آه لو تعلم عندي موقعك ؟!

مَرّ من بعدك ما روعني .. أترى يا .. بُعدى روعك


كم شكوت البين بالليل إلى .. مطلع الفجر عسى أن يطلعك

زوجتي الغالية .. تشكين إليَّ أنين المكان ووحشته ، وأنا أشكو إليك شوقي للمكان ورواده .. المكان الذي جمعنا في جلسات ود وأحاديث حب ، ودعاء كنا نبتهل به ، وقرآن كنا نتهجد بتلاوته ، وأطفال كنا نداعبهم فيه ، كم تحاورنا وكم تسامرنا .. وكم كنت أنتظر لقائي بك في المكان ، وكنت أشعر أنه كان كثيراً ما يشتاق لنا .. ليس بالهين عليّ يا حبيبتي بُعدك وليس باليسير عليّ هجرك ولا لوم عليك في عتابك .. وما تمنيت أن يحدث ما حدث أو أن نصل إلى هذه الحال .. وأعرف أنني قد تسرعت في الحل ، وكنت أعرف أنني لن أحتمل هذا الحل .. كيف أهجر المكان الذي أجد فيه راحتى وهدوء نفسي ؟

وكيف أفارق أحبتي فيه ؟ كيف أفارق زوجتي الحنون وصاحبتي في الأحلام والطموح ورفيقتي في الكفاح ؟

يعلم الله تعالى أنه ما غمض لي جفن ولا وجدت الراحة وأنا بعيد عنك ، وما شعرت بالسعادة ، وما ضحكت من قلبي كما كان حالي معك ، إلا سعادتي بذكر الله تعالى ، وابتسامات أجامل بها من حولي وأخفي بها عنهم ما في نفسي .. وسألت نفسي وأنا أعاني في تلك الليلة : كيف يتخاصم الأزواج ؟ وكيف يفترقون ؟ وكيف يهنأ أحدهما بطعام أو شراب أو كيف ينام قرير العين وقد فارق شقيق روحه ؟ زوجتي الحبيبة .. لا تكثري اللوم والعتاب .. ولا ينسينك منهج الحوار والمشورة بيننا أن لك زوجاً حبيباً قريباً له الحق في أن يعرف ما يدور ، وأن يكون له رأي فيما يحدث ، وأنه أب كما أنت أم ..

وأختم رسالتي لك بقول الشاعر :
موقعي عندك لا أعلمه ..
آه لو تعلم عندي موقعك ..

:26: :24: :24: :24: :33: :33: :33: :14: