آن للقلب الكبير أن يستريح

اشرأبت الاعناق وتطاولت الجموع المحبه لتنظر وتودع وهى مجهده كليلة قد
أدماها البكاء إلى الخشبة التي تحمل علما من اعلام المسلمين تتقدم ببطء
شديد في بحر متلاطم من البشر يغشاه بين الفينة والاخرى زحام ودفع وحيثما
كنت في حرم الله الآمن رايت الناس بين باك ومنتحب وسائل ومتضرع
وداع مؤمن آن للقلب الكبير الذي حمل آلام وأمال الامه وأتى للجرح العميق
الغائر مداويا بعد شيخه الباز آن لشيخ الاسلام الفقيه الزاهد الورع العثيمين
ان يستريح وقد بلغ واشهد وأعذر وأنذر وكان في حياته حجة صامته في
كبرياء وترفع ولين جانب وخفض جناح ذاق يرحمه الله مرارة الالم وعاش
زمن وهو يتالم ويبث العلم الى اخر حياته وحفظ كتاب الله قبل البلوغ فحفظه
الله واحب العلم وشغف به حتى احبه الناس ووضع له القبول في الارض
اصيب باخطر مرض عرف في عصرنا فما ثناه ذلك ولا قلل من عزمه وعطاءه
بل زاد إشراقا فأشرق قلبه بايات الله فا ستحال منارة في الارض تبث نور السماء
كان لايعرف التجريح ولا التجريح ولا السب ولا الشتم ولا الغيبه ولا النميمه
بل يدعولمن بلغه ان ينال منه كان سليم الصدر لم يجد الحسد له طريق
وكان صائب الفكر ملهم الرأىتعرض عليه المسأله فيتدبرها ويطيل التفكير
فيها ثم يخرج بعد ذلك بالرأي الوثيق والتأويل الصادق كان يلقي المحاضرات
ويحظر الندوات ويلبي الدعوات ويعمر المجالس العامه والخاصه إلي جانب
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي اصبح صفة لازمة له :-
حبر وحبر للجميع رحبا نراه إذانراه مستبينا
فإن تسل في النحو ذلك طود والفقه صار ثوبه المتين
واخيرا ان العين تدمع والقلب يحزن وإنا بفراقك ياشيخ لمحزونون ولكن
ليس لنا ان يقول ما يرضي ربنا إنا لله وإنا اليه راجعون
في الختام تقبلو تحياتي وسلامي وإنشاء تحوز على رضا وإستحسان الجميع