بسم الله الرحمن الرحيم
أبناء الانتفاضة .. ألعابهم بالحجارة
في مستشفي الرازي وفي الجناح ( الرابع ) وغرفة رقم ( 9) يرقد محمد جاسم أبو حيان 16سنة مصاباً بطلق ناري في بطنه أصابه في المعدة ومزق الكلية ووصلت الرصاصة للفقرة الرابعة من العمود الفقري والنخاع الشوكي ،
وفي الغرفة المجاورة يرقد صديقه كمال الترامسي والذي تحطم ذراعه الأيسر نتيجة إصابته برصاص متفجر ، محمد وكمال هما اثنان من أبناء الانتفاضة الفلسطينية يواجهون بأحجارهم رصاصات وقنابل العدو الصهيوني ..
الشجاعة والقوة يظهر في حديثهما والتصميم والإرادة يطل من أعينها مما – يدلنا كيف يتربي أبناء الانتفاضة .. هل قضوا أوقاتهم أمام أفلام الكارتون ؟! وهل شغلتهم ميكي الأمريكية ؟! وهل ألعابهم هي البلاي استيشن و الفيديو جيم ... أنهم أقوياء .. رجال .. نحتاج أن ننشأ أبناءنا مثلهم ومن أجل هذا الهدف قابلتهم ( ولدي ) وتحدثت إليهم وإلي والد أحدهم لنتعلم منهم ، كان هذا اللقاء من أجلنا ومن أجل أبناءنا .
*الحجارة أول الألعاب *
كمال الترامسي 17 عاما يدرس بالمرحلة الثانوية نسأله : متي بدأت خروجك للانتفاضة ولماذا خرجت ؟
لا أتذكر أول مرة ولكن أستطيع أن أقول إنه من أول يوم وعيت فيه ما حولي أدركت أنه هناك عدواً يتربص بنا اسمه الصهاينة ، يحاصروننا، يقتلوننا ، يحتلون ويدنسون قدسنا ، لقد تربيت وأنا أسمع أحاديث أبي المستمرة عن المقاومة وضرورة محاربتنا للعدو ورأيت أخوتي الأكبر مني يخرجون للشوارع ، ورغم لهفة أمي عليهم إلا أنها تتوقع في كل وقت استشهاد أي منهم
في هذا البيت ولدت وعلي أرض فلسطين كبرت وأظن أنه ما إن استطعت المشي خارج البيت حتى تعلمت كيف أمسك الحجارة. فقد كانت أول ألعابي .
*الصهيوني جبان ضعيف .. أمام طفل صغير يصيح : الله أكبر .
ماذا تقصد بأنها أول ألعابك ؟
كمال : نلعب ونحن أطفال لعبة العرب واليهود وهي اللعبة المفضلة لكل الأطفال في فلسطين ، فالفريق اليهودي يحمل ما يشبه السلاح ، والطفل الفلسطيني يحمل الحجارة وهو يقذفها بقوة (دون أن يؤذي الآخر بالطبع ) .
لماذا لا يحمل الفريق الفلسطيني السلاح هو أيضاً في اللعب ، أليس من الأفضل أن تقاتلوا بالسلاح في حربكم مع الصهاينة ؟
كمال: لا يحمل الفلسطيني سلاحاً فعلياً غير الحجارة وهي في نظرنا أقوي من سلاح الصهاينة
فلقد تربينا علي أن الحجارة في اليد وقول الله أكبر أقوي سلاح .. فاليهودي عندما يراني أقذفه بالحجارة وتدوي صيحة الله أكبر يجري مختبئاً خائناً .
زرع الثقة والشجاعة *
وماذا عن مدرستك ودراستك ؟
كمال : نحن حريصون طبعاً علي دراستنا ولكن الوضع في فلسطين يفرض علينا ترتيب أمورنا لمقاومة الاحتلال باستمرار ، فرغم أن مناهجنا لا تناقش الأحداث الجارية لأنها مناهج مصرية تهتم بالمواد العلمية ولكن مدرستنا يساهمون بشكل كبير في زرع الثقة في نفوسنا باستمرار وبث الشجاعة فينا، وحضنا علي الانتفاضة لاستعادة حقنا .
وماذا عن إصابتك ؟
كمال : لقد تفجر العضد في ذراعي الأيسر نتيجة قذيفة وجهت لي وكان رآي الأطباء أنه لا بد من بتره ولكن الحمد لله استطاعوا في الكويت إنقاذ ذراعي بعمليات تعويضه لأخوتي في الانتفاضة .
قدسنا لاهليكم *
ويشترك محمد باسم في الحديث مع ليقول :
لقد علمنا أن سلطات الاحتلال وضعت أسماء المصابين في الانتفاضة علي قائمة المطلوبين للاعتقال ، ولكن هذا لا يرهبنا وسنعود لأرضنا وأهلنا لندافع عن أقصانا وقدسنا .
دعايات الصهاينة المستمرة عن وجود الهيكل
ألم تؤثر فيكم أو في يقينكم بقضيتكم ؟
محمد : لم تؤثر فينا أبداً ، فنحن منذ نعومة أظافرنا نسمع قصص أمهاتنا عن أقصانا وأرضنا المغتصبة من المخيمات والمشردين وعن حقوقنا التي نهبت في عام 48 وعن المؤامرات العالمية ضدنا.. قصص أمهاتنا علمتنا أن أرضنا وقدسنا هو حقنا وكل ما يقوله الصهاينة هو افتراء وكذب وخداع ، فلقد حفروا ولم يجدوا آثاراً ولكنهم حتى تمكنوا – أعوذ بالله – من الأقصى ولن يكون سيغيرون روايتهم ويقولون : حتى إن لم يكن الهيكل موجوداً فلنقم بوضعه نحن
أحلام وألعاب *
ماذا عن أحلام أبناء الانتفاضة ؟
محمد : أحلامنا هي استعادة أرضنا وقدسنا ولا ننظر إليه علي انه حلم لن يتحقق ، بل هو يقين قريب إن شاء الله ، إننا في فلسطين نلعب من أجل فلسطين ونرسم القدس ونحميها ، هذا ونحن صغر ، أما الآن وبعد أن كبرنا فعلينا أن نحول ألعابنا وأحلامنا إلي حقيقة حتى ولو بحجارة صغيرة .
آباء شجعان *
الحاج باسم علم أبو حيان والد المصاب محمد ، وهو لديه 3 أولاد وخمس بنات وقد دار هذا الحديث معه :
أبناؤكم تملؤهم الشجاعة .. تصورهم كاميرات التلفزة وهم صامدون ومحاربون .. لا يخافون من وابل الرصاص والقذائف فما السبب في ذلك ؟
السبب واضح هو إيماننا نحن الآباء ومن قبلنا الأجداد بحقنا وقوتنا وضعف الصهاينة ، وهذا ما فطمنا عليه أبناءنا وهم رضع ، وعلمناه لهم مع أول خطواتهم .. ودفعناهم دفعاُ له وهم شباب .. لن أقول إننا لا نخاف عليهم .. ولا نبكي لآلامهم وفراقهم في حالة استشهادهم ،لكن هناك ما يقوينا ويدفعنا للاستمرار ، وهو إيماننا بالله وحقنا في الأرض والقدس ، فبالرغم من الذي يحدث من الصهاينة ومن محاولة أبادتهم لنا وأهانتهم لنا إلا أن أسلحتهم ودباباتهم سوف تقهر أمام حجارتنا وإيماننا بالله الذي يؤازرنا من الأقصى وإقامة دولتنا .
الدروس المستفادة *
1- اعلم ابني أن لا يترك حقه ويجب أن يأخذ حقه بيده سواء باللين والسياسة أو القوة .
2- الصهيوني جبان ضعيف يدرع نفسه بالكامل من رأسه حتى أخمص قدميه ، يجري خائفاً وهو يصوب بندقيته من حجارة طفل صغير وهو يصرخ فيه : الله أكبر .
3- محمد جاسم بعد إصابته توقع الأطباء في البداية أنه سيموت ، ثم نجا من الموت ليتوقع الأطباء بشكل كبير إصابته بالشلل لحجم الإصابة ثم يعافيه الله ويتماثل للشفاء دون شلل .. ويصر محمد علي العودة للانتفاضة .
مجلة الفرحة-ديسمبر200

أثبـــاج @athbag
عضوة شرف عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
ان الصهاينة اجبن شعب والكل يعرف ذالك
وما يفعله اطفالنا اكبر دليل على ذالك