عجبني الموضوع وتمنيت للجميع الفائدة فأرجو تقبّله
آهات المرضى،،وأنات المصابين
تلك هي الدنيا أخواني وأخواتـي، هموم ومشاكل وضيق وأمراض وأنات المصابين في كـل مكان.
فإذا نظرنا من حولنا، ذلك يشكوا سقما، وذلك يشكوا فقراً، وذلك يشكوا زوجة، وتلك تشكي زوجها، وذلك يشكوا صعوبة الدراسة، وتلك تشكوا تقدم بها العمر ولم يتقدم احد لها.
مصائب وهموم لكل واحد منا، وحديثنا ليس عام، وإنما مخصص لقوم، قد قصرنا معهم، ولم نطرح مشاركات تخفف معاناتهم.
إنهم المرضى... إنهم القوم الذي ابتلاهم الله بالمرض حتى يرفع درجتهم ويكفّر سيائتهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم (ما ابتلى الله عبدا ببلاء وهو على طريقة يكرهها إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهورا ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله عز وجل أو يدعو غير الله في كشفه ) حديث حسن.
وقال صلى الله عليه وسلم (قال من يرد الله به خيرا يصب منه ) حديث صحيح. معنى يصب منه: أي يوجه إليه مصيبة ويصيبه ببلاء. وقال صلى الله عليه وسلم (ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته ) حديث صحيح، الوصب يعني المــرض.
وقال صلى الله عليه وسلم ( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل ابتلاه الله في جسده أو ماله أو في ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل ) حديث صحيح.
وقال صلى الله عليه وسلم ( المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر ) حديث صحيح، تأمل رعاك الله هذا الحديث، تسقط خطاياه مثل ما تسقط اوراق الشجـر...فلا إله إلا الله.
وكثير من الأحاديث النبوية التي تخفف على المرضى، بل تضاعف لهم الأجور والثواب، فإلى كل مريض ومريضـة، اصبر رعاك الله تعالى، فما ابتلاك الله تعالى حتى يكفر عن خطاياك وترتفع درجتـك.
فإلى كل مريض مرض مزمن، لا تيأس، لا تضعف، فما اصبابك شيء إلا بإذن الله تعالى، وانظر المصابين نهون عليك مصيبتك.
قال الشيخ عائض القرني ( تلتف يمنة ويسرة فهل ترى إلا مبتلى وهل تشاهد إلا منكوباً، في كل دار نائحة، وعلى كل خد دمع، وفي كل واد بنو سعد.
كم من مصائب، وكم من الصابرين، فلست أنت وحدك المصاب بل مصابك أنت بالنسبة لغيرك قليل، كم من مريض على سريـر من أعــوام يتقلب ذات اليمين وذات الشمال يئن من الألم ويصيح من السقــم )
فاقبل على الله ايها المريض وايتها المريضـة، لا تقلق فقط فرغ من الأمر، وكل شيء بقضاء وقدر، وما اصابك مكتوب لك، فلما الحزن والهم والضيق والتفكير.
ابدأ حياتك ايها المريض واكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى، اطلب منه الشفاء الشفاء الشفاء..إنه بيد رب السماء..
إن ايوب عليه السلام ضل 18سنة في مرض، ولم ييأس ولم يكل ولم يمل، وقد تخلى الجميع عنه وملو زيارتـه ولكنه احتسب وصبر، وقد اثنى الله تعالى عليه ( إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب )
طل على صلته بربه وثقته به، ورضاه بـما قسم الله له، توجه إلى ربه بالشكوى ليرفع عن الضراء والبلوى قال تعالى ( وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) فماذا كنت النتيجة؟؟
قال تعالى العليم بعباده، الرحمن الرحيم قال ( فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين )
قال الشيخ إبراهيم الدويش حفظه الله تعالى ( ففي المرض مثلا الأحاديث كثيرة، والأدعية مستفيضة، إليك على سبيل المثال ما أحرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها:
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه المعوذات، وينفث، فلما أشتد وجعه كنت اقرأ عليه وأمسح عليه رجاء بركتها.
وأخرج البخاري ومسلم أيضا من حديث عائشة قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذهب البأس رب الناس، وأشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفائك، شفاء لا يغادر سقما، أي لا يترك سقما.
وفي صحيح مسلم عن عثمان أبن أبي العاص رضي الله تعالى عنه: أنه شكى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): ضع يدك على الذي تألم من جسدك.
انظروا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قدوتنا وحبيبنا يربي الناس، ويربي أصحابه على الاعتماد واللجاءة إلى الله، ضع يدك، الإرشاد أولا لله، التعلق أولا بالله، لم يرشده أولا لطبيب حاذق ولا بأس بهذا، لكن التعلق بالله يأتي أولا.
ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله، بسم الله ثم يقول سبعا أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. وفي رواية أمسحه بيمينك سبع مرات، وفي رواية قال عثمان فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم.
سبحان الله، اسمعوا لحسن الصلة بالله، والتوكل على الله، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم.
أيها المريض، أعلم أن من أعظم أسباب الشفاء التداوي بالرقى الشرعية من القرآن والأدعية النبوية، ولها أثر عجيب في شفاء المريض وزوال علته، لكنها تريد قلبا صادقا وذلا وخضوعا لله.
رددها أنت بلسانك، فرقيتك لنفسك أفضل وأنجح، فأنت المريض وأنت صاحب الحاجة، وأنت المضطر، وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة، وما حك جلدك مثل ظفرك، فتوكل على الله بصدق وألح عليه بدون ملل، وأظهر ضعفك وعجزك، وحالك وفقرك إليه، وستجد النتيجة العجيبة إن شاء الله ثقة بالله.
فإلى كل مريض مهما كان مرضه أقول:شفاك الله وعافاك، اعلم أن الأمراض من جملة ما يبتلي الله به عباده، والله عز وجل لا يقضي شيئا إلا وفيه الخير والرحمة لعباده، وربما كان مرضك لحكمة خفيت عليك، أو خفيت على عقلك البشري الضعيف، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
أيها الحبيب شفاك الله، هل علمت أن للأمراض والأسقام فوائد وحكم أشار أبن القيم إلى أنه أحصاها فزادت على مائة فائدة (انظر كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل صفحة 525).
أيها المسلم أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك وأن يعافيك، هل سمعت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها.
وهل سمعت أنها (صلى الله عليه وآله وسلم): زار أم العلاء وهي مريضة فقال الله ابشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة.
قال أبن عبد البر رحمه الله: الذنوب تكفرها المصائب والآلام، والأمراض والأسقام، وهذا أمر مجتمع عليه.
والأحاديث والآثار في هذا مشهورة ليس هذا مقام بسطها، لكن المراد هنا أننا نرى حال بعض الناس إذا مرض فهو يفعل كل الأسباب المادية من ذهاب للأطباء وأخذ للدواء وبذل للأموال وسفر للقريب والبعيد، ولا شك أن هذا مشروع محمود، ولكن الأمر الغريب أن يطرق كل الأبواب وينسى باب مسبب الأسباب، بل ربما لجأ للسحرة والمشعوذين، نعوذ بالله من حال الشرك والمشركين.
ألم يقرأ هذا وأمثاله في القرآن ( وإذا مرضت فهو يشفين ). أيها المريض أعلم أن الشافي هو الله، ولا شفاء إلا شفائه.
أيها المريض، بل يا كل مصاب أيا كانت مصيبته، هل سألت نفسك لماذا ابتلاك الله بهذا المرض، أو بهذه المصيبة ؟ ربما لخير كثير ولحكم لا تعلمها ولكن الله يعلمها،ألم يخطر ببالك أنه أصابك بهذا البلاء ليسمع صوتك وأنت تدعوه، ويرى فقرك وأنت ترجوه، فمن فوائد المصائب استخراج مكنون عبودية الدعاء.
قال أحدهم: سبحان من استخرج الدعاء بالبلاء. وفي الأثر أن الله ابتلى عبدا صالحا من عباده وقال لملائكته لأسمع صوته. يعني بالدعاء والإلحاح.
أيها المريض، المرض يريك فقرك وحاجتك إلى الله، وأنه لا غنى لك عنه طرفة عين، فيتعلق قلبك بالله، وتقبل عليه بعد أن كنت غافلا عنه، وصدق من قال: فربما صحت الأجسام بالعلل. فأرفع يديك وأسل دمع عينيك، وأظهر فقرك وعجزك، واعترف بذلك وضعفك.
في رواية عن سعيد ابن عنبسة قال: بينما رجل جالس وهو يعبث بالحصى ويحذف به إذ رجعت حصاة منه عليه فصارت في أذنه، فجهدوا بكل حيلة فلم يقدروا على إخراجها، فبقيت الحصاة في أذنه مدة وهي تألمه، فبينما هو ذات يوم جالس إذ سمع قارئ يقرأ: ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )
فقال الرجل: يا رب أنت المجيب وأنا المضطر فأكشف عني ما أنا فيه، فنزلت الحصاة من أذنه في الحال. لا تتعجب، إن ربي لسميع الدعاء، إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.
أيها المريض، إياك وسوء الظن بالله إن طال بك المرض، فتعتقد أن الله أراد بك سوء، أو أنه لا يريد معافاتك، أو أنه ظالم لك، فإنك إن ظننت ذلك فإنك على خطر عظيم.
أخرج الإمام أحمد بسند صحيح من حديث أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال: إن الله تعالى يقول أنا عند ظني عبد بي، إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله.يعني ما كان في ظنه فإني فاعله به، فأحسن الظن بالله تجد خيرا إن شاء الله ) اهـ.
ايها المريض،،، وأيتها المريضة ربما ابتلاك الله تعالى حتى يسمع صوتك في ظلمة الليل، فأين انت رعك الله تعالى؟؟ اكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى، فهو الشافي لا شفاء غيره.
وما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.
فلا تغلق الأبواب في نفسك،لا تقول لا يوجد علاج، لا تقول فلان مات بسبب هذا المرض، لا تقول ذلك،,, علق قلبك بالله، لا تعلق قلبك بالمخلوقين..كذلك احذر القلق والتفكير في مرض اصابك فإنه يزيد المـرض، اشغل نفسك بذكر الله تعالى، اكثر من الصلاة وصلة الرحم وفعل الخيـر.
فإياك والقلق ، فهو يزيد المرض، ذكر ان رجل اصيب بمرض مميت، وعندما ذهب إلى الأطباء قالوا له: انت سوف تموت فمرضك ميؤس من علاجـه.
ذهب الرجل وقال: بما ان هذا آخر حياتي إذن لماذا لا استمتع قبل موتي، فذهب إلى الأطباء وقال لهم: اني سوف اسافر حول العالم عبر البحر، فقالوا له: لا تذهب سوف تموت، وربما اتى الموت وانت في البحر.
تركهم ولم يبالي، وسافر هذا الرجل ونسى المرض الذي اصابه، يتنقل من مكان إلى مكان، وعندما رجع إلى بلاده بعد فترة، وذهب إلى الأطباء للفحص، تعجبوا ان المرض قد ذهب، ولا يوجد به بأس.
فقالوا: ما هو الدواء الذي تعاطيته؟؟ قال لهم: لا شيء، ولم اتداوى بشيء.
نستفيد من هذه القصة ان القلق يزيد المرض، وإن انشراح الصدر ونسيان المرض وإشغال النفس بشيء آخر يخفف المرض او يزيلـه، فسبحان الله العظيم.
وكذلك قصة رجل كان يتمرن، ويفعل كل شيء من رياضة ومحافظ على صحتـه، وكان يخاف من مرض ان يصيبه، فعاش في قلق وهم وخوف، وسبحان الله بعد فترة اصيب بنفس المرض الذي كان خائف منـه.
الى كل مريض ومريضة،، لما الهم والضيق والتكفير والقلق، والخوف، ابدوا حياتكم ايها الأحبة وانسوا المرض واقبلوا على الله تعالى.
واكثروا الدعاء واللجوء إلى الله تعالى، وبإذن الله سوف تكون النتيجة مرضيـة، يقول ابن القيم رحمه الله وهو يتحدث عن الفاتحـة ( فقد أثر الدواء في هذا الداء وأزاله حتى كأن لم يكن، وهو أسهل دواء وأيسره ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحـة لرأى لها تأثيراً عجيباً في الشفـاء.
ومكثت بمكة مدة تعتريني أدواء، ولا أجد طبيباً ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحـة، فأرى لها تأثيراً عجيباً، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً، فكان كثير منهم يبرأ سريعــاً ) اهــ.
وكذلك تصدقوا ....ليتصدق كل اب او ام عن اولادهم، فإن للصدقة تأثير عجيب في دفع البـلاء. فيا ايها المريض ويا ايتها المريضة..الصدقة.... الصدقـة..قال صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة ) حديث حسن.
منقوووووووول
أفياء الغالية @afyaaa_alghaly
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️