أبــــــــــي أتيتـــــك أبـــــــــكي

مازلت أزداد اشتياق أليك ومازلت أحن إلى ذراعيك وما زلت أقول لو كنت معي لما نزفت عينأي الدموع ولا ملأ الأنين صدري ولا كثرت ألسنة تستحق قطعها ولا أيد تمتن علي بطول عطائها أحسست بحاجتي لأتراك عن بعد أتيت أليك لا ابكي عندك مع علمي باني سأبكي وحيدة فأنت بجانبي ولن تراني ولن أراك لان ألراب قد طواك ولكني بحاجة إلى أن أتكلم معك وأبوح بما في أعماقي لأبكي رغم أن بكى العين أهون من بكاء الأعماق وأنين الضلوع وزفرة الآهات التي تحرق جوفي كل ذالك في حد ذاته ليست مشكلة فألاهم والادهى أني لا افهم لم كل ذلك يحدث فكل ما أشعر به أني مخنوقة تكاد تنفجر شراييني أحس بها وكأنها أسلاك تحترقالواحدة تلو الأخرى.
الدم أشعر به في راسي مندفعا يغلي لا أعلم إلى أين هل هو منصب في عيني أم في أقصى وكأنها حرب صراع ومعارك طاحنة تدور في هذه البقعة من كياني.....
فأقسى شعور أحس به ببعدك عن عالمي هو أني أعيش الغربية والوحشة رغم المحيطين بي وأشعر أني غريبة في هذا العالم وانأ مازلت أعيش بداخله وأتنفس هواءه والغربة هنا هي غربة الاستقرار غربة الحق غربة ألامان فمنذ سكنت أنفاسك وغبت عن حياتي أصبح الضعيف قويا والقوي ضعيف تغيرت الموازين وبات البقاء في هذه الحياة للأقوى الذي يمارس سلطته وسطوته كيفما يشاء خاصة لمن ليس له ظهر يحميه يتصدى ويواجهه ويدافع.
تخيل يا أبي أني وصلت لمرحلة أتمنى لو افقد فيها الذاكرة وأن أكون أمرآة بدون ذاكرة سابقة أي بلا ماض يستفزني دائما بآلامي ومعاناتي وبلا مستقبل أخطط له على أنقاض حاضر تعيس أسير بلا هدف وتعميني الوجوه المتشابهة التي تمارس النفاق وسوء الظن والغيبة والنميمة وتدميني القلوب السوداء ونكر المعروف وأخشى أن أقوم بفعل عمل لا أحسب نتائجه وأخاف أن يوصلني القهر لفعل ما لا تحمد عقباه فقد كرهت تعديل أخطاء الواقع حتى انزويت في قوقعتي بعيده وحيده آلامي فيهرب النوم وأنا سجينة بين الأفكار والظلام.....
حبيب الحاضر رغم غيابه ما طاب العيش ولا اندملت جروحي ولا شعرت بأنصاف وعدل وكلمة حق طول تلك السنوات......
القمــــــــــره