضخم ..
حتى يصبح كالقنبلة الموقوته ؟!
لم لا نأخذ زمام المبادرة وننفض التأجيل والتسويف ونحل أمورنا البسيطة
مادام الحل متوفراً؟!
لنحاول دائماً أن نكون جاهزين على أبواب المشكلة ..
نحتويها قبل أن تقتحم دارنا وتبث سمومها ..
قليل من النشاط .. وكثير من الإرادة .. وبنيةٍ سليمة نقضي على بوادر المرض ..

6- الجهل والغفلة ميكروبات المشاكل ..

وهي في كثير من الأحيان الأساس فيها .. والمعني بالجهل هنا هو ..
الجهل بحقيقة الإيمان وروح الإسلام .. وقلة الوعي الديني وعدم الالتزام
بالقيم والخلق الإسلامي كما يجب ..
الجهل .. هو عدم الإلمام بكثير من شؤون الحياة كفن التعامل مع الناس ..
الجهل معدن كل شر .. ولا نبرئ الغفلة ..

إن مسببات المشاكل كثيرة .. وليست منحصرة في كل ماوردناه ..
ولكن علينا أن نتخذ من أخطاءنا السابقة وأخطاء غيرنا مثل وعبرة ودرس...
وأن نعيد قراءة مامرّ بنا وبالآخرين ونتعلم لأجل الآتي ..
فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ..



ثلاث خيارات ~
حينما تقع المشكلة ويحاول الإنسان التخلص منهايجد نفسه أمام ثلاث طرق
ليختار منها الحل :
فأول خيار هو الاستسلام واليأس من وجود حل .. وهو طريقة المتقاعسين ..
الذين يفضلون أن يجد غيرهم الحل لمشكلاتهم ..

والثاني اللجوء إلى الحلول غير الشرعية أو الخاطئة للتخلص من المشكلة ..
وهذا الحل يلجأ إليه من يبيع آخرته ويشتري دنياه ..
كمثل لجوء المرأة إلى السحر لحل مشكلتها مع زوجها ..أو شهادة الزور
لأجل منفعة دنيوية ... والأمثلة كثيرةٌ ... فحدٌث ولا حرج ..!.

وأما الخيار الثالث فهو السعي الإيجابي لحل المشكلة ، وهذا يستلزم عملاً جاداً،
ولكنه الخيار الأمثل والأسلم ..والأحسن ..!


نداء انتباه ~
أختاه ..! أنتِ يامن تبحثين عن حلول لمشاكلك ..
يامن تغرقين نفسك في ظلام الهم .. وتحملين على كاهلك أكبر مما تستطيعين ..
وتضعين أكداس الضغوط فوق عقلك ..
إنّ الله لا يكلف نفساً إلا بقدر ماتطيق ..
فلم تنظرين دائماً للحياة بمنظار قاتم ..
وتحصرينها في حيّز ضيق يتمثل في المشكلات ..؟!
وتغضي النظر عن الجانب المضئ ..؟!
مهما كانت درجة ماتعانين منه صعباً ويستعصي عليك حله ..
ثقي أن الإحباط والتشاؤم والتقهقر .
.
بالإضافة إلى أنه لايؤدي إلى طريق مفتوح ونتيجة مرغوبة ..
فهو بالتالي يزيدك تعاسة وألماً .. لست بحاجة إليهما ..
انظري إلى من هو دونك .. واحمدي الله على مالديك ..

مثَلْ~

يقال أن رجلاً فقيراً كان يملك حذاءً مهترئاً، حزّ في نفسه أن يرى الناس
ينتعلون أجمل وأفخر الأحذيه.. وهو يكاد أن يكون عاريَ القدمين
صار الرجل يتطلع دائماً إلى أرجل العابرين .. يرى ويتحسّر..!
وذات يوم رأى عكازة وحذاء يتعثران في المشي ، فرفع رأسه قليلاً ..
فإذا به أمام رجل قد فقد إحدى ساقيه وهو يعاني مشقة في التنقل برجلٍ واحدة ..!
وسرعان ماأفاق وأدرك النعمة التي هو عليها وقد حرم منها الآخر.. فحمد الله
وقال يحدّث نفسه :
إذا لم أملك حذاء فعلى الأقل أستطيع المشي والتنقل بحريّة
، وهذا يغنيني ولو عشت حياتي كلها حافياً ..


هكذا علينا أن نفكر بمن هو أكثر منا بلاء فتهون علينا مشكلاتنا ..
وينزاح عنّا قسطاً وافراً من الهم ..
فإذا ماابتلينا بمرض علينا أن نتذكر نعمة الهداية ،

وإذا شكونا من نقص المال
علينا أن نتذكر العافيه ..
وإن كنا نحلم ببيت جميلٍ واسع فلنتذكر الناس الذين
فقدوا بيوتهم .. فأصبحت تحتويهم الملاجئ ..


لننظر إلى النقاط المضيئة في حياتنا
..
سنجدها أكثر من المناطق المعتمة ..
ولنعد النعم .. نجدها لاحصر لها .. ولكننا سلطنا جيوش الهم
على مواطن الضعف .. فاحتلتها وحجبت عنا النور ...
( وإن تعدّوا نعمة الله لاتحصوها ) ..
فكم نحن مقصّرون تجاه خالقنا .. وتجاه أنفسنا .. ؟!
فلنحمد الله ,,!








18
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تيروز
تيروز
ما شاء الله تبارك الله موضوع رائع الله يجعله في ميزان حسناتك
قرأت مره عباره أعجبتني إذا أردت أن تغير من حياتك بإذن الله طبق قاعدة 10/90 يعني
10 % من أحداث حياتك خارجه عن إرادتك
و 90 % من أحداث حياتك تعتمد على ردود أفعالك تجاه هذه الأحداث
نسرين جابر مصطفى
الموضوع رائع واسلوب سرده جميل وعقلانى
تغريد حائل
تغريد حائل
الحبيبة فيض:
طرحكِ.. قيم
كسنابل شمس ذهبية تعانق الأفق،
وتخترق عباب الفكر والروح..!
قطافكِ بالصميم يازمردة
أثابكِ الله، وزادكِ من علمه وفضله!!
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
ما شاء الله تبارك الله موضوع رائع الله يجعله في ميزان حسناتك قرأت مره عباره أعجبتني إذا أردت أن تغير من حياتك بإذن الله طبق قاعدة 10/90 يعني 10 % من أحداث حياتك خارجه عن إرادتك و 90 % من أحداث حياتك تعتمد على ردود أفعالك تجاه هذه الأحداث
ما شاء الله تبارك الله موضوع رائع الله يجعله في ميزان حسناتك قرأت مره عباره أعجبتني إذا أردت أن...
الأخت تيروز الفاضلة :
شكراً لهذا العبق الذي فاح حرفاً جميلاً ..!
ربما ماقرأته يعتبر صحيحاً .. في تقدير النسب
ولكنه مؤكد صحيح في أننا نتسبب لأنفسنا بالمشاكل كثيراً
وأننا سلبيون تجاه مشاكلنا
بارك الله قدومك يانديّة ..!
ҳ̸Ҳ̸ҳ ღ masa ღ ҳ
ҳ̸Ҳ̸ҳ ღ masa ღ ҳ
روعة الله يسعدك ع الكلمات الطيبة فعلا واقع وخطوات

سلطتي الضوء على الحقيقة

تفاول بحاجة لمثل هذه المواضيع فعلا

نحتاج للايجابية ونفكر في الحلول وليس المشكلة
لننظر إلى النقاط المضيئة في حياتنا ..
سنجدها أكثر من المناطق المعتمة ..
ولنعد النعم .. نجدها لاحصر لها .. ولكننا سلطنا جيوش الهم
على مواطن الضعف .. فاحتلتها وحجبت عنا النور ...
( وإن تعدّوا نعمة الله لاتحصوها ) ..
فكم نحن مقصّرون تجاه خالقنا .. وتجاه أنفسنا .. ؟!
فلنحمد الله ,,!


جزاك الله خير

شرفييني بموضوعي


لماذا أحزن ؟
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=4394776#post88958492