بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
. : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : : .
كلنا نعرف ...
أن الوالدين هم سببب وجودنا في هذه الحياة بعد الله وهما يقومان بتربيتنا ورعايتنا وقد سهرا من اجلنا الليالي وتحملا الشدائد والاهوال وفي سبيل تربيتنا نالا الكثير من المتاعب والمصاعب لتوفير احتياجاتنا والاهتمام بكل شوؤننا وفوق ذلك يشملاننا بعطفهما ويحيطاننا بحنانهما ورعايتهما .
وكلنا نعرف ...
قدر محبة والدينا لنا وما لقيا في سبيل تربيتنا من التعب والمشقة وهما صابران مسروران .
فما واجبنا نحوهما؟؟؟
ان من الواجب علينا ان نكون بارين بهما ونقابل احسانهما بالاحسان وان نعمل كل ما نستطيع في برهما
ونبتعد عن عقوقهما وكل ما يغضبهما وعلينا ان نتذكر ان طاعة الوالدين قرنت بطاعة الله في أكثر من موضع في القرآن الكريم ومن ذلك قوله عز وجل : ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا )) <سورة الاسراء : 23>
فاذا كانت طاعة الوالدين مقرونة بطاعة الله عز وجل و رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد فلماذا نعصيهما ولا نبرهما؟؟!!
- فاذا عصينهما فقد عملنا جرم عظيم و كان عقابنا دخول النار
وقد اكد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات على فداحة وعظم الخسارة لمن يضيع الفرصة العظيمة لدخول الجنة فيدرك والديه معا أو أحدهما وقد تقدم بهما السن في هذا الحديث ... عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه ، قيل: من يارسول الله ؟, قال :من ادرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة ) <أخرجه مسلم>
- اما اذا اطعنهما وعملنا على برهما استحقينا فرصة الأجر العظيم الذي يعطيه الله تعالى لمن يبر والديه ويحسن اليهما ويجتهد في ارضائهما ومنها : دخول الجنة والسعادة في الدنيا والآخرة والتوفيق من الله في الدنيا وغيرها ...
وقد قال الله تعالى: (( فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ))
فقد نهى الله عز وجل الولد أن يقابل والديه بأقل مراتب الاهانة وقلة الأدب بقوله لهما (أف) و ان نستعمل الأدب معهما في كل وقت فلا نتكلم معهما بكلام قبيح ولا نرفع اصواتنا فوق صوتهما
لمكانتهما ومنزلتهما ولان الاصل في المعاملة ان يقابل الاحسان بالاحسان .
و قال تعالى : ((وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)) <سورة لقمان : 14>
فقد وصانا الله عز وجل ببر والدينا
وقد خص الله تعالى الأم في هذه الاية لان لها منزلة كبيرة نظراً لما تلاقيه من مشقة أكثر من الأب ولذلك حينما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : من احق الناس بحسن صحابتي؟ (( قال : أمك , قال: ثم من ؟, قال :أمك , قال: ثم من ؟, قال : أمك , قال : ثم من ؟: قال أبوك ))
وامرنا ان نشكره على نعمة وجود والدينا فانها نعمة عظيمة لا يحس بها الانسان الا عند فقدانها فيشعر بالندم والحسرة على ضياع هذه النعمة العظيمة
وان نشكر الوالدين على كل ما يبذلوه في تربيتنا ....
فهذه الايتان كان لهما الأثر في حياتي ومعاملتي لهما
فكلما تذكرت ما يعملانه الوالدان وثواب البار بوالديه والمحسن اليهما في حياتهما وبعد مماتهما
وجزاء عقوق الوالدين وعصيانهما والاساءة اليهما وعدم برهما وانه يعد من اكبر الكبائر
كلما زادت محبتي لوالدي ومعرفة حقهما والعمل بقدر الامكان على اداء حقهما
و انصحكن اخواتي الغاليات :
ان تتذكرن هذا الحديث الشريف...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (بروا آباءكم تبركم أبناءكم )
وفي الأخير:
(اللهم ارحم والدينا واغفر لهم وارض عنهم تحل به عليهم جوامع رضوانك وتحلهم به دار كرامتك وأنانك ومواطن عفوك وغفرانك وأدر به عليهم لطائف برك واحسانك ...)
اللهم اجعلنا بارين بوالدينا ومحسنين لهما
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
جزاك الله خير ونفع الله بك