أأسرع حل لمشكلة خوف الطفل من الادوات الكهربائيه والمكنسه ...

قد يتحول هذا المنزل الآمن الذي تسعين دائما لأن تملئيه بالدفء والطمأنينة الى مكان مليء بأدوات الرعب، وقد تجدين طفلك يهرع من غرفة الى اخرى باحثا عن السكون ليفاجأ بوجود ما يثير خوفه ثانية.

حالات الخوف هذه قد تصيب بعض الاطفال الصغار ومن المجدي ان تستوعبي هذه المخاوف كي لا تتحول الى اشباح تطارد طفلك في مراحل اكبر. قد تتساءلين كيف استطيع ان اقوم بعمل كل ما احتاجه باستخدام غسالة الملابس، المطحنة الكهربائية او المكنسة الكهربائية بدون ان ادخل الرعب الى قلب طفلي الصغير؟

حالات الخوف من الضوضاء والصوت العالي التي تصدرها الادوات الكهربائية في المنزل مثل غسالة الملابس، المكنسة الكهربائية، مطحنة الحبوب وكذلك مجفف الشعر، هذه الحالات عادة ما تصيب الاطفال اصحاب الشخصية الحساسة والهادئة.

في البداية لا تهلعي ان وجدت طفلك او طفلتك يصرخ باكيا اذا انتابته حالة من الهستيريا عند سماعه صوت جهاز ما في المنزل، فالامر هنا يحتاج الى الصبر والتفهم لطمأنة الطفل وجعله يعتاد هذه الاصوات التي هي جزء من روتين البيت اليومي.

الخطأ الكبير الذي ربما توقعين نفسك فيه هو ان تقارني ردود افعال طفلك او طفلتك باطفال الآخرين.

تفهم طبيعة شخصية طفلك اهم ما في الامر، فهو ان خاف من هذه الاصوات فلن يعني ذلك انه طفل جبان وان طفلا غيره شجاع، ان طفلك حساس وذو شخصية مرهفة وهادئة واستيعابك لشخصيته سيحل الكثير من المشاكل التي من الافضل ان تتفادي حدوثها كي لا تشكل له عقدة نفسية في الكبر.


لا للإجبار
ستخطئين كثيرا ان حاولت اجبار طفلك على مواجهة مواقف كهذه، فبعض الامهات يحاولن ان يفرضن على اطفالهن المواجهة متعللات بأن معاملة كهذه ستكسر جدار الخوف وتجعل الطفل يتكيف مع هذه المواقف
. على الأم ان تكون على درجة اكبر من الوعي، فالطفل بعمره الصغير الذي يرى في أمه مصدرا للامن والحنان، سيصدم بالطبع عندما يراها تضعه على محك مع الخوف والقلق النفسي، فهو هنا لن يهرب فقط من صوت الجهاز العالي، بل سيهرب منها.
ان فكرة الاجبار ووضع الطفل امام الأمر الواقع ستأتي بنتائج عكسية تماما لما فكرت به، فهو ايضا قد يفقد الثقة بأسلوب تعاملك معه وبتوفيرك الحماية له ومخاوفه هنا ستكبر بدلا من ان تتحجم.

الحل الأمثل
نفاجأ احيانا ببساطة الحل الذي نتوصل اليه ومدى فعاليته مقابل المشكلة التي نجدها تقف امامنا كجبل يصعب تسلقه. المشكلة لن تكون بالضرورة كبيرة ولكن في احيان كثيرة فإن توترنا يجعلنا نراها اكبر من حجمها الحقيقي.



لمواجهة مشكلة كهذه اتبعي الآتي:
* تفهم الحالة اولا والهدوء كي لا تكون ردود افعالك اكبر مما يجب.

* حاولي ان تجلسي مع طفلك لتوضحي له فائدة كل جهاز، تحدثي معه بالتدريج مبتدئة بالادوات التي لا تصدر صوتا عاليا، مثلا ابدأي بجهاز التلفزيون او التليفون ثم تدريجيا تطرقي الى مجفف الشعر لتصلي شيئا فشيئا الى الادوات التي يجد صعوبة في مواجهتها.

* قد لا تكون لطفلك القدرة على الجلوس والتحدث او استيعاب ما تقولينه له لذا ستحل هنا تصرفاتك بدلا من كلامك، فمثلا احرصي على ان تتوقفي عن استعمال بعض الادوات بصورة يومية او على الاقل امامه فإن كنت تستعملين المكنسة الكهربائية يوميا فلا بأس من ان تستعمليها بين يوم وآخر.

* حاولي ان تمثلي له وانت تعملين، فمثلا قومي بعمل بعض الحركات المضحكة او اديري الجهاز، ثم اطفئيه فجأة وكرري هذا لتصبح حركاتك اكثر مرحا وتشجعيه على تقليدك.

* ان لم يتجاوب طفلك معك فلا بأس من ان تطلبي منه ان يجلس بعض الدقائق في غرفته لحين انتهائك مما تقومين به.

* في حالة رفضه لهذا ايضا ما عليك الا التحلي بالصبر وترك ما تقومين به لتهدئته فهذا اهم من اي امر آخر.

* اعيدي المحاولة في مرات قادمة وحاولي ان يكون اخوته مثلا او بعض الاصدقاء برفقتك وتصرفي بطبيعية جدا فهو سيشعر بالامن لوجود اشخاص معه وانت منشغله عنه بامر كهذا ودعي من هو موجود معكم ان يصفق لك عندما تنتهين او يشجع الطفل للمساعدة.

* تذكري دائما ان عمر الطفل هو العامل الاساسي، فهذه الامور يراها كبيرة جدا وضخمة امام عينيه لصغر حجمه وعمره، ومع تقدمه في السن سيجد نفسه اكبر من كل هذا وكل هذه المواقف ستصغر امامه.

(هذه المشكلة تعيشها معظم الامهات مع اطفال بين عمر سنة و3 سنوات على الاكثر، وقد تصل لدى البعض الى عمر 5 سنوات)