
"النقص في الثقافة الشرعية :
لقد أصبح من السمات العامة لأبنائنا الذين يعيشون في الغرب، ضحالة معلوماتهم الشرعية، فهم يتعلمون من والديهم بالمنزل، الصلاة، والصيام، والوضوء، ويحفظون بعض الآيات.
ولكن الثقافة الشرعية ليست مجرد عبادات فقط، لذلك نجد لديهم العديد من المشاكل مثل:
1- مشاكل في السلوك: يقتبس الطفل من رفاقه في المدرسة سلوكهم وطريقة تعاملهم، وينظر كذلك إلى معلمته على أنها قدوة فيأخذ منها الكثير.
فاختفت لديه قدوة النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه والخلفاء الراشدين.
2- ضعف الوازع الديني: ونلاحظ نقص الثقافة الشرعية في أسلوب حل الابن للمشاكل التي تعترضه في الحياة، فلا نلاحظ الإيثار للحل الإسلامي أو وجود الوازع الديني أصلاً في حكمه على ما يجري حوله.
3- الشك في الدين: وهذه مشكلة كبيرة بدأت في الانتشار مؤخراً خصوصاً عندما يكبر الطفل، ويبدأ في دراسة بعض النظريات العلمية التي تشكك في الدين وأصل الخلق، والمشكلة هنا تزداد تفاقماً عندما لا يتقن الأهل اللغة الأجنبية فلا يستطيعون تصحيح أفكار الأبناء !!
فماذا نفعل لحل مشكلة النقص في الثقافة الشرعية، ومعالجة كافة المشاكل المترتبة عليها.
▪ فساد القصور الاعتقادي
ويبدأ د. أحمد المراياتي الإجابة على تلك الأسئلة فيقول: نعم إن هذه من المشكلات التي تواجه أبناءنا وهي من أخطر ما يواجههم في المجتمع الغربي.. هل هناك أخطر من فساد التصور الاعتقادي وما يتبعه بعدها من فساد في السلوك.. وهذا يعني افتقاد﴿ الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ وهم المؤمنون الصالحون عناصر المجتمع المسلم وأمل المستقبل.
ونلفت النظر منذ البداية إلى أن عجز الأسرة المسلمة عن رعاية أبنائها وتربيتهم تربية إسلامية مقبولة في مجتمعات الغرب يعتبر من أهم مبررات العودة إلى بلاد الأصل لتربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة، إن لم تكن هناك موانع وعقبات تحول دون ذلك.
▪ الحصن الأساس
أما إن كتب على الأبناء البقاء في هذه المجتمعات فالدعاء لهم بالثبات على الحق هو أول الطريق، ثم يأتي دور الأسرة والجالية المسلمة من حولها، فالأب والأم هما القدوة والحصن الأساسي، فالطفل يرضع الأخلاق مع حليب الأم ويتعلم السلوك المستقيم أو الشاذ من والديه.
وإذا نشأ ونما وترعرع ودخل الروضة ثم المدرسة بدأ تأثير المجتمع وبدأت الصعوبات المطروحة في السؤال تتفاقم ويفيد هنا لفت النظر لبعض النقاط التي تعين الطفل على المحافظة على عقيدته وإيمانه وسلوكه الإسلامي والتي تعد حصون أمان له.
الحصن الأول:
الارتباط والاجتماع مع رفاق الخير وإكثار التماس مع الصالحين منهم، والبحث عن الجمعيات الإسلامية والمساجد ومحاولة المشاركة في نشاطاتها وربط الأطفال بها.
الحصن الثاني:
ترغيب الأطفال في حفظ سور من القرآن الكريم وشرح الآيات المتعلقة بالعقيدة لهم بشكل مبسط مفيد يتناسب مع سنهم ومجتمعهم.
الحصن الثالث: تربية روح المحاكمة والنقد العلمي عند الطفل، وعدم ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، وتشجيع الطفل على النقاش والحوار.
الحصن الرابع:
محاولة القيام برحلات جماعية مع المسلمين يحافظ فيها على السلوكيات الإسلامية ويقول عليها وعلى تنظيمها قدوات من أهل العلم والخلق ينقلون صورة الإسلام العملية للأبناء.
الحصن الخامس:
تربية الروح الجماعية والشعور بالانتماء للصف المسلم وإعطاء الأبناء الأهمية والقيمة الاجتماعية أثناء وجودهم ضمن الصف المسلم ليزداد تعلقهم به وحبهم له ولأهله، ويفيد تسليمهم مهمات وواجبات يقومون بها.
الحصن السادس:
تشجيع الأبناء على الكتابة في مجلات الشبيبة الإسلامية، والتعامل مع هذه المجلات بلغة البلد الغربي التي هي فيه وتسهيل اقتناء مجلات الشباب الإسلامي المتوفرة باللغة العربية زيادة في الارتباط والتواصل وتأكيداً للإنتماء.
الحصن السابع:
متابعة الأبناء الذين يتعاملون مع الإنترنت وتوجيههم توجيهاً سليماً مع لفت نظرهم للصفحات الإسلامية المتوفرة ومناقشتهم في مواضيعها.
الحصن الثامن:
الاستفادة من الموجود في السوق الإسلامية من أشرطة الفيديو والكاسيت والأقراص بشكل موجه لملئ أوقات الفراغ، ولتكن مواضيع هذه الأشرطة بديلاً عن الموجود في التلفزيون والإذاعة الغربية، كي تقوم مواضيعها بدور في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تتكون عند الطفل من جراء وجوده في البيئة الغربية وتعرضه المستمر لثقافتها وسلوكياتها.
منقول من مجلة ولدي
وهذه مواضيع ذات صلة ,,,
أحببت أن نتناقش ... أطفالنا في الغربة
ارجو من الجميع المشاركة ,,,