
بسم الله الرحمن الرحيم..
سمعت مرة أن النار تفنى يوم القيامة ولا يبقى إلا الجنة
وذُكرالمصدر فكان كتاب"حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" لابن القيم الجوزية
وقد جاءت أقوال عديدة حول هذا الأمر
استخلصت لكم الأدلة الشرعية والعقلية والتي تثبت أن الجنة باقية والنار فانية كما ذكرها المؤلف..
أول هذه الأدلة:
أن الله أخبر ببقاء نعيم أهل الجنة ودوامه وأنه لا نفاذ له ولا انقطاع وانه غير مجذوذ.وأما النار فلم يخبر عنها بأكثر من خلود أهلها فيها وعدم خروجهم منها وأنهم لا يموتون فيها ولا يحيون وأنها مؤصدة عليهم ,وأنهم كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها و أن عذابها لازم لهم , وأنه مقيم عليهم لا يفتر عنهم. والفرق واضح بين الخبرين ظاهر.
الوجه الثاني:
الأولى: قوله(قل النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم)
الثانية: قوله(خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد)
الثالثة: قوله(لابثين فيها أحقابا)
ولولا الأدلة القطعية الدالة على أبدية الجنة ودوامها لكان حكم الاستثناءين في الموضعين واحدا, كيف وفي الآيتين من السياق ما يفرق بين الاستثناءين فإنه قال في أهل النار (إن ربك فعال لما يريد)
فعلمنا انه سبحانه يريد أن يفعل فعلا لم يخبرنا به, وقال في أهل الجنة (عطاء غير مجذوذ)
فعلمنا أن هذا العطاء والنعيم غير مقطوع عنهم أبداً. فالعذاب مؤقت معلق والنعيم ليس بمؤقت ولا معلق.
الوجه الثالث:
انه قد ثبت أن الجنة لم يدخلها من لم يعمل خيرا قط من المعذبين الذين يخرجهم الله من النار , وأما النار فلم يدخلها من لم يعمل سوءا قط ولا يعذب إلا من عصاه.
الوجه الرابع:
أنه قد ثبت أن الله سبحانه ينشئ للجنة خلقا آخر يوم القيامة يسكنهم إياها ولا يفعل ذلك بالنار, وأما الحديث الذي قد ورد في البخاري من قوله " وأما النار فينشئ الله لها خلقا آخرين" فغلط وقع من بعض الرواة انقلب عليه الحديث وإنما هو ما ساقه البخاري في الباب نفسه," و أما الجنة فينشئ لها خلقا آخرين" ذكره البخاري مبينا أن الحديث انقلب لفظه على من رواه بخلاف هذا وهذا, و المقصود انه لا تقاس النار بالجنة في التأييد مع هذه الفروق.
الوجه الخامس:
أن الجنة موجب رحمته ورضاه, والنار من غضبة وسخطه, ورحمته تعالى تغلب غضبة وتسبقه, كما جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده موضوع على العرش أن رحمتي تغلب غضبى" وإذا كان رضاه قد سبق غضبة وهو يغلبه كان التسوية بين ما هو موجب رضاه و ما هو من موجب غضبه ممتنعا
الوجه السادس:
أن ما كان بالرحمة وللرحمة فهو مقصود لذاته قصد الغايات , و ما كان من موجب الغضب والسخط فهو مقصود لغيره قصد الوسائل فهو مسبوق مغلوب لغيره , و ما كان للرحمة فغالب سابق مراد لنفسه.
الوجه السابع:
وهو انه سبحانه قال للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء , وقال للنار : أنت عذابي أعذب بك من أشاء . وعذابه مفعول منفصل , وهو ناشئ عن غضبه , ورحمته هاهنا هي الجنة وهي رحمة مخلوقة ناشئة عن الرحمة لتي هي صفة الرحمن فهاهنا أربعة أمور : رحمة هي وصفه سبحانه , وعقاب منفصل ينشأ عنه . فإذا غلبت صفة الرحمة صفة الغضب فلأن يغلب ما كان بالرحمة لما كان بالغضب أولى وأحرى فلا تقاوم النار التي نشأت عن الغضب الجنة التي نشأت عن الرحمة.
وللموضوع بقية ..
أكملي.. فالموضوع شيق..
أختك أمان