آهات تؤرقني

ملتقى الإيمان

لحظة من فضلك
الحمد لله والصلاة والسلا م على رسول الله
أما بعد
أختي العزيزة 00ياابنة الإسلام الأبية 00لكي لا تهربي -أختاه - من المواجهةلاأجد بداً إلا أن أبادرك أمام هذا المشهد الذي طالما رأيتك عليه : (العباءة على الكتفين والطرحة ملفوفة على الرأس بشكل هندسي أنيق والغطاء كذلك 00 اليدان عاريتان والقدمان بارزتان 00 والحذاء راقصة والعطر فواح )
أختي يا من هذه حالها 00 لو سألتك :
ماذا يتبقى منك إذ فقدت حياءك بتحللك -بتبرجك وسفورك - من حشمتك ووقارك ؟0 ماجوابك ؟
هل تظنين أنك أصبحتى إنسانة سوية والحال ذاك ؟ لاوإن خدع فيك الغير فلن تنخدعي أنت بنفسك فسيظل يؤرقك ذلك الشعور الذي يقوم اعوجاج النفس البشرية إذا ما اختل في داخل الإنسان ميزان التصرف الصحيح لأنه سيشعرك بأنك مخلوقة لاقيمة لها 0 إن كنت ممن لهم قلوب تعي وتعقل 0 وأرجوأن تكوني من أولئك الأسوياءالمعنيين برسالتي هذه 0
أختاه : لطالما رأيتك في غرورك ترفلين سادرة فنصحت لك ولكني ألفيتك مسكينة لاتنظرين ولا تفكرين في غيرا ليوم الذي تعشين فيه للدنيا وملذاتها فلا تتعمقين في فهمك للأشياء من حولك ، فتنظرين لها نظرة أكثر جدية ، فتفكرين في منقلبك غداً ، فتزدجرين وتتعظين . نعم مسكينة ، لأنك ضعيفة أمام نفسك غارقة في ظلام الغفلة مع شهواتك ، وكأنما قُدَّ قلبك من صخر.
أختاه : كم مررتُ بك وأنت على ذلك المشهد المبتذل فلم تطعني قدماي في المضي قبل أن أنصح لك .
وكم تراجعت وقد قطعت أشواطاً بعيداً عنك ، فعدت إليك بعد أ، تجاوزتك ، لأذكرك بما أذكر به نفسي .
وكم توقفت أمامك واحترت : كيف أبدأ الكلام معك ، دون أن تعتقدي بأنني أريد أن أفرض عليك وصايتي ؟
و كم هممت بأن أفتح فمي وأتكلم وأنا أراك في حالة - من البعد عن خالقك - يرثى لها بتبرجك وسفورك ولهوك وضياعك ، ولكني كنت أتراجع وأصمت ، ليس لأنني أخشى من ردك الجارح ،لا. فذلك يهون في سبيل الله .
ولكن لأنني وجدتك أو وجدت البعض -هداني الله وإياهن - يزيدهن النصح المباشر عناداً وتعجرفاً، فتأخذهن العزة بالإثم ربما لأنهن يعتقدن أن من يقدم لهن النصح ، يريد أن يستعرض أمامهن ما يعرف ، لذا أجد إحداهن ، ترد من فورها على من ينصحها (( أعرف ... أعرف )) كأنها تريد أن تقول : اصمتي اصمتي .ماتريدين قوله أعرفه . وكأنها متهمة بالجهل وعدم المعرفة .. وغالباً من يكون هذا ردها ، فعلاً تكون جاهلة ، فماذا أوتي الإنسان من العلم مهما علم حتى يدعي العلم والمعرفة ؟
فلو أنه أفنى عمره في طلب العلم وتحصيله ما استطاع أ، يحيط بكثير علم (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )) وهناك أثر مفاده (( متى ظن المرء أنه علم فقد جهل )) ومن تردد تلك الكلمة : (أعرف) .. لو عرفت حقاً لما تجرأت على إدعاء المعرفة ، فلا يدعي المعرفة إلا جاهل كبير ومع ذلك فإن من يقدم النصيحة لا يعني أنه يفترض الجهل فيمن يوجه له النصح إنما هي تذكرة كما قال تعالى (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) بالإضافة إلى أنها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الذي يجعل الله لنا به الخيرية على سائر الأمم ، وحتى لا نستحق اللعنة كما لُعن بنو إسرائيل (( لُعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانو يعتدون * كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )) .
وحتى لا يعمنا الله بعقابه ثم ندعوه فلا يستجيب لنا قال صلى الله عليه وسلم (( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجيب لكم )) .
وهذا ما دعاني لكتابة هذه الرسالة لكِ أخيتي .

أختاه ... ختاماً ... هل قسوت عليك ؟ اعذريني على قسوتي ، فإذا ما قسوت عليك ، فإنما أريد أن يتحقق بالقسوة الرجاء فقد يكون في الكي الدواء . فاعذريني اختي الحبيبة .
8
978

هذا الموضوع مغلق.

ذكـرى
ذكـرى
<FONT color="#7F00FF">جزاك الله الف خير اختي العزيزه على هذا التذكير الرائع وعلى هذه الكلمات التي تخرق القلب وعلى هذا الأسلوب الجميل في النصح فبارك الله فيك وكثر من امثالك </FONT>
reema
reema
بارك الله فيك عزيزتي الدرة العصماء..

كلمات رائعه كما هو الاسلوب..

جزاك الله الف خير
نجد
نجد
جزاك الله خير وجعلها في موازين حسناتك
شروق
شروق
بارك الله فيك ونفع بك المسلمين.
الأستبرق
الأستبرق
جزاك الله اختي الدرة العصماء على هذه الكلمات الرائعه وجعل ماكتبتيه في موازين اعمالك....