الوتين66

الوتين66 @alotyn66

عضوة فعالة

أبشركم أخيرا أصبحت أنا وزوجي وأولادي سعداء ( تعالوا شوفوا السبب وكونوا مثلنا )

الأسرة والمجتمع

حياة للتعب الإبتسامة ذلك المشروع المؤجل






(إن كل شيء ليس على ما يرام) هكذا خرجت الكلمات مني غضبى وأنا ألقي جداولي الفاشلة على فراشي, حاولت افتعال البكاء, علني أخفف موجة الحزن التي كتمت على أنفاسي, إلا أن الدموع أبت إلا أن تظل في محاجري.
سبع سنوات, عمر زواجي, أربعة أبناء, واكتئاب قاتل, حصيلتها.
بصراحة أنا لست سعيدة, زوجي ليس سعيدا, أبنائي أيضا مثلنا... لماذا؟ ما الذي ينقصنا؟ المنزل الهانئ موجود, الصحة إكليل هادئ فوق رؤوسنا, حالتنا المادية جيدة جدا, إذا ما السبب؟
حسنا.. هذا زوجي الآن أخذ أبناؤه في نزهة قصيرة, فرصة نادرة لإعادة بناء
أفكاري المتناثرة.. لا بد أن أجد الخلل الموجود في حياتنا,لنبدأ من أول ليلة, ليلة الزفاف.. الأهل والأحباب حولنا, فنحن في تلك الليلة نجما الأسرة, أظنها كانت الليلة السعيدة, بل الليلة اليتيمة, فالاكتئاب دخل حياتي في اليوم التالي مباشرة.
الفكرة السائدة في عقلي" لا بد أن ننظم حياتنا وفقا لقوانين نتفق عليها, ولا بد أن ننهي جميع أعمالنا ثم نتفرغ لبعضنا كي نعيش سعداء ", وأصبحت بذلك حياي مجرد انتظارات متكررة, أنتظر إنهاء أعمالي المنزلية التي لا تنتهي حتى تبدأ, أنتظر أن نصبح في أنفسنا أشخاصا مثاليين كما أتمنى..
في اليوم الثاني من زواجي, فتحت حوارا كنت أتوقع أن يأخذه زوجي بجدية:
- اسمعني يا محمد يجب أن تغير شخصيتك بمقدار مئة وثمانين درجة.
رف حاجبيه ضاحكا: كيف ذلك؟!
- أنت الآن رجل متزوج, عليك أن تصبح جادا في حياتك, غدا بإذن الله ستكن أبا, فكيف تقدم نفسك قدوة لأبنائك؟ أنظر إلى العيوب المجودة فيك وحاول تغييرها لتصبح مثاليا.
قال بسخرية مشوبة بالغضب: هذه أمور تخصني وحدي, ولو استطعت فعلها في غمضة عين لفعلتها قبل أن أتزوجك, وقام ضاربا الباب خلفه خارجا من المنزل, تاركا أعصابي في حالة مزرية, وفي كل مرة أراه يتكاسل عن هذه الأمور وأشعر بالغضب فأعطيه ظهري وأنا أعلم تماما أن هذا ليس الأسلوب الأنسب في التعامل, ولكن الفكرة السائدة ضحكت علي.
الأعمال المنزلية, جهد يتكرر يوميا, وهو من أساس حياة كل امرأة, لكنها ترفض أن تنتهي, يأتي زوجي من عمله, وأنا لا أزال في أعمالي منهكة, لا بد أن أنهيها أولا ثم أجلس معه, قلت له: عندما ننجب طفلنا الأول – بإذن الله – فسوم أنظم حياتي وأقسمها.. قاطعني ساخرا: تقسمينها بين أعمال المنزل والطفل الجديد, وأظل أنا هامشا أنتظر التقية لكي يكون كلمة على السطر.
كانت كلماته دافعا قويا لي كي أنظم حياتي تحديا له, ولأثبت كم يهمني أمره, وكم أحبه, هنا جدول للأعمال اليومية, لا بأس فشل هذا الجدول اليوم, سأغيره غدا
– بإذن الله - , وأصبح جزءا من أعمالي المنزلية رمي هذه الجداول في سلة المهملات, قال يضحك: وتقولين أريد أن ننظم حياتنا!
الأبناء.. مسؤولية صعبة تحتاج إلى جهد أكثر, وتضحية بالراحة أكبر, إلا أنني لم أستطع تحمل ذلك كله فأصبحت بركانا ثائرا, لم أتحمل أخطاءهم, أو بكاءهم بالإضافة إلى أكوام الأعمال المنزلية التي لا تنتهي, ضرب وقسوة وغضب, عند سكبهم الحليب, أو كسر كأس لو كسرتها أنا لقلت: قدر الله وما شاء فعل! ويقبل الزوج من عمله مرهقا ليقابل الأم الغضبى والأطفال المتعطشين لكلمة حانية, وجلسة هادئة مع شخص يحبهم ويتحملهم, قلت في نفسي: لا بأس عندما يكبر الأولاد فسوف يعقلون ويهدؤون.
عقل الأولاد قليلا, التزم زوجي بفضل الله ثم بفضل الرفقة الصالحة التي تعرف عليها في عمله, الأعمال المنزلية أصبحت أكثر تنظيما, كل الأعذار التي تجعلني غاضبة وحزينة قد انتهت, وها هو المرض يتسلل إلى معدتي وأصاب بقرحة خفيفة في المعدة, أصبت بالذعر.. يا إلهي, إنهم يقول أن القرحة تتحول فيما بعد إلى سرطان, وجلست حزينة آخذ علاجي بكل اهتمام خوفا من الألم وتطور المرض, قلت: عندما أشفى من المرض بإذن الله فسوف أكون سعيدة, مر المرض وانتهى والحمد لله, إلا أن الكآبة لا تزال رفيقا ملازما لي ولم يتركني ويذهب, إذا الخلل ليس في الظروف التي أعيشها,المشكلة فيّ أنا, أنا الكئيبة, سأتغلب على كآبتي, وأخصص يوم الجمعة لأبنائي وزوجي, لا أعمال منزلية.. لا مخاصمة للأبناء.. لا تذكر لهموم قديمة, أعددت سفرة خاصة بالحلوى, وجلست مع زوجي وأبنائي, أصطنع الابتسامة, وأرغم نفسي على الضحك معهم بصوت عال, سكبت ابنتي القهوة, غير قاصدة على صحن الحلوى الذي أمامها, وشعرت بدخان كثيف يتجمع في رأسي, أخذت نفسا عميقا, وهي خائفة تنظر إلي,وصمت كل أفراد الأسرة, ابتسمت, وأكمل الجميع الضحك, وكأن شيئا لم يكن,قال لي زوجي مازحا بعد أن رأى ابتسامتي " وأمن شري ": إن نقشة ثوبك تذكرني بمقطع عرضي للخلايا الموجودة في أمعائنا الدقيقة, حاولت التغلب على غضبي.. لا بد أن أظهر إلا الابتسامة اليوم, وازدادت ابتسامتي اتساعا, ضحك الأطفال, مد أحدهم يده ليأخذ قطعة حلوى من أمامي وهو لا يزال يضحك وينظر إلي و.. سقط على السفرة, عندئذ انفجرت كالقنبلة, وانتهت الجلسة العائلية على بكاء أطفالي وغضب والدهم آه.. يا لها من نهاية سعيدة!
أشعر أنني أعود إلى الوراء ولا تقدم في حياتي.
حادثتني زميلة حميمة: ماذا تريدين الآن؟ قلت بعد أن أخرجت من صدري زفرة حارة: أريد أن أموووت, قالت عاتبة: وماذا عن دعاء الرسول:" اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرا لي وأمتني ما دام الموت خيرا لي ", لم أستطع إكمال حواري, واختنق صوتي بالبكاء وأنهيت المكالمة, اليوم هاتفتني بعد فترة انقطاع: أريد أن أسألك عدة أسئلة, لا تهمني الإجابة فقط فكري فيها, ففي إجابتك نفسك تعرفين ما الخلل.
- لا بأس هات الأسئلة.
- هل تصلين الصلاة في وقتها؟ فيم تفكرين أثناء الصلاة؟ هل ترددين الأذكار الخاصة بكل وقت, بعد الصلاة؟ وأذكار طرفي النهار؟وأذكار الكرب و...؟ هل تصلين الضحى؟ هل تقومين للصلاة في الليل؟ هل داومت على قراءة القرآن؟ ألزمت الاستغفار؟
أخذت الإجابات المزرية تعصف برأسي " لا..لا..لا..لا.." وإذا هي تكمل:" من كانت الآخرة همه, جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همه فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأتيه من الدنيا إلا ما قدر له" فكري فيما قلته لك, والسلام عليكم ورحمة الله .
معها حق, فلو كانت إجابتي هي "نعم" لكنت سعيدة مهما كانت الظروف, إن سبب حزني هو هذا الإعراض السافر عن ذكر الله, إن هذا الرأس المثقل بالهموم يستثقل وضع جبهته ليلا على السجادة باكيا داعيا الله ليجد الراحة, ولا يستثقل وضعه على الوسادة حيث النوم ولا راحة, وهذا اللسان الذي لا يفتر عن الشكوى إلى من لا يملك شيئا بدلا من ألا يفتر عن ذكر الله, إذا من اليوم لا جداول, ولا شكوى, ولا غضب, لتكون الآخرة همي وكفى, وبالدعاء – سلم الوصول – سأكون كذلك, وعندها بالتأكيد سأكون سعيدة.
قمت وتوضأت, وصليت ركعتين أرغمت نفسي فيهما على البكاء, أرغمت نفسي على تمريغ وجهي في الأرض, وفعلا.. اختفت سحائب الحزن من رأسي.
دخل زوجي وأبنائي فرحين, يقفزون في كل مكان في البيت يحكون أحداثهم المتعة التي شاهدوها اليوم, كانت الابتسامة تتسلل إلى شفتي بصعوبة, ولكن هذه المرة شعرت الله معي, ما دام الآخرة ستكون هي همي .

هناء الحمراني

موقع رسالة الإسلام
200
48K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام رف رف
ام رف رف
جزاك الله خير
سعيدة19
سعيدة19
جزاك الله خيرا
مس آتيكيت
مس آتيكيت
جزاك الله خير
وزا
وزا
جزاك الله كل خير والله كنت احس اني بموت قهررررررررررررررررررررررررررر
عبير الذكريااات
جزاك الله خير