آية اقرأها كثير واسمعها كثير وحيرتني كثير حتى عرفت تفسيرها وارتحت ؟؟..
. . يقول الله جل وتعالى في سورة الإسراء: *((وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً))* كلما مررت بهذه الآية وأنا أقرأ القرآن وكلما استمعت إليها استوقفتني وأثارت تساؤلي بحثت في تفسيراتها وبعضها لم تكن وافية حتى عثرت على هذا التفسير للآية الذي أراح فكري وجلى لي المعنى الصحيح لها حيث إن كثيراً ممن فسروها قالوا المراد بالهلاك في الآية أن الله سيفني كل قرية قبل يوم القيامة لكن تبين لي أنه ليس هذا المعنى المقصود *التفسير الصواب للآية:* يقول الطاهر بن عاشور عنها في كتابه "التحرير والتنوير" : لما عَرَّض بالتهديد للمشركين في قوله: إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ، وتحداهم بقوله: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ، جاء بصريح التهديد على مسمع منهم بأن كل قرية مثل قريتهم في الشرك لا يعدوها عذاب الاستئصال وهو يأتي على القرية وأهلها، أو عذاب الانتقام بالسيف والذل والأسر والخوف والجوع، وهو يأتي على أهل القرية مثل صرعى بدر، كل ذلك في الدنيا *فالمراد: القرى الكافر أهلها* *لقوله تعالى: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ* الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ * *وقوله تعالى: وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ * وحذف الصفة في مثل هذا معروف؛ كقوله تعالى: يأخذ كل سفينة غصبا أي كل سفينة صالحة* بقرينة قوله:* فأردت أن أعيبها. وليس المقصود شمول ذلك القرى المؤمنة، على معنى أن لا بد للقرى من زوال وفناء في سنة الله في هذا العالم، لأن ذلك معارض لآيات أخرى، ولأنه منافٍ لغرض تحذير المشركين من الاستمرار على الشر. فلو سلمنا أن هذا الحكم لا تنفَلِت منه قرية من القرى بحكم سنة الله في مصير كل حادث إلى الفناء، لما سلمنا أن في ذكر ذلك هنا فائدة. والتقييد بكونه "قبل يوم القيامة" زيادة في الإنذار والوعيد، كقوله "ولعذاب الآخرة أشد وأبقى". انتهى . . .
1
437
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ورد وشوك رمان
•
جزاكي الله خير
الصفحة الأخيرة